كلنا نعلم ان الصفر علي الشمال في لغة الأرقام لا قيمة ولا معني له.. فوجوده كعدمه!.. واحتلاله لهذا المكان لايقدم ولا يؤخر!... ومع ذلك نجد ان كثيرين حولنا يحتلون موقع الصفر علي الشمال!... فهم بلا قيمة ولا معني.. لايؤثرون.. ولا ينفعون ولايخسر العالم بغيابهم.. ولا يحصد ثمارا بوجودهم.. هؤلاء هم الذين لا يجيدون فن صياغة الحياة.. ولا يسعون لوضع بصماتهم عليها.. وفي احسن احوالهم تراهم يحاولون أن يستفيدوا من الحياة قدرا أكبر دون أن يقدموا لها شيئا جديدا!!.. أو تجدهم يخبطون خبطا عشوائيا .. وينفقون طاقاتهم في صنع الاسف والحزن علي انفسهم!!.. أو في الحصول علي خبرة الحياة.. دون الحياة نفسها!!.. ينسون ان الحياة لا تعد اصفار الشمال عددا.. ولا تمنحهم قيمة وانها تحتاج الي من تكون آثاره عميقة بينة.. فإذا أراد الانسان ان يعرف إن كان حيا أم لا.. فلينظر الي كشف حسابه وقيمة اعماله.. ويسأل نفسه.. كم سيخسر العالم لو لم أكن فيه؟ وماذا سيخسر لو غادرته؟... وهل حياتي تساوي موتي؟ وهل حضوري وغيابي سيان؟.. إن المصداقية والشفافية مع الذات كفيلتان بأن ترينا حقيقة موقعنا ومكانتنا.. وتكشف لنا إن كنا صفرا علي الشمال أم لا؟.. كثيرون هم الذين يزالون اصفارا ولكن المهم ألا تكون تلك الاصفار علي الشمال.. فإن الصفر علي اليمين ذو قيمة مؤثرة وان كانت الانجازات قليلة.. لأن مجرد الوجود في خانة ذات قيمة سيحرك الهمم والطاقات والقوي التي اودعها الله سبحانه وتعالي في الانسان.. وأهمها طاقة التغيير.. غير ان معظمها يصرفها لغير الناس والعالم من حوله.. فيهدرها ويهدر جهوده معها.. لأن أحدا لا يستطيع تغيير شئ سوي نفسه.. فإن اردت ان تحدث تغييرا في العالم.. فكن انت التغيير الذي تريد إحداثه في العالم.. لكن تذكر أن تفحص مكانك أولا.. حتي لا تكون صفرا علي الشمال!!..