مسئول أمريكي: نزيد الضغط على أطراف الحرب بالسودان نحو محادثات لوقف القتال    الداخلية تكشف حقيقة فيديو تعطيل المرور بالشروق    باحث في شؤون الأسرة يكشف مخاطر الصداقات غير المنضبطة بين الولد والبنت    جوائز برنامج دولة التلاوة.. 3.5 مليون جنيه الإجمالي (إنفوجراف)    عمرو عرفة يحتفل بزفاف ابنته بحضور ليلى علوي ومحمد ورامي إمام وحفيد الزعيم    "رقم واحد يا أنصاص" تضع محمد رمضان في ورطة.. تفاصيل    نانسي عجرم: شائعات الطلاق لا تتوقف منذ زواجي.. ولا أقبل أن أعيش غير سعيدة    إلى موقعة الحسم.. ألمانيا تهزم لوكسمبورج قبل مواجهة سلوفاكيا على بطاقة التأهل    إبراهيم صلاح ل في الجول: أفضل اللعب أمام الأهلي عن الزمالك.. ونريد الوصول بعيدا في كأس مصر    فرنسا: 5 منصات تجارية تبيع منتجات غير مشروعة    "سانا" عن مصدر عسكري: الاعتداء الذي استهدف مناطق بالعاصمة دمشق كان بصواريخ أطلقت من منصة متحركة    سفير السودان بالاتحاد الأوروبي يشيد بالدور المصري ويشدد على وحدة السودان واستقراره    وسائل إعلام فلسطينية: مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي تستهدف المناطق الشرقية من مدينة غزة    شتيجن يطرق باب الرحيل.. ضغوط ألمانية تدفع حارس برشلونة نحو الرحيل في يناير    صدمة في ريال مدريد.. فلورنتينو بيريز يتجه للتنحي    عصام صفي الدين: السلوكيات السلبية بالمتاحف نتاج عقود من غياب التربية المتحفية    تحضيرا لكأس العرب.. السعودية تفوز على كوت ديفوار وديا    اليوم.. انقطاع الكهرباء عن 31 قرية وتوابعها بكفر الشيخ لصيانة 19 مغذيا    إخماد حريق في مخبز وسوبر ماركت بالسويس    اليوم.. أولى جلسات استئناف المتهمين في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    اليوم.. محاكمة خادمة سرقت أموال ومشغولات ذهبية من شقة بالنزهة    رئيس قناة السويس: تحسن ملحوظ في حركة الملاحة بالقناة    قائد الجيش الثالث: الدور التنموي يكمن في توفير البيئة الآمنة لتنفيذ المشروعات القومية    مصر تبيع أذون خزانة محلية ب99 مليار جنيه في عطاء الخميس.. أعلى من المستهدف بنحو 24%    كرواتيا تتأهل إلى كأس العالم بثلاثية أمام جزر الفارو    حسام حسن: هناك بعض الإيجابيات من الهزيمة أمام أوزبكستان    زعيم الثغر يحسم تأهله لنهائي دوري المرتبط لكرة السلة    بيان من مستشفى الحسينية المركزي بالشرقية للرد على مزاعم حالات الوفيات الجماعية    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ويتكوف يخطط للقاء رئيس حركة حماس خليل الحية.. البرهان: على كل السودانيين المشاركة فى المعركة ضد الدعم السريع.. وهجوم مجهول بصاروخى كاتيوشا على دمشق    بلومبرج: ترامب سيوافق قريبا على بيع مقاتلات إف 35 للسعودية    مصرع 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين في انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    "دولة التلاوة".. مصطفى حسني للمتسابق محمد سامي: شعرت في قراءتك بالفخامة    لا مكان لهؤلاء القتلة، وزير الصحة السوداني: رسالة البرهان هي صوت الشارع بشكل عام    رئيس الطب الوقائى: نوفر جميع التطعيمات حتى للاجئين فى منافذ الدخول لمصر    آخر تطورات الحالة الصحية لطبيب قنا