أصحاب سوابق إجرامية.. ام فارضو إتاوات.. ام جهاز معلومات لعصابات السطو المسلح علي منازل المواطنين خارج سيطرة دولة القانون.. كلها اتهامات موجهة لأصحاب مهنة "السايس".. ببساطة هل هم جناة ام مجني عليهم؟.. فمن رحم الزحام اليومي لشوارع القاهرة وميادينها ولدت مهنة السايس تبحث عن حل لانتظار السيارات.. ليتحول أصحابها الي "غول " ينقض بلا رحمة علي جيوب قائدي السيارات مجبرين تحت قمع الزحام الذي لا يرحم من المخالفات المرورية للسيارات التي تصطف صفا ثانيا وثالثا. الواقع يؤكد ان السايس يجوب الشوارع ليلا ونهارا.. اخترع لنفسه مهنة وأدواته مجرد فوطة صفراء وصافرة يوجه بها السيارات الي اماكن الانتظار العشوائية ليزداد نشاطهم بعد الثورة من مهنة فرد الي جماعات تسيطر علي مناطق بالكامل. كان لافتاً امام إحد المولات الشهيرة بمدينة نصر وجود مجموعات كبيرة من الشباب تتراوح اعمارهم ما بين 20 و35 عاما كل شخص فيهم مسئول عن شارع يقوم بتنسيق جراج السيارات خارج المول والقيام بعملية تنظيف السيارة نظير مبلغ 5 جنيهات ومن يرفض ذلك يظل تائها في الشوارع ليجد مكانا لسيارته بعيداً عن المول.. وبسؤال احد افراد امن المول التجاري قال ان الشوارع المحيطة بالمول جميعا تخضع لسيطرة شخص يقوم بتوزيع هذه الشوارع علي صبيانه ومساعديه وكل شارع يكون من اختصاص 4 أفراد بسبب مساحة الشارع الكبيرة ويقومون بتنظيم السيارات في هذا الشارع ، مشيرا ان مساحة المول كبيرة جدا ورواده تعدادهم بالآلاف يوميا ويهربون من الجراج الخاص بالمول بسبب ارتفاع سعر الجراج الي ركن سياراتهم بالشوارع المحيطة بالمول.. واكد انه ليس لديه معلومات متوافرة عن الشخص الذي يقوم بإدارتهم وتشغيلهم ولكن كل ما يعلمه ان مساعديه كانوا يعملون كعمال بناء كما كانوا يعملون بشكل حر في جراج السيارات ولكن كانوا يطاردون من المجموعات التي تسيطر علي المنطقة قام هذا الشخص بتجميعهم ليعملوا تحت مظلته وفي حمايته.. وأضاف ان شارعا واحدا يستطيع ان يستوعب اكثر من 300 سيارة يتم تحصيل 5 جنيهات من كل سيارة لتحقق ارباح 0051 جنيه يوميا وهذا اقل تقدير لان السيارات لا تظل طوال اليوم بمكانها وانما تتحرك وتأتي اخري في نفس المكان ويتم تحصيل نفس المبلغ منها واذا وضعنا حدا ادني للشارع الواحد قدره الف و500 جنيه يوميا علي 4 شوارع المحيطة بالمول يكون العائد 6 آلاف جنيه يوميا ليكون الناتج شهريا ما يقرب من 180 الف جنيه وسنويا ما يتجاوز 2 مليون جنيه يورد للشخص الذي يدير السياس سقوم هذا الشخص بدفع رواتبهم بالإضافة الي الأموال التي تصرف نظير الحماية وبسط السيطرة علي المنطقة. مغسلة سيارات واكد محمد شريف صاحب محل أدوات صحية بمنطقة البساتين انه منذ ان استأجر المحل منذ 5 سنوات وكان هناك شاب من محافظة سوهاج يعمل "سايس" للسيارات في الشارع وبعد اقل من 3 سنوات استطاع ان يشتري مخزنا كبيرا بالمنطقة وحوله الي مغسلة للسيارات تحتوي علي اجهزة ومعدات باهظة لتنظيف السيارات قد يكون رأس مال المشروع بتكلفة المكان يتعدي نصف مليون جنيه وقام بتوفير فرص عمل لزملائه الذين جمعهم الشارع ولكنه لم يترك عمله القديم بل قام بتجمع اطفال الشوارع بالمنطقة والذين كانت مهنتهم التسول واصبحوا يسيطرون علي المنطقة ويحولونها لجراجات لحسابهم. إرهاب للمواطنين ومن نافذة سيارته عبر محمد عثمان 22 سنة عن غضبه من ظاهرة سايس السيارات التي اصبحت تملأ شوارع القاهرة ولم يعد هناك شارع او ميدان خال من سطوة البلطجية عليه والذين يفرضون رسوما علي