والدة مصطفى : » معندناش فلوس نعالج ابننا« خرج في جمعة الغضب يوم 82 يناير 1102 للمشاركة في الثورة واستمر في الكفاح إلي أن أصابه رصاص الغدر في أحداث مجلس الوزراء وأصبح مشلولا بعد أن تسببت الإصابة في قطع حبله الشوكي وكسر عموده الفقري، وبعد أكثر من عامين من الإصابة يرقد مصطفي عبدالدايم طريح الفراش لا يشعر به أحد، لا يستطيع أن يفعل أي شيء إلا بمساعدة والديه اللذين يعتصر الألم قلبيهما، لفقدان ابنهما أحلامه، رغم أنه لم يتجاوز 42 عاما، خاصة بعد أن تركته خطيبته عقب إصابته بالشلل ونسيت كل ما رسماه سويا للمستقبل.. رغم كل ما يعانيه قال مصطفي: »رصاص.. خرطوش.. مش مهم.. المهم مصر«.. أجهش بالبكاء وطلب أن نتركه بمفرده، بعد أن هدأ حكي ذكرياته في ميدان التحرير، وتذكر الأيام التي جمعته مع غيره من الثوار، حتي وصل إلي وقائع إصابته، فقال: أصبت في أحداث مجلس الوزراء، اخترقت الرصاصة رقبتي وتسببت في إصابتي بشلل كلي بداية من منطقة الصدر حتي الأسفل.. أكد مصطفي أنه لا يري سوي أبويه، لأنه لا يستطيع التنقل، وأضاف: لا يشعر بي أحد، رغم أنني ضحيت من أجل الثورة.. نسي الجميع ما فعلته وتركوني عاجزا وأنا في عز شبابي، أبلغوا المسئولين أنه ليس لي سوي الله. تتدخل والدته في الحديث قائلة: ليس لنا إلا الله.. أجهشت بالبكاء وهي تواصل: »معندناش فلوس نعالج بها ابننا«، وتضيف: إنه سندي في الحياة، لكن أمر الله أن أراه في هذه الحالة. يؤكد والده أنه فكر كثيرا في اللجوء إلي إحدي السفارات الأجنبية، ليطلب المساعدة مثلما فعل أهالي مصابين آخرين، لكنه شعر أن هذا عار سوف يلتصق به طوال عمره، وقال: أنا مصري وأحب مصر، وإذا كان الله قد قدر لنا أن نمر بهذه المحنة، فأنا علي قدر الاختيار، وسوف يقويني الله وأصمد حتي يشفي ابني..يرقد مصطفي الذي قام بتأجيل حلمه الشخصي بالزواج لمصلحة حلم أكبر وهو الحرية، والآن أصبح حلمه أن يسافر للخارج ليجري عملية زراعة نخاع تعيد له شبابه المسلوب.