المصاب بطلق ناري طائش    الباز: العزوف تحت شعار "القايمة واحدة" عوار يتحمله الجميع    تربية عين شمس تحتفي بالطلاب الوافدين    «الصحة» تنظم جلسة حول تمكين الشباب في صحة المجتمع    انطلاق برنامج دولة التلاوة عبر الفضائيات بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة في تمام التاسعة    سعر اللحوم مساء الجمعة 14 نوفمبر 2025    للمصريين والأجانب.. تعرف على أسعار تذاكر زيارة المتحف المصري الكبير    سكرتير المحكمة الدائمة للتحكيم: حل النزاعات أسهل في مراحلها المبكرة    أرقام مذهلة وكنوز لا تقدر بثمن.. المتحف الكبير هدية مصر للعالم    الكنيسة الأرثوذكسية تعلن تأسيس الأمانة العامة للمؤسسات التعليمية    أزهري: سيدنا محمد تعرض للسحر.. وجبريل نزل من السماء لرقيته    وزيرا خارجية مصر والسعودية يبحثان تطورات غزة والسودان    أذكار المساء: حصن يومي يحفظ القلب ويطمئن الروح    الائتلاف المصري لحقوق الإنسان: صعود المستقلين وتراجع المرأة في المرحلة الأولى لانتخابات النواب    تكافؤ الفرص بالشرقية تنفذ 9 ندوات توعوية لمناهضة العنف ضد المرأة    ضبط 140809 مخالفات مرورية خلال 24 ساعة    ضبط مصنع غير مرخص لإنتاج أعلاف مغشوشة داخل الخانكة    مؤتمر السكان والتنمية.. «الصحة» تناقش النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي    جبران: تعزيز العمل اللائق أولوية وطنية لتحقيق التنمية الشاملة    صندوق "قادرون باختلاف" يشارك في مؤتمر السياحة الميسرة للأشخاص ذوي الإعاقة    الثلاثاء.. إعلان نتائج المرحلة الأولى وبدء الدعاية الامنخابية لجولة الإعادة    هطول أمطار وتوقف الملاحة بكفر الشيخ.. والمحافظة ترفع حالة الطوارىء    سنن التطيب وأثرها على تطهير النفس    سنن الاستماع لخطبة الجمعة وآداب المسجد – دليلك للخشوع والفائدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء

أخطاء الأمس لا مكان لها اليوم‏..‏ في مصر قانون عمل لا يحترم‏..‏ نشرات الأخبار تؤكد استحالة اتفاق البشر‏!‏ ** القضية الأهم التي نواجهها ولابد من مواجهتها أن نظام حكم الفرد ترك في كل مجال عشرات المشكلات المعقدة وهي تعقدت لأنها تركت بدون حل أو حتي نية التفكير في حل.. ولماذا يبحثون عن حل وهذه المشكلات لم ولن تؤثر علي المسئولين الذين يملكون الحل أو علي التابعين لهم من أهل الثقة.. ولماذا أصلا يهتمون ويهدرون وقتهم وجهدهم في أمور لا يستفيدون منها.. ثم من أين الوقت لحل مشكلات أهالينا وكل فكرهم ووقتهم محصور في تحقيق أكبر استفادة ممكنة لهم حيث مصالحهم فوق مصالح الوطن...
في محافظة البحر الأحمر قلعة السياحة بمصر بما تملكه من منشآت سياحية هي الأكبر علي الإطلاق في الوطن وبما تستقبله من سائحين علي مدار أيام السنة والذي يمثل ثلثي أعداد السائحين الوافدين إلي مصر وبما تحققه من إضافة بالعملات الصعبة إلي الدخل القومي.. وبما تسهم به من فرص عمل جديدة...
في محافظة البحر الأحمر وجدت واحدة من المشكلات الخطيرة المعقدة المتراكمة التي تنتظر حلا ليس لأنها مشكلة خمسين أو سبعين أو حتي مائة شاب حاليا إنما لكونها ممر بطالة يجربه أصحاب المصالح الخاصة الذين يبحثون عن مصلحتهم حتي ولو كانت تفتح أبواب جهنم علي الوطن...