ركن السيارات ليس نظير حمايتها ولكن نظير حماية قائد السيارة من بطشهم والتعدي عليه.. واشار انه يصرف يومياً اكثر من 30 جنيها علي اتاوات السايس حيث يحصل أقل فرد منهم علي 5 جنيهات وتزداد حسب حيوية المنطقة والمستوي الاجتماعي فيها، واذا حاولت مجرد التحدث معهم تجد ان هناك مجموعات من " النضورجية" الذين يراقبون الوضع ويؤمنون تواجدهم وسطوتهم علي المنطقة سواء من مجموعات اخري او من الشرطة ، والذي يكون دورهم التعدي علي قائد السيارة او ارهابه لاجباره علي دفع الاتاوة واذا لم يمتثل يكون عقابه الضرب او تكسير زجاج السيارة والتعدي عليه. فرض إتاوات بعبارات غضب بعد أن اخذ منه إتاوة وصلت الي 10 جنيهات بأحد المواقف العشوائية امام أحد المولات قال محمود رضا ان من أكثر سلبيات ثورة 25 يناير هو انتشار ظاهرة سايس السيارات بشكل مرعب مما جعلنا نخشي علي ترك سياراتنا في حالة عدم قيامنا بدفع هذه الاتاوة.. فكل سايس يفرض تسعيرة حسب هواه لا يهمه سوي اخذها بأي طريقة. وحتي لو قام قائد السيارة بدفعها من اين يضمن بألا تتعرض سيارته للتدمير أو السرقه.. فالظاهرة اصبحت مخيفة والبلطجية بدأوا يسيطرون علي الشارع وقائد السيارة الذي لا يقوم بالدفع يكون مصيره تعرضه للضرب وتدمير سيارته وسرقة محتوياتها. 0001 جنيه يوميا ومن جانبه يقول "سمير " سايس سيارات امام مسجد السيدة زينب اننا نتخذ من هذه المهنة لقمة عيش بالحلال بسبب البطالة التي عانينا منها طيلة السنوات الماضية ولا نفرض علي قائدي السيارات تسعيرة خاصة كإتاوة انما نقوم بتحديد ثمن ركن السيارة والتي لا تتعدي 3 جنيهات ونقوم بعرضها علي قائد السيارة اذا وافق عليها نسمح له بركن سيارته واذا لم يوافق نقول له انه يمكنه الذهاب لمكان اخر دون ان نتعرض له او نهشم سيارته.. رافضا اسم "فارضو اتاوات" والتي اطلقت علي سايس السيارات في الفترة الاخيرة مؤكدا انهم لا يجبرون احدا من قائدي السيارات او السائقين علي ركن سيارته.. واضاف سمير اننا نكسب يوميا ما يتراوح من 1000 الي 2000 جنيه. بدلاً من السرقة وبمنطقة أرض الجولف بمصر الجديدة قال "محمد"سايس سيارات انه لجأ الي هذه المهنة وتحمل لفظ بلطجي بعد ان فشلت كل مساعيه في الحصول علي وظيفة تناسب مؤهله حيث انه حاصل علي دبلوم فني صناعي واضطر للعمل بهذه المهنة ليستطيع الانفاق علي تكاليف علاج والدته الباهظة حيث اكد انها مريضه بالسرطان وتحتاج الي جلسات علاج كيماوي تتعدي الجلسة الواحدة 350 جنيها أسبوعيا ولكي لا ألجأ للسرقة او للعمل غير الشريف اضطرني الامر لأن اعمل كسايس سيارات حتي استطيع الانفاق علي والدتي بعد وفاة ابي. ليست بلطجة ومن جانبه اوضح "محمود " سايس سيارات بمنطقة مصر الجديدة انه لم يلجأ لهذه المهنة سوي لضيق ذات اليد ولانه لديه أسرة يريد أن ينفق عليها ويوفر لها متطلبات الحياة.. مؤكدا انها ليست وسيلة من وسائل البلطجة كما يذكر البعض انما هي طريقة للرزق بالحلال بعيدا عن كل الاعمال الحرة والتي تجر وراءها الشبهات.. واشار محمود انه في حالة قيام الدولة بتبنيهم وتوفير فرص عمل مناسبة لهم سيتركون هذه الوظيفة والتي تعرضهم لاطلاق لفظ بلطجية عليهم.. مضيفا انهم يكسبون يوميا ما يقرب من 1000 جنيه يتم اعطاؤها للشخص المسئول عن اكثر من منطقة بها مواقف للسيارات ويكون هناك اكثر من سايس نتبع جميعا منطقة واحدة نعطي الإيراد اليومي لهذا المسئول ثم يقوم هو بتوزيع "اليوميه" علينا جميعا. جهاز معلومات اكد د.