الزعل من »حمادة صابر« مبيض المحارة المسحول أمام قصر الرئاسة شيء.. والزعل عليه شيء آخر..! من الممكن أن تزعل منه لأنه لم يقل في البداية الحقيقة التي شاهدها كل الناس علي الهواء. لكنك اذا فكرت جيدا ستزعل عليه لأن ماقاله الرجل بعد ما حدث له، يؤكد أن شيئا مهما حدث له لجم لسانه عن الحق وعوج لسانه عن الحقيقة. عندما يحدث لأي رجل ما حدث لحمادة ويقول بعد ذلك ما قاله لا بد أن تدرك فورا هول ما حدث له أن تدرك هول مصيره لو تشبث بموقفه.. لابد أيضا أن تدرك حجم ما ينتظره من هدايا بابا نويل لو قال ما أملي عليه.. فهل بعد ذلك تزعل من حمادة أو تزعل عليه !. أنا شخصيا زعلان علي حمادة وليس منه.. فهو ضحية المجتمع والناس. ضحية توقف عجلة العمل ليتحول الي شاب عاطل يبحث عن قوته وقوت أبنائه.. ضحية عالم الفيس بوك الذي فضحه ونشر تفاصيل الحادث الذي تعرض له ولم يستره في وقت كان يحتاج فيه الي الستر.. ضحية الذين فرحوا فيه وقالوا ايه اللي وداه القصر الرئاسي.. والذين شمتوا فيه وقالوا أدي جزاء اللي مايسمعش كلام الريس والحكومة.. ضحية الذين سحلوه ومرمطوا به الأرض دون حتي أن يفكروا في أن يستروا عورته.. ثم بعد ذلك أرهبوه وأغروه ليقول عكس ما حدث.. ولولا ابنته الشجاعة وأخوته وأهله وموقف رئيس النيابة لما تراجع عن شهادته. ومع ذلك يبقي حمادة ضحية لنا جميعا.. نحن الذين جعلناه عاطلا نحن الذين دفعناه دفعا الي التظاهر أمام القصر الرئاسي ونحن الذين سحلناه وجردناه من ملابسه وصورناه و»شيرنا« الصور. نحن الذين فعلنا كل هذا.. لذلك لا يجب أن نزعل من حمادة.. الأفضل أن نزعل عليه. قصة حمادة لم تمنع نشطاء الفيس بوك من الانفجار في وجه كل الذين أهانوا حمادة رغم أنهم كانوا من بين الذين أهانوه. ثم انها لم تمنعهم من الانفجار في وجه رئيس الوزراء بعد حديثه الي بعض الأصفياء من الاعلاميين عن اهمال المرأة المصرية وجهلها لأنها ترضع أطفالها دون أن تطهر ثدييها جيدا. رئيس الوزراء مهندس ري وليس طبيب أطفال حتي يتحدث في هذا الموضوع حتي لو كان لديه خمس بنات. وحديثه هذا ذكرنا بحديثه وقت تكرار انقطاع الكهرباء ونصيحته لنا بأن يجلس كل أفراد الأسرة في غرفة واحدة مرتدين الملابس القطنية.. ممكن أن تكون نصائح رئيس الوزراء مهمة لنفسه أو أهل بيته.. ولكن لا يصح لرجل في مقامه ومنصبه أن يخوض علي الهواء فيما لا يجب أن يخوض فيه.. علي الأقل احتراما لخبراء تغذية الأطفال وخبراء الملابس القطنية.. خاصة أن الدكتور قنديل ناجح قوي في ملف مياه النيل وحل كل مشاكل الري في مصر.. يا أخي تكلم فيما تفهم فيه.. واترك العيش لخبازه. سيبنا من موضوع حمادة.. وموضوع الرضاعة الملوثة والنصائح الطبية المهمة للدكتور طبيب مهندس هشام قنديل.. هناك موضوع مهم جدا أرجو أن تتحقق منه الحكومة.. والنائب العام وكل أجهزة التحقيق. أما الموضوع فهو يتعلق بأمل كل المصريين في استرداد ولو فتفوتة من ثروات رموز النظام السابق المهربة في الخارج. وهو الأمل الذي جعل الناس يأملون خيرا لكنه بدأ يتبدد بعد عامين من المحاولات الفاشلة لدرجة أننا بدأنا نشعر بعدم رغبة تلك الدول في رد أي مليم وأنها لهفتها فعلا.. أو أن مبارك وكل من كانوا حوله لم يكن لديهم شيء ليعيدوه. أرجو أن يتم التحقيق فيما نشر عن تكوين شركة خاصة للتصالح بين النظامين الحالي والسابق من خلال وساطة أربعة محامين مقابل عمولة 17.5٪. الهدف الأول لهذه الشركة هو تعطيل الإجراءات الدولية وإطالة المدة الزمنية والايعاز برفض كل طلبات الحكومة برد الأموال. ومن بين هؤلاء المحامين وزير سابق تقدم باستقالته من الحكومة الأخيرة رغم أنه دخلها لاعادة الأموال المهربة لكنه خرج منها دون أن يعيد الي مصر مليما واحدا. ومن بينهم محام آخر كان يملأ الفضائيات لكنه اختفي في ظروف غامضة وكلاهما ينتميان لحزب منشق عن الجماعة ويجيد الوساطة والتوسط. أتمني الا يكون هذا الكلام صحيحا.. وأن تكون جهود الدولة لاسترداد الأموال المنهوبة لم تتوقف ..علنا نتمكن من استرداد بعضها بدلا من ذل السؤال ودق أبواب الغريب والقريب.