في البحر الأحمر تحديدا العشرات بل المئات من شركات السياحة تبحث عن موضع قدم لها في أحد أهم الشواطئ السياحية بالعالم لما يملكه من روعة طقس وروعة بحر وتفرد يتيح للسائح أن يستمتع بالسباحة والغطس علي مدي أيام السنة تقريبا.. وبينما أوروبا مدفونة في الثلوج البحر الأحمر ينعم بالشمس ومتعة السباحة والغطس...
معني الكلام أنه لا مكان ينافس البحر الأحمر طالما الوطن يسوده الأمن والأمان وكل سائح يشعر بالاطمئنان...
ومعني الكلام أيضا أن أي شركة سياحة بالعالم تتمني أن تضع قدمها في البحر الأحمر خاصة بعدما اكتملت منظومة الطرق والمواصلات والاتصالات وجميع إنشاءات البنية التحتية وفي البحر الأحمر بدل المطار اثنان وأصبح متاحا الآن استقبال أي عدد من الرحلات في اليوم ومن طائرة أو اثنتين زمان في اليوم نجد الآن أكثر من200 رحلة في اليوم الواحد...
بعد كل هذه المقدمة وذلك التوضيح أصل إلي المشكلة وهي أن بعض شركات السياحة استغلت قصورا فاضحا لوزارة العمل في المقام الأول ووزارة السياحة في المقام الثاني.. وهذا الكلام بدأ من سنوات وترك للمسئولين حاليا جبلا من التراكمات.. والأخطاء بدأت عندما بدأت شركات السياحة في دهس قانون العمل المصري رقم12 لسنة2002 وأيضا دهس قرارات وزير العمل والهجرة الخاصة بتنظيم عمل الأجانب بمصر...
قانون العمل رقم12 في مادته ال28 يقول: لا يجوز للأجانب أن يزاولوا عملا إلا بعد الحصول علي ترخيص بذلك من الوزارة المختصة وأن يكون مصرحا لهم بدخول البلاد والإقامة بقصد العمل..
ونفس القانون في مادته29 يقول: يحدد الوزير المختص بقرار منه شروط الحصول علي الترخيص بالعمل.. والمادة30 تقول: يحدد الوزير المختص بقرار منه المهن والأعمال والحرف التي يحظر علي الأجانب الاشتغال بها كما يحدد النسبة والقوي لاستخدامهم في المنشآت...
وقرار وزير العمل رقم136 لسنة2003 يقول: لا تتم الموافقة علي طلبات استقدام العمالة الأجنبية إلا بعد التأكد من عدم وجود التخصص في مصر.. ويشترط أن يقوم الأجنبي بتدريب العمالة الوطنية ويتم التعاون مع مصلحة الجوازات ووزارتي الخارجية والسياحة في مراقبة العمالة الأجنبية وتنظيم الحملات المفاجئة والدورية علي المنشآت للتأكد من تطبيقها قانون العمل رقم12 بحيث لا يزيد عدد الأجانب علي10 في المائة من المنشأة ومن يخالف ذلك يتم ترحيله خارج البلاد وذلك حتي لا يزاحم العمالة الوطنية...
شركات السياحة خالفت ودهست قانون العمل وخالفت واستهزأت بقرارين لوزير العمل ولم يحاسبها أحد لأن المسئولين عن الحساب مشغولون بمصالحهم ولتذهب إلي الجحيم مصالح الشباب الذي أحالوه في عز شبابه إلي البطالة..
الأهم مصالحهم وليس مهما القانون أو الوزير وقراراته.. ليس مهما أن القانون والوزير لهم شروط لابد من توافرها في الأجنبي الذي يعمل بمصر.. مثل أن تتناسب خبراته ومؤهلاته مع المهنة التي يتولاها وأن يحصل علي ترخيص بالعمل وألا يرخص للأجنبي بالعمل في حالة وجود المصري وأن تكون للمنشأة احتياج فعلي للخبرة الأجنبية وإلزام أي منشأة تستعين بأجنبي أن تعين مساعدين مصريين له تتناسب مؤهلاتهم مع مؤهلات الأجنبي وذلك لتدريبهم لأجل أن يكتسبوا الخبرة التي تؤهلهم فيما بعد للقيام وحدهم بالعمل وآخر الشروط أن يفضل الأجنبي المولود والمقيم بصفة دائمة في البلاد.
