تعودت كل عام أن أهنئ زملائي وجيراني الأقباط بأعيادهم ولن توقفني تلك الدعاوي الغريبة المتناثرة علي الفيس بوك لإيهام المسلمين بأن تهنئة الاقباط بعيدهم حرام ومكروه شرعا.. وسأظل ومعي الملايين من المستنيرين من المصريين متعلمين أو أميين نتعايش جميعا بالفطرة أخوة في وطن واحد ..دهشت حين علمت أن كلمة (الأخوة) تجرح مشاعر بعض الأقباط لأنها تشعرهم بالتمييز..ويؤلمني تجمعات الجيل الجديد من التلاميذ الاقباط داخل المدارس فيما يشبه (الچيتو) لا نريد لهم الانعزال.. مصر في حاجة لسواعد جميع ابنائها.. تحتاجنا يدا واحدة بعيدا عن الشعارات الرنانة وعناق الهلال والصليب التي تترك النار تحت الرماد!..أسباب الخلاف بين المسلمين والمسيحيين معروفة ومتجددة منذ مئات السنين مع ارتباط شاب وفتاة كلاهما من دين مختلف ، أو بناء الكنائس وقانونها متعثر منذ سنوات دون سبب واضح،وبعض الخلافات بين العائلات بسبب الثأر أو أي شجار يمكن أن يحدث بين مصريين بصرف النظر عن ديانتهم ، ويمكن وضع قوانين لمنع تلك الخلافات من التجدد بالقانون ودون أن تترك مجالا للاشتعال كل فترة . إن من يطلقون علي أنفسهم مشايخ الفضائيات الدينية هم من يبذرون الفتنة بالحديث عن أهل الذمة والجزية التي يجب علي الاقتصاد دفعها ثم يخرج علينا أحد دعاة ما يسمي بالأمر بالعروف والنهي عن المنكر ليبشرنا بأنهم سيدعون المسيحيين لدخول الاسلام علي أبواب الكنائس وسيجبرون المسيحيات علي تغطية شعورهن.. بأي حق ينصب فريق من المجتمع نفسه قيما علي غيره ،ألا يوجد من يردعهم ويكفينا شرورهم ؟! لا أنسي طفولتي وصباي في حي شبرا، كنا جيرانا أعزاء في عمارة معظم سكانها من الأقباط وفي عيد الفطر كانت أمي - رحمها الله - تصنع كميات كبيرة من الكعك لتوزعه علي الجيران المسيحيين وكنا نحمل إليهم الأطباق فرحين وفي أعيادهم كانت أطباق الكعك تتدفق علينا من الجيران , كانت لنا تقاليد جميلة ولم نكن نتناقش في الدين والآن أرسل تهنتي لكل قبطي علي أرض مصر وأؤكد له ان الوطن يتسع للجميع وأنصحه ألا يستمع للمتطرفين من الجانبين ولا يصدق دعاوي مشايخ الفتنة.