منذ انطلقت مسابقة الدوري الانجليزي لكرة القدم - وهي الأقدم عالميا- عام 1882 وتبعتها بطولتا ايطاليا عام 1898 واسبانيا عام 1929 .. وهي مسابقات دوري كرة القدم الأكبر والأغلي والأوفر بالنجوم والاكثر متابعة في كل انحاء العالم.. لم يحدث ابدا ان انتهت البطولات الثلاث في عام واحد بفوز اندية العاصمة معا.. ولم تحتفل مدن لندن الانجليزية وروما الايطالية ومدريد الاسبانية معا بانتصار انديتها في توقيت متزامن بالدوري ابدا.. رغم ان اندية لندن ارسنال وتوتنهام وتشيلسي ووستهام توجت كثيرا بلقب الدوري الانجليزي.. وهو ما حدث مع ناديي ريال مدريد واتليتكو مدريد في اسبانيا وناديي روما ولاتسيو في ايطاليا.. ولكن الفوز الثلاثي لاندية العاصمة في موسم واحد لم يتزامن أبدا علي مدار اكثر من مائة عام.. ويبدو انه بات وشيكا في الموسم الحالي 2010-2011. تشيلسي يبدو الاقرب جدا بين الثلاثة لاحراز اللقب وابقاء درع الدوري الانجليزي في خزانته للعام الثاني علي التوالي.. ويتصدر الفريق الازرق حاليا الترتيب برصيد 25 نقطة من عشر مباريات وبفارق مريح خمس نقاط عن أقرب منافسيه وهما ارسنال اللندني ايضا ومانشستر يونايتد.. ولم يخسر تشيلسي الا في مدينة مانشستر امام فريقها الثاني مانشستر سيتي وتعادل ايضا في مباراة واحدة في استون فيلا.. ولديه اقوي هجوم 27 هدفا واقوي دفاع ولم تهتز شباكه إلا بثلاثة اهداف فقط. ويتمتع الازرق اللندني بوفرة هائلة من النجوم المشاهير وعلي رأسهم الافارقة العاجي ديديه دروجبا هداف الفريق ومواطنه سالومون كالو والغاني مايكل ايسيين والنيجيري جون اوبي ميكيل.. وقائد الفريق وقلب دفاعه جون تيري هو الاساسي في مركزه في منتخب انجلترا للعام الخامس علي التوالي.. والحارس التشيكي بيتر تشيك بين الافضل عالميا في مكانه.. والصفوف عامرة بالفرنسيين نيكولاس انيلكا وفلوريان مالودا والصربي ايفانوفيتش صاحب هدف الفوز الثمين برأسية رائعة في الوقت القاتل في شباك المضيف بلاكبول. وستكون المواجهة المقبلة للازرق امام الاحمر في مدينة ليفربول حاسمة بعد ان عرف ليفربول طعم الفوز مؤخرا.. ولو عبرها تشيلسي بنجاح سيكون في موقع مريح بعد ان تخلص باكرا من ثلاث مباريات مع اندية القمة مانشستر سيتي وارسنال وليفربول.. ولا يبقي له إلا مواجهة مانشستر يونايتد. وفي ايطاليا يبتعد الأزرق السماوي لاتسيو روما في صدارة الدوري بفارق اربع نقاط عن اقرب منافسيه وهو انترميلان بطل اوروبا وحامل لقب الدوري في المواسم الخمسة الاخيرة.. ولكن الذعر يلاحق انصار لاتسيو لان المراكز خلفه من الثاني الي الرابع محجوزة لثلاثي الرعب انترميلان وايه سي ميلان ويوفنتوس.. وهي الاندية التي احتكرت الألقاب المحلية طويلا ولاسيما في العقود الاربعة الأخيرة (27 لقبا ليوفنتوس و18 لانترميلان و17 لإيه اس ميلان) وكلها من خارج العاصمة من مدينتي ميلانو وتورينو.. بينما لم يفز فريقا العاصمة روما ولاتسيو ببطولة الدوري إلا خمس مرات فقط بينها ثلاثة لروما. لاتسيو الذي كان مهددا بالهبوط في الموسم الماضي عاد من جزيرة باليرمو في المرحلة الاخيرة بفوز ثمين وبهدف نظيف لمدافعه البرازيلي اندري دياز في منتصف الشوط الاول.. وتحمل ضغطا هائلا من الباليرمو ونقصا عدديا في الدقائق الخمس عشر الاخيرة بعد طرد لاعبه بيافا.. ولكن التألق اللافت للحارس الاووجواني فرناندو موسليرا لعب دورا مهما في الحفاظ علي نظافة شباكه رافعا انتصارات فريقه إلي سبعة في تسع مباريات مع هزيمة وتعادل فقط.. ويعود الفضل الكبير للتغيير النوعي عند لاتسيو الي مدربه الجديد ايدي ريخا الذي يركز دائما علي وحدة الفريق والعمل الجماعي دون البحث عن النجوم أو الاستعراض. واذا كان موقف تشيلسي صعبا امام الاحمر الاحد المقبل في ليفربول سيكون موقف لاتسيو اكثر حسما وصعوبة في مواجهة فريق احمر آخر وهو جاره اللدود إيه أس روما في دربي العاصمة الساخن.. خاصة بعد ان ذاق روما طعم الاستقرار والفوز وتحسن ترتيبه في المسابقة. اما في اسبانيا فالمتصدر هو الزعيم ريال مدريد نادي القرن عالميا واكثر اندية بلاده احرازا لبطولة الدوري (31 لقبا مقابل 20 لبرشلونه).. ولكنه الاكثر تعرضا للخطورة بين اندية العاصمة علي صدارته في ظل صراع أزلي مع برشلونة حامل اللقب في الموسمين الأخيرين.. ويعيش برشلونه فترة هي الابهي في تاريخه مع نجمه الارجنتيني المعجزة ليونيل ميسي الذي يسجل هدفين في كل مباراة.. وقاد فريقه في ملعبه في اللقاء الاخير للفوز العريض علي سيفيل بخماسية نظيفة.. وبقي علي مسافة نقطة واحدة خلف ريال مدريد بعد تسع مراحل من المسابقة. ولكن المدريديين ليسوا الفريق الهش علي اي صعيد سواء ماليا او جماهيريا او تدريبيا او كلاعبين.. ويقودهم البرتغالي العبقري جوزيه مورينيو وفي تشكيلته مواطنه كريستيانو رونالدو هداف الدوري وهداف اوروبا الأول حاليا.. ويعيش كريستيانو فترة من فترات الجنة حطم خلالها عددا كبيرا من الارقام القياسية الخالدة لنادي ريال مدريد.. وسجل هدفين متأخرين في مباراة فريقه الاخيرة خارج ملعبه في شباك هيركيوليز ليحول التعادل 1-1 الي الفوز 3-1.. وبقي متصدرا للمسابقة برصيد 23 نقطة من سبعة انتصارات وتعادلين وهو الوحيد حاليا بلا اي هزيمة في الدوري. والفريقان سيواجهان مهمتين صعبتين في المرحلة المقبلة حيث يذهب برشلونه إلي العاصمة للقاء فريقها الثالث خيتافي.. بينما يدخل ريال الي دربي مدريد امام اتليتكو في مباراة لا يمكن لاي انسان ان يتكهن سلفا بنتيجتها مهما كان مستوي الفريقين قبلها.