شركات السياحة راحت من سنين تبحث عن مصالحها التي تضرب في مقتل مصلحة وطن تقصم البطالة ظهره.. وبدلا من تناقص طابور البطالة مع ازدياد المنشآت السياحية التي تعتبر أهم نشاط يوفر فرص عمل.. بدلا من القضاء علي البطالة راحت تقدم طوابير بطالة إلي سوق البطالة...
شباب مصري كثير راح يبحث عن مستقبل وفرصة عمل في قطاع السياحة...
الشباب بعد تخرجه اكتشف أنه ضحية نظام تعليم فاشل يؤمن شهادة أقصي فائدة لها كلمتان في خانة البطاقة الشخصية وفيما عدا ذلك لا تؤهل لحاملها فرصة عمل ولا حتي بمشروع تخريم القلل...
ملاحظة:' القلل' جمع قلة يستخدمها المصريون في شرب المياه وهي وعاء من الفخار له شكل اسطواني غير منتظم ويبدأ بالعنق الاسطواني الرفيع المتصل بجسد القلة المتسع وهذا العنق طوله10 سنتيمترات تقريبا وفي نهايته توجد مجموعة خروم أو ثقوب وهي التي تنظم عملية نزول المياه من جسم القلة إلي العنق عندما يرفع الإنسان القلة ويشرب منها.. والقلة مهمتها تبريد المياه نتيجة تبخر المياه التي خرجت من مسام الفخار...
أما تخريم القلل فهذه مهنة تعالج أخطاء صناعة بسببها تكون الخروم أو الثقوب الموجودة في عنق القلة مسدودة ويقوم صاحب هذه المهنة بثقب الخروم المسدودة بمسمار طويل...
وطبعا مهنة تخريم الخروم المسدودة هي مهنة من لا مهنة له لأنها في الواقع لا تحتاج إلي خبرة ولا دراسة...
وحتي هذه المهنة.. لا تصلح لها شهادات النظام التعليمي الفاشل!
الشباب الحالم بالنجاح وجد أن شهادته مجرد حبر علي ورق لذلك راح يؤهل نفسه بالدراسة والعلم لما يحتاجه فعلا سوق العمل...
شباب كثير وجد هناك نقصا شديدا في مجال بعض اللغات غير المتداولة هنا مثل البولندية والتشيكية والروسية وهذه اللغات مطلوبة بعدما أصبحت السياحة القادمة من شرق أوروبا في المقدمة...
الشباب راح يتعلم ويتقن هذه اللغة علي نفقته الخاصة وتعلم وإتقان لغة جديدة يحتاج إلي وقت وجهد وفكر وفلوس وقبلها جميعا طموح.. وفعلها الشباب الذي نحت في الصخر لينجح.. وبالفعل تعلم وأتقن اللغة وحصل علي فرصة عمل بالفنادق وبالشركات السياحية.. إلا أن!.
العمالة الأجنبية فيما يبدو أرخص علي شركات السياحة حيث لا ضرائب ولا تأمين ولا يحزنون.. وأي أجنبي طبيعي أنه يتكلم لغة بلده وليس مهما أن يكون لديه أي شهادة من أي نوع.. هم يريدون اللغة التي يتكلمها ويكتبها لأجل أن يعمل مرافقا للأفواج السياحية ومثل هذه النوعية لا تعتبر عمالة نادرة إنما هي عمالة رخيصة والقانون يمنعها طالما عندي مصريون يتقنون عنده اللغة!. القانون يمنع والواضح أن شركات السياحة والمنشآت الأخري لها رأي آخر.. قد يكون مخالفا للقانون ولابد من تصويبه وقد يكون استخدامهم للأجانب متماشيا مع القانون والمطلوب حوار يضمن نجاح الشركات ويؤمن وظائف لشباب لا يعمل!
