سعدت باختيار د. خالد فهمي وزيرا للدولة لشئون البيئة.. واعتقد انه اختيار صادف أهله.. فالدكتور خالد فهمي ليس غريبا عن قضايا البيئة والتنمية المستدامة.. فقد كان من شباب الرعيل الاول الذي عمل في المجال البيئي منذ ثمانينات القرن الماضي مع الدكاترة مجدي علام وعماد عدلي وخالد عبدالعزيز والنجدي حجر والزميل محمد محمود السيد. كانوا كتيبة فدائية تركت المجالات التي يمكن ان تكتسب فيها الشهرة السريعة وتحملوا عبء قضية البيئة المصرية.. تتلمذوا علي ايدي الرواد العظام الدكتور محمد عبدالفتاح القصاص والدكتور مصطفي طلبة وصلاح جلال رائد الاعلام العلمي والبيئي في الصحافة المصرية واستمروا في نضالهم كل في مجاله حتي اصبحوا جميعا علي مشارف الستين ومازالوا يقدمون عطاءهم للبيئة. واليوم وقد تولي احد افراد هذه الكتيبة مسئولية وزارة البيئة فانني متفائل بما قد يتحقق في اصلاح المنظومة البيئية خاصة وان الوزير استاذ تخطيط.. ويعلم كل كبيرة وصغيرة عن المشاكل والمعوقات التي تعترض العمل البيئي في مصر. ربما قد تتغير الاولويات البيئية امام الوزير.. ولكن لن تتبدل الملفات.. فمثلا قد تتقدم قضية او ملف التغيرات المناخية.. ولكن لن يهمل ملف الادارة المتكاملة للمخلفات الصلبة والزراعية والخطرة.. قد يهتم الوزير بملف المحميات الطبيعية وتنميتها واستغلالها اقتصاديا بما يوفر فرص عمل للسكان المحليين.. ويجذب انظار الفئة الغنية من السياح الذين يهتمون بمراقبة الطيور.. وسياحة السفاري.. والغوص.. وغيرها من المجالات السياحية التي يمكن ان توفرها المحميات الطبيعية لهذه النوعية من السياح.. ولكن هذا الملف لن يزيح ملف حماية النيل من التلوث الصناعي والصحي.. وترشيد استهلاك مياهه.. واستغلال المياه العادمة الناتجة عن معالجة مياه الصرف للتوسع في انشاء الغابات الخشبية لزيادة الثروة المصرية من الاخشاب.. والوقود الحيوي بزراعة الجاتروفا والجوجوبا وأعلم ان هناك عروضا كثيرة من كوريا للتوسع في زراعة هذه الغابات واستغلال ثمار الجاتروفا والجوجوبا في استخراج الديزل الحيوي.. كما لن يهمل ملف الطاقات الجديدة والمتجددة. وأكاد اجزم ان الدكتور خالد وهو يفحص كل هذه الملفات لن يبدأ من الصفر بل سيبني علي ما انجزه الوزراء السابقون في مختلف المجالات.. ولن يبعد اي كفاءات بل سيجذب كل الخبرات للعمل معه.. وخاصة خبرات المجتمع المدني الجناح الايمن لوزراء البيئة وكذلك خبرات الاعلام الجناح الأيسر للوزارة. وفي النهاية اقول للوزير »الشاب« المسئولية ثقيلة والقضايا البيئية متشعبة ولكنك أهل لها.. فقط افتح قلبك للجميع ولا تغلق مكتبك أمام احد.. وسر علي بركة الله.. فلن يبني مصر سوي سواعد أبنائها.