يترقب العالم كله نتائج الانتخابات الأمريكية التي بدأت امس للتجديد النصفي للكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب.. فأي انتخابات أمريكية رئاسية او برلمانية ترتبط نتائجها مباشرة بتوجيهات السياسة الامريكية داخليا وخارجيا ومن هنا يأتي التحدي الذي يواجهه الرئيس باراك أوباما بالاستفتاء الشعبي علي سياساته خلال العامين الاولين من فترة رئاسته الاولي. هل يستطيع الديمقراطيون الاحتفاظ بالاغلبية في الكونجرس. ومن هنا يستطيع حزب الرئيس تمرير بياناته وتشريعاته ام تصدق توقعات نتائج الاستفتاء بفوز الحزب الجمهوري بالاغلبية ويكون ذلك معضلة تواجه رئيسا ديمقراطيا واغلبية تشريعية جمهورية. الشعب الأمريكي متهم بشكل اساسي بالاصلاحات الداخلية لادارة اوباما، ولذلك كان تركيز اوباما علي مدي الفترة الماضية بانجاز قانون اصلاح نظام الرعاية الصحية وقانون تحفيز الاقتصاد لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. ولكنه مازال يواجه معوقات ارتفاع نسبة البطالة الي 6.9٪ والتشريعات الخاصة بالموازنة المالية لعام 1102. ويسعي الحزب الديمقراطي لان تكون انتخابات الكونجرس تجديدا للثقة في الادارة الأمريكية الحالية. ومعالجة الاخطاء التي أدت تراجع الحزب الديمقراطي. وهو الموقف الذي يشغله الجمهوريين لاستعادة الرئاسة في الانتخابات القادمة. علي مستوي السياسة الخارجية، وتحظي منطقتنا فيها بنصيب كبير، فان نتائج الانتخابات سيكون لها بالتأكيد تأثير مباشر في عملية السلام بالشرق الاوسط، في ظل الحاجة الي موافقة الكونجرس علي اسس السياسة الخارجية الامريكية والموافقة علي المعاهدات الدولية. وكذا سيكون الأمر بالنسبة لبرامج المساعدات الاقتصادية الامريكية، وخطط مواجهة الارهاب وغيرها من الجهود الامريكية في هذا الاطار بالعراق وافغانستان والعديد من المناطق الأخري. فهل يستطيع أوباما اجتياز المأزق الحالي وتدعيم مواقفه وسياساته بتحقيق اغلبية ديمقراطية في مجلس النواب والشيوخ، أم سيبدأ مرحلة من التعاون الشاق مع اغلبية جمهورية.. هذا ما سوف تكشف عنه نتائج تصويت الشعب الامريكي.