ايهاب يوسف خبير إدارة المخاطر الامنية ان ظاهرة سايس الجراج التي زادت خطورتها اعقاب ثورة 25 يناير حيث أصبحت عبارة عن مجموعات تجبر المواطنين وقائدي السيارات علي دفع اتاوات ويفرضون سيطرتهم علي المناطق العامة وهو ما يعتبر عودة لنظام "الفتوات" والبقاء للاقوي ويقومون بفرض رسوم علي اصحاب السيارات ومن يرفض الدفع قد يدفع حياته نظير رفضه او علي الاقل اتلاف سيارته او سرقتها.. واشار الي ان "السايس" يعتبر جهازا معلوماتيا خطيرا للعصابات فهو يرصد كافة تحركات المواطنين بالمنطقة سواء المترددون عليها او ساكنوها ويعرف مواعيد خروجهم ودخولهم وعدد افرار الاسرة وتحركاتهم وقد تستغل هذه المعلومات في عمليات السطو علي المنازل او سرقة السيارات او تجارة المخدرات. واضاف د. ايهاب انه فيما مضي كانت هناك رخص مزاولة لمهنة السايس تصدر من المحليات وتكون كافة المعلومات متوافرة لدي ضباط المباحث لسهولة مراقبتهم والسيطرة علي الشارع كما ان الدولة تأخذ نسبة من حصيلة الايرادات كرسوم.. ولكن الان اصبحت ظاهرة السايس عشوائية لا تخضع لرقابة ومعظمهم اصبحوا من اصحاب السوابق الاجرامية وهذا يعتبر شبكة معلوماتية للعصابات قد تستخدم لتنفيذ الجرائم.. وتكون السيطرة علي المنطقة للاقوي وهو شخص يدير هذه الشبكة ، مؤكدا ان هذه المهنة تدر دخلا سريعا دون مجهود.. واشار الي ان الحل يكمن في عمل دوريات شرطية تجوب الشوارع تمنع وقوف اي شخص يحاول ان يفرض اتاوات علي اصحاب السيارات نظير ركن السيارة بالاضافة الي محاولة تقنين وضع من يصلح لذلك وان تحصل الدولة علي حقها المادي منه نظير السماح له بتنظيم ركن السيارات وان تفرض عليه تسعيرة معينة حتي لا يقع أصحاب السيارات تحت جشع السايس. تقنين وضعهم كما أكد اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق بأن السايس كان يتم تسجيله في بلدية كل محافظة وكان يتم أعطاؤه رخصة من البلدية التابع لها علي ان يتم تجديدها سنويا او كل 3 سنوات ولكن مع مضي الوقت تم إهمال اعطاء الرخص لسايس المواقف من الجهة الادارية المعنية بذلك وشرطة المرافق في الاشراف عليهم والتأكد من وجود رخصة مع كل سايس الامر الذي أدي الي انتشارها بهذا الشكل عقب الثوره.. واستكمل اللواء المقرحي انه نظرا لانتشار بعض الخارجين عن القانون والبلطجية والعاطلين في الشوارع والميادين يجب أن تعود لهذه المهنة حقوقها الاساسية وهي إعادة استخراج رخص وتحديد منطقة وموقع لكل سايس يقف فيها ويكون هو المسئول الاول والاخير عن السيارات مقابل "البقشيش" الذي يحصل عليه من قائدي السيارات واضاف ان يقوم كل سايس بتعليق الرخصة النحاسية التي يستخرجها علي ذراعه الايمن ويصاحب ذلك ان يتم تحديد ساعات العمل لكل سايس.. واختتم اللواء المقرحي حديثه بأن يكون التصدي لمن يفرضون الاتاوات علي قائدي السيارات في المواقف يكون بالتعاون بين شرطة المرور وشرطة المرافق. جراجات رسمية ومن جانبه أكد اللواء سيف الاسلام عبد الباري نائب محافظ القاهرة انه يمكن القضاء علي ظاهرة السايس وانتشار المواقف العشوائية من خلال التعاون بين شرطتي المرور والمرافق والحي حتي يتم القضاء علي المواقف العشوائية وظاهرة سايس السيارات التي انتشرت في الفترة الماضية عقب ثورة 25 يناير.. مضيفا ان المحافظة تقوم في هذه الفترة بتجهيز عدة مشروعات جراجات مميكنة كبري كمواقف للسيارات في مناطق أحدها في وسط البلد والتي سيتم الانتهاء منها قريبا بالقرب من ميدان التحرير حيث سيتم في الفترة المقبلة الانتهاء من موقف سيارات يتكون من 4 طوابق يتسع لنحو 1740 سيارة.