الشوادفى منصور شريف اصيب المجتع المصري منذ عدة ايام بصدمة كبري حينما شاهد فلذات اكباده من ابنائه الطلاب بجامعتي المنصورة وعين شمس يقتتلون مستخدمين الاسلحة البيضاء والنارية من سنج ومطاوي وسكاكين وسيوف وخرطوش افقدته اتزانه فالحروب الاهلية تبدأ من مستصغر الشرر. شيء مؤسف ومحزن ان يصل حال جامعاتنا الحكومية والخاصة الي هذا الحال من التردي.... فلاول مرة يتم اعتداء الطلاب علي عمداء الكليات ورؤساء الجامعات ونوابهم ومحاصرة مقارهم ومكاتبهم ومنعهم من الخروج ولساعات طويلة الا بحماية من الأمن..... شيء مهين. ولعل ماحدث من اعتداء سافر وبلطجة علي مشيخة الازهر واقتحام حرمتها وخروج فضيلة شيخ الازهر في حمايةوحراسة الشرطة من البلطجية المستأجرين لكارثة كبري لم تشهدها مصر منذ اقتحم نابليون الجامع الازهر 1798 بخيوله وجنوده واعتقال مشايخه رموز الوطنية المصرية . والسؤال الحائر.... متي بدأ العنف الطلابي بالجامعات المصرية ؟ لقد بدء العنف بالجامعات المصرية في نهاية الاربعينيات برعاية من الاحزاب السياسية وفد واحرار دستوريين واشتراكيين وشباب للاخوان والشيوعيين وممن سموهم بالقمصان الزرقاء والبيضاء والخضراء.... الخ الخ استخدمت فيه المطاوي الشيفلد انجليزية الصنع والهروات.... ولعل الحادثة الشهيرة من طلاب جامعة القاهرة ووصول مظاهرتهم لمقر وزير التعليم والتعليم العالي الأستاذ الدكتور طه حسين عميد الادب العربي قبل الثورة والتي تهجمت عليه ووصفته بأفذع الالفاظ ووصفته بالوزير الأعمي.... فخرج سيادته لشرفة الوزارة محدثا اياهم فحمد الله وشكره شكرا كثيرا.. ان من عليه بنعمة العمي حتي لايري وجوههم العابثة والعكرة... مازالت لاتغيب عن الاذهان . وبقيام ثورة 1952 منع العمل السياسي بالجامعات والمدارس منعا باتا فاختفت ظاهرة العنف والبلطجة الي ان جاءت نكسة 1967 وما تبعها من عنف بمظاهرات الطلبة 1968.... فسمح الرئيس عبد الناصر لمنظمة الشباب الاشتراكي بالعمل داخل الجامعة ففتحت الباب مجددا للجوء الطلاب لاستخدام العنف احيانا ضد نظام الرئيس السادات.... وظهرت بوضوح بعد سيطرة الشيوعيين علي مقرات الاتحادات الطلابية بالجامعات 1972 فانتقل العنف لخارج الجامعة حتي وصل لمحاصرة منزل الرئيس السادات في الجيزة قبل حرب 1973 مباشرة...... ناهيك عن البذاءات والالفاظ الخارجة التي كانت تزين جدران منزل السادات والمياديين الرئيسية بالقاهرة والاسكندرية والمدن الكبري بالمحافظات. وزاد الطين بلة عام 1977 (انتفاضة الحرامية)... ماشهدته الجامعات من عنف وبلطجة وحرق وتدمير للمؤسسات والملكيات الخاصة والعامة شمل مدن مصر كلها وكادت مصر تضيع لولا ستر الله بنزول جيش مصر العظيم.... لينقذ مصر من كارثة كبري عقب قرارات د.القيسوني لاصلاح الاقتصاد.... برفع قليل من الدعم عن بعض السلع الغذائية الأساسية. اما الطامة الكبري فظهرت بعد استيلاء الجماعات الاسلامية علي الاتحادات الطلابية 1978-1979 وكانت جامعات الصعيد اسيوط والمنيا مرتعا للعنف البغيض واستخدام الاسلحة بجميع انواعها وعلي رأسها العنف الطائفي.... ولاول مرة في تاريخ الجامعات يتم منع الاساتذة من القاء محاضراتهم.... الاباذن من امراء الجماعات الجهادية وظاهرة الفصل بين الطلبة والطالبات بالجامعات بالمدرجات ومحاصرة مقار رؤساء الجامعات والعمداء من ان لاخر... ولعلي احد شهود هذه الفترة بصفتي كنت رئيسا لاتحاد طلاب الدراسات العليا بالاتحاد العام لطلاب مصر 1979 وكان الاتحاد يضم اسماء.... اصبحت نجوما ورموزا سياسية وقادة لاحزاب سياسية حالية كان لهم ادوار بارزة في احداث العنف في تلك الفترة..... فاضطر الرئيس السادات لالغاء اللائحة الطلابية ومنع العمل السياسي بالجامعات منعا باتا (لائحة 1979) وأعاد الاساتذة لريادة الاتحادات الطلابية. وبقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير عاد العنف للجامعات في ظل الغياب الامني والغاء الحرس الجامعي فاعتدي الطلاب علي القيادات الجامعية وطالبوا باقالتهم واستجابت حكومة الدكتور شرف لمطالبهم باقالتهم ؛ اضافة لتعديل بعض مواد قانون تنظيم الجامعات بشأن تعيين القيادات الجامعية ليكون بالانتخاب بدلا من التعيين فعادت الشللية الي المؤسسات التعليمية والبحثية.... فتحولت الجامعات مرة اخري مرتعا للعنف والبلطجة.... ولعل ماحدث بجامعتي المنصورة وعين شمس بالامس القريب من احداث جسام غاب فيها الوعي والادراك لحرمة الجامعات لاكبر دليل علي سوء التقدير وربما القصد وراء تعديل اللائحة الطلابية وبعض مواد القانون 49 لسنة72 لتنظيم الجامعات . ورسالتي للأستاذ الجامعي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بحكم مسئوليته.... ان يصدر توجيهاته للحكومة لاعادة النظر في التعديلات التي اضيفت علي اللائحة الطلابية التي سمحت بالعمل السياسي بالجامعات.... واعادة انظر في بعض المواد المعدلة بقانون تنظيم الجامعات بشأن تعيين القيادات الجامعية بالانتخاب فمضارها علي منظومة العملية التعليمية والبحثية مستقبلا ينذر بكوارث نحن جميعا في غني عنها.... اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.