متى ينتهى مسلسل حوادث المقطورات هل تصبح المقطورة خارج نطاق الخدمة عام 2012 ؟ هل سيحد تحويلها الي تريللا من حوادث الطرق ونزيف الاسفلت الذي تسببه تلك المركبات الضخمة، خاصة ان الدراسات اثبتت ان اكثر من 48٪ من حوادث الطرق سببها عربات النقل والمقطورات. أقر مجلس الشعب قانوناً في شهر يوليو 2008 ينص علي إلغاء المقطورات بعد أن أثبتت الدراسات والاحصائيات مسئوليتها عن معظم حوادث الطرق السريعة والتي يبلغ عدد ضحاياها سنوياً 6 آلاف قتيل و35 ألف مصاب، وأعطي القانون أصحاب المقطورات مهلة 4 سنوات لتوفيق أوضاعهم إما بتعديل المقطورات إلي تريلات أو التخلص منها بالبيع، وفي يناير 2009 تقدم عدد من أعضاء مجلس الشعب بطلب لتخفيض هذه المهلة لمواجهة ما سموه بأنهار الدم المتدفقة علي الأسفلت بسبب حوادث المقطورات ووافق مجلس الشعب علي تخفيض المهلة إلي سنتين فقط، وبعد انتهاء المدة المحددة تم مد المهلة لعامين جدد ابتداء من يوليو الماضي حتي يوليو 2012. ووفقا لاحدث الدراسات التي أجرتها الغرفة التجارية بمحافظة الإسكندرية بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري اكدت أن 30 ٪ من حجم التجارة الداخلية في مصر تنقل بواسطة نحو 69 ألفا و120 سيارة "جرار بمقطورة"، بحمولة سنوية تصل لنحو 414 مليونا و720 طنا، بينما تنقل سيارات "التريلا" نحو 103 آلاف و320 طنا سنويا، وأوضحت الدراسة أن تكاليف تحويل عمليات النقل من سيارات الجرار بمقطورة إلي التريلات سيتكلف نحو 4 مليارات و127 مليونا و25 ألف جنيه. ولكن في نفس الوقت لعبت المقطورات دوراً رئيسياً في العديد من حوادث الطرق، التي أسفرت عن مصرع العشرات وإصابة المئات بعد أن انقلبت أو اصطدمت بهم، أو دهستهم سيارات النقل الكبيرة علي الطريق السريع خلال الشهريين الماضيين. كان آخر الحوادث المروعة حادثا بشعا علي الطريق الدائري عندما انفصلت مقطورة وحطمت 5 سيارات ونتج عنها مصرع واصابة 6 آخرين، ل ينتهي مسلسل نزيف الاسفلت مع الانتهاء من تحويل المقطورات الي تريللات. خطورة كبيرة يؤكد الدكتور اسامة عقيل استاذ الطرق والنقل انه يجب الاسراع في تحويل المقطورة الي تريللا بسبب الحوادث المتكررة التي تسببها المقطورات وانه ضد مد المهلة من الاساس، حفاظا علي الارواح وحقنا للدماء التي تسيل علي الاسفلت يوميا بسببها، ولكن الغاء المقطورات سيقلل الحوادث ولكن لن يوقفها، والحل يتمثل في ضرورة وضع حلول عاجلة للنقل الثقيل بصفة عامة لان سيارات النقل هي المتسبب الاكبر في حوادث الطرق، فيوجد في مصر مليون سيارة نقل، تمثل المقطورة 54 ألف فقط، وهو رقم قليل عند مقارنته بالمليون سيارة نقل. ويشير الي ان احد الحلول بالنسبة لاصحاب المقطورات هو فصل المقطورة الخلفية في الذيل الأول مع تركيب رأس جديدة وبالتالي يصبح لدينا تريلاتين، وكذلك يمكن ضم المقطورة الثانية إلي الأولي ببعض التعديلات بحيث تكون الوصلة بينهما ليس ما يطلق عليه بالعريش ولكن ما يطلق عليه بالبنز. ويضيف الدكتور ثروت وزير استاذ الهندسة الميكانيكية بهندسة القاهرة ان عملية التحويل تحتاج الي وقت وجهد كبير، لان التعديلات تشمل كل اجزاء السيارة وتعديل الجرار والشاسيه وتغيير المحرك واضافة بعض التصميمات الخاصة بالتريللا، ولا تصلح عملية اللحام حتي لا نستبدل مشكلة بكارثة بل يحتاج الي اعادة تصميم الشاسيه بما يتناسب مع الحمولة الجديدة وتدعيم الوصلات بين الجرار والمقطورة بكاميرات حديدية وهياكل معدنية مشتركة لتصبح وحدة واحدة، موضحا ان هذه التعديلات صعبة ومعقدة وتحتاج ان تتم في مصانع وورش معتمدة. وللحد من حوادث الطرق لا يطالب فقط بسرعة الانتهاء من تحويل المقطورات الي تريللات بل يطالب أيضا بعمل مراكز للكشف عن المخدرات علي السائقين علي الطرق .