على الرغم من وجود موقف رسمى لنقل الركاب من القاهرة إلى الإسكندرية فإن المسافرين يفضلون استخدام سيارات الرحلات التى تنتظر فى «جراج خاص» يبتعد عن محطة قطارات رمسيس بأمتار قليلة. فى نهاية شارع «مسدود» لا يتجاوز عرضه الأمتار الثلاثة، تحيطه المقاهى ومحل «على بركة الله» وهو محل شهير لبيع الكبدة للبسطاء، تجد الجراج ممتدا لأكثر من 150 مترا يتسع ل200 سيارة رحلات. تبلغ حمولة الواحدة منها 15 راكبا، لا يرى ضوء الشمس إلا عبر فتحة ضيقة تتوسط سقفه، يوجد فى أحد أركانه حجرة للإدارة وركن للصلاة، يتميز يوم الخميس بخصوصية تجعله مختلفا عن غيره من أيام الأسبوع نظرا لتزاحم الركاب، الذى يجعل الحصول على مقعد حلما صعب المنال. وعلى الرغم من انتظام عمليات نقل الركاب بالموقف فإن السائقين يعانون من إتاوات «القومسيون» وهو مصطلح دارج يتداولونه بينهم للإشارة إلى «التسعيرة» التى تقدر ب90 جنيها عن الرحلة الواحدة، ذهابا فقط، إلى الإسكندرية يضطر كل منهم إلى دفعها ليتمكن من نقل الركاب من داخل الجراج خوفا من سحب رخصهم عند وقوفهم فى مناطق الوقوف العشوائى المحيطة بميدان رمسيس. أعرب السائقون عن استيائهم مما وصفوه بالإتاوات التى يفرضها عليهم القائمون على إدارة الموقف خصوصا أنهم حصلوا على رخص القيادة ورخص السيارات باعتبارها سيارات رحلات مما لا يسمح لهم بنقل الركاب من موقف عبود. وهو الموقف الرسمى إلا أنه مخصص لسيارات السرفيس الأجرة فقط. ولفت السائقون إلى أن معظم المسافرين يفضلون الركوب من جراج «شركة الوحدة للنقل والرحلات» المجاور لمحطة رمسيس نظرا لقربه من محطة قطارات رمسيس على الركوب من موقف عبود. كما أكد السائقون أن صاحب الجراج، الذى يصفه الكثير منهم بإمبراطور رمسيس، يدير الجراج كما لو أنه المالك الحقيقى لهذه السيارات. وأوضح السائقون أن صاحب الجراج قد يساعدهم أحيانا فى استعادة رخصهم عند ضبطهم بمخالفات الوقوف العشوائى نظرا لعلاقته الوثيقة بعدد كبير من أمناء الشرطة، إلا أنه يعجز عن القيام بذلك عند تحويل المخالفات إلى إدارة المرور، وقالوا: «الموقف شغال تحت عين الحكومة على الرغم من أنه عشوائى لأن كل حاجة ماشية بالرشاوى». ولفت السائقون إلى أن القائمين على تشغيل الجراج يجبرون السائقين الغرباء، الذين يرغبون فى تحميل الركاب من الموقف، على سداد 100 جنيه الأمر الذى يتكرر يوميا فى شهور الصيف بسبب زيادة الإقبال على الإسكندرية. وأشار السائقون إلى أن جراج شركة الوحدة للنقل والرحلات ينقل الركاب إلى مواقف سيدى جابر، والمحطة، والهانوفيل، وميامى، ومنطقة 21، والعجمى، والموقف الجديد، منوهين إلى أن جميعها مواقف عشوائية يديرها رجال أعمال كما هو الحال فى جراجات شركة الوحدة والنصر للنقل والرحلات بالقاهرة، باستثناء الموقف الجديد وموقف منطقة ال21. ولا يعلم أحد تاريخ تأسيس جراج الوحدة للنقل والرحلات كموقف لنقل الركاب إلا أن السائقين اتفقوا على أنه كان هناك نزاع بين وزارة الداخلية وعائلة أحمد جابر المالك الحالى للجراج لأن قسم الأزبكية كان يستخدم الجراج لتخزين السيارات التى يتم ضبطها بمخالفات، مما اضطر أحمد جابر إلى رفع قضية على الداخلية مكنته من الحصول على الأرض وتحويلها إلى جراج. ومن جانبه ألقى اللواء محمد سليمان، مدير إدارة المواقف بمحافظة القاهرة، بالمسئولية على كل من حى عابدين وشرطة المرافق التى تسمح للجراج بالعمل دون ترخيص، أما إدارة المرور فعليهما متابعة عمل السائقين ويضيف سليمان أن أصحاب هذه المواقف يفرضون «الإتاوات» على السائقين مما يؤدى فى النهاية إلى استغلال الركاب بفرض أجرة أكبر من المحدد. فى الوقت الذى نفى فيه اللواء خليل غازى، رئيس حى عابدين، أن يكون لهذا الموقف تراخيص من إدارة السيرفيس أو حى عابدين بالإضافة إلى أنه ليس من سلطات أى موظف بالحى معاينة تراخيص المواقف أو الميكروباصات، ويسأل غازى: أين إدارة المواقف أو المرور للتصدى لهذه المواقف العشوائية وهل سبق أن أخطروا الحى بها؟