مع تصاعد مشاعر الاسي والترحم علي حال السياحة المصرية التي قضت عليها نزعات الفوضي وجهالة التصريحات غير المسئولة علي مدي السنتين الماضيتين.. كانت مشاركتنا هذا العام في الدورة ال 74 لبورصة برلين أكبر تجمع عالمي للترويج السياحي. تنبع أهمية هذا الحدث في أن الخبراء السياحيين الدوليين ينظرون إليه باعتباره الساحة رقم واحد في العالم للتسويق وعقد الصفقات في كل ما يتعلق بالنشاط السياحي الدولي. وفيما يتعلق بمصر فإن أهميته تعود إلي تأثيره في السوق الالماني الذي يحتل المرتبة الثانية في حجم الجنسيات السياحية الوافدة بعد السوق الروسي. نتيجة لما سببته الأوضاع في مصر من سلبيات علي صناعة الامل فقد تناقص عدد السياح الالمان الوافدين إلي مصر بنسبة 21٪ عما كان عليه عددهم عام 0102 وإن كان هذا النقص قد ارتفع عام 2102 بنسبة 02٪ عن عام 1102 نتيجة تردي الأوضاع الأمنية خاصة في الشهور الأولي. وتقول الاحصائيات ان عدد السياح الالمان الذين زاروا مصر من يناير وحتي سبتمبر 2102 بلغ حوالي مليونا و461 ألف سائح أمضوا 51 مليونا و344 ألف ليلة سياحية. ولا تقتصر أهمية بورصة برلين علي ما يمكن أن تحققه من ايجابيات علي الساحة الالمانية وإنما أيضا لدورها نتيجة للمشاركة العالمية الواسعة في الترويج للحركة السياحية من كل الدول المشاركة.
وحتي ندرك مدي ما حققته بورصة برلين من نجاح علي مدي ال 74 عاما الماضية منذ تأسيسها علينا ان نتذكر انها بدأت عام 6691 بمشاركة 21 دولة من بينهم مصر. هذا العدد ارتفع من سنة إلي اخري حتي وصل هذا العام إلي 781 دولة. وفي الدورة الاولي قام بتغطية فعاليات المعرض التي كانت محدودة جدا ومتواضعة للغاية حوالي عشر صحفيين ارتفعوا في الأعوام الأخيرة إلي ما يقرب من 7 آلاف صحفي من المانيا و49 دولة اخري.
ونظرا للأهمية الاقتصادية لبورصة برلين علي ضوء ما أصبحت تمثله السياحة للدخول القومية لعشرات من الدول يحرص العشرات من وزراء السياحية والسفراء علي المشاركة في متابعة أحداثها لإجراء الاتصالات التي تستهدف زيادة نصيب دولهم من الحركة السياحية العالمية. واعترافا بما يمكن أن يحققه التواجد في البورصة من فائدة بالنسبة للساعين للسفر أو لعقد الصفقات السياحية فقد وصل عدد من زاروا المعرض الي حوالي 06 ألف زائر، بينما بلغ حجم العارضين 44601. هذا الاقبال المتزايد عاما بعد عام كان دافعا لزيادة صالات العرض لتصل حاليا الي ما يقرب من 03 صالة.
وفيما يتعلق بالمشاركين من العاملين في المجال السياحي فهي فرصة لا تعوض للاستفادة من المعلومات التي يقدمها الخبراء والمتخصصون في هذه المجالات. يأتي ضمن هذه الأنشطة دورات وندوات عن الجديد في تكنولوجيا المعلومات التي تغطي عمل مكاتب السياحة والفنادق وعمليات تنشيط المبيعات والتي تشمل كافة النوعيات السياحية المختلفة. من ناحية اخري فإن أهمية صناعة السياحة تتزايد سنويا علي ضوء مساهمتها في سد خانة مهمة من الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للدول. ان الارتفاع في أعداد السياح الذين يجوبون العالم والتي تعدت المليار سائح لأول مرة في العام الماضي تضيف المزيد من الأهمية لما يمكن ان تمثله السياحة لاقتصاديات الكثير من الدول ومن بينهم مصر.