حوادث النقل صورة تتكرر كل يوم مازالت حوادث الطرق والتي تتسبب فيها سيارات النقل بمقطورة صداع في رأس المجتمع لما تسببه من خسائر في الارواح والممتلكات والاقتصاد القومي ويكفي ان نعرف ان في بلادنا 69 ألف مقطورة وعدد الحوادث سنويا 25 الف حادث ينتج عنها 7 آلاف قتيل و30 الف مصاب. منظمة الصحة العالمية أصدرت في عام 2007 تقريرا ذكرت فيه ان حوادث المقطورات من اخطر امراض العصر التي يجب ان تعمل كل الجهات علي التخلص منها لانها ترجع غالبا الي الاخطاء البشرية .. ولعل الحادث الاخير الذي حدث بالطريق الدائري بالقرب من الوراق وراح ضحيته 12 مواطنا واصيب 4 آخرون بسبب اصطدام سيارة نقل بمقطورة بسيارة ملاكي ومن قبل مصرع 24 جنديا بالامن المركزي في تصادم بين سيارة نقل بطريق مصر الاسكندرية ومصرع 50 شخصا وإصابة آخرين في تصادم سيارة نقل باتوبيس بمدينة مرسي مطروح وغيرها من الحوادث خير دليل علي خطورة هذه المقطورات وهذا يدعونا للوقوف علي أسبابها. اجمع كل الخبراء والمختصين والمسئولين ان حوادث المقطورات ترجع للاخطاء البشرية والسلوكيات الخاطئه وتعاطي بعض السائقين للمخدرات والعيوب الفنية في المركبات وعيوب الطرق وعدم الالتزام بالسرعات وعدم الالتزام بقواعد وآداب المرور ويكفي ان نعلم ان 75٪ من الحوادث سببها اخطاء وسلوكيات السائقين و 20٪ بسبب العيوب الفنية في المركبات و5٪ عيوب في الطرق. وفي سبيل حل هذه المشكله طالب البعض بوجود طرق حرة تسير فيها هذه السيارات ولكن البعض اعترض علي هذه الفكرة.. يقول اللواء مجدي الشاهد خبير المرور ان هذه الطرق ستتسبب في زيادة اعداد الحوادث واذا كان لابد من ذلك فيجب تحديد مساراتها علي ان يكون هذا الفصل قائما علي أسس هندسية بعوائق معمارية اوكتل خرسانية مع تحديد مواعيد لسير هذه المركبات وعدم التصالح في حالة زيادة الحمولة المقررة ولا يسمح لها بالسير رغم التصالح بل يجب ايقافها وتفريغ الحمولة الزائدة مع تفعيل مواد القانون الجديد الخاص بإلغاء المقطورات وتزويد هذه المقطورات بجهاز محدد للسرعات وصندوق اسود مع ضرورة ان يتضمن قانون المرور تعديلا تشريعيا بوجود سائقين للمقطورة بدلا من سائق واحد .. ويري اللواء مجدي الشاهد ضرورة توقيع عقوبة علي السائقين الذين يتم اكتشاف تعاطيهم للمخدرات مع وجود تشريع لتغليظ هذه العقوبة. ويري الدكتور عماد الدين نبيل استاذ الطرق والكباري بجامعة القاهرة ضرورة النهوض بمنظومة النقل والبدء في انشاء طرق حرة والتركيز في نقل البضائع علي طرق اخري ويكفي ان نعلم ان وحدة نهرية واحدة يمكنها نقل 900 طن اي حمولة 300 تريللا وانشاء مدرسة لاعداد وتأهيل السائقين ويكفي ان نعرف ان تكلفة حوادث الطرق سنويا 8 مليارات حنية سنويا. ويقول الدكتور احمد ابو طالب الاستاذ بكلية الهندسة بجامعة عين شمس انه بالرغم من وجود كل هذه الحلول وغيرها لكن تبقي الجدية في التنفيذ وتغليظ العقوبات وتطبيق قانون المرور بكل حزم وحسم ضرورة حتمية لمنع هذه الكوارث. يري الدكتور حاتم عبد اللطيف استاذ تخطيط النقل وهندسة المرور ان قرار إلغاء المقطورات والقانون الذي صدر برقم 121 لسنة 8002 بعدم السماح بتسيير المقطورات علي الطرق نهائيا بحلول أغسطس 2102 مع حظر استيرادها أوتصنيعها خطوة جادة علي طريق النقل الامن وتحقيق سلامة المواطنيين في الطرق السريعة لان الشاحنات تعد أيضا من اسباب تلوث البيئة. ويضيف انها خطوة مهمة بالرغم من ان تحويل المقطورات الي تريلات مسألة صعبة ومعقدة ولا يمكن اجراؤها الا بمعرفة الشركات المصنعة. رشاد كامل