شركات السياحة والمنشآت الأخري تبحث عن مصلحتها ولو كان علي حساب وطن وعلي جثة قانون وحزمة قرارات لوزير العمل...
أنا أفهم وأتفهم حدوث هذا في الأمس...
وأفهم وأتفهم استحالة استمرار ذلك اليوم والفارق بين الأمس واليوم ثورة أطاحت بنظام عمره آلاف السنين وأمامها وقت حتي تعالج المشكلات المتراكمة المعقدة الكثيرة التي تركها هذا النظام...
هذا ما أفهمه في هذه النقطة مثلما أفهم وأتفهم نقطة أخري لابد أن نصارح أنفسنا بها إن كنا حقا نبحث عن الحقيقة لأجل إزالة التراكمات والأخطاء...
الحقيقة أن في مصر طابور بطالة العين لا تري آخره..
الحقيقة أن جزءا لا يستهان به من هذه البطالة سببها نظام تعليم متخلف فاشل يقدم سنويا آلاف الخريجين بآلاف الشهادات غير المطلوبة في سوق العمل..
الحقيقة وهذه ظاهرة غريبة أن شبابا عدده كبير يتم تعيينه ويتسلم بالفعل عمله وقبل مرور شهر إما أنه يهرب وإما أنه تتم إقالته لغياب الالتزام ورفض النظام...
الحقيقة أن عددا آخر كبيرا من الشباب نجح بامتياز في عمله وفرض احترامه علي الجميع رغم أنه لم يتخرج في نظام تعليم أجنبي.. نجح لأنه يريد النجاح ولديه الإرادة وقام بتعويض ما ينقصه من تعليم وتعلم فنجح وتألق...
الحقيقة أن البطالة مشكلة بلد لا أفراد والحقيقة أنها خطر يستحيل تجاهله لأن ملايين الشباب لا يجدون عملا وهم جزء من جسد الوطن ويملكون طاقات هائلة لكنها بكل أسف معطلة لأسباب عندنا وأسباب عند الشباب نفسه.. وما عندنا وعند الشباب يمكن بكل سهولة تداركه وإصلاحه.. وهذا لم يحدث بالأمس واستحالة أن يبقي اليوم...
شكرا سيدي وزير العمل.. شكرا سيدي وزير السياحة علي ما سيكون بفتح هذا الملف وإعمال القانون والتوفيق ما بين مصالح الشركات ومصلحة الوطن...
..............................................
** اقرأوا معي هذه الرسالة التي تلقيتها من الأستاذ أحمد مصطفي أحمد.. إخصائي صحافة بمدرسة الجمعية الخيرية الإعدادية.. بالإسكندرية:
من المعلوم أن عمر الإنسان في الحياة الدنيا ينتهي بالموت.. وهذا العمر في الأغلب الأعم لا يتعدي(100 عام) ثم تبدأ مرحلة أخري.. أولها المكوث في القبر إلي قيام الساعة.. حيث البعث ثم الحشر ثم الحساب علي ما آمن به هذا الإنسان من عقائد وأتي من أعمال.. فيكون مصيره إلي الجنة أو إلي النار.
ومن المعلوم أيضا.. أن الجنة والنار ليس فيهما موت.. أي أن الإنسان يكون( خالدا) فيهما.. ومدة ذلك الخلود هو( الزمن اللانهائي).. فهل يمكن تخيل عدد سنوات هذا الزمن مكتوبا بالأرقام.
1 إذا حدث التخيل علي( المستوي الأفقي) قيل: نفترض أن هناك فناء مدرسة طوله25 مترا.. وتم تغطيته بورقة مسطرة( بين السطر والآخر مسافة مليمتر) وبعد آخر صفر كتب رقم9, فمجموع أصفار هذا العدد125 مليون صفر...
ولو أننا مثلا وضعنا رقم1 بعد أول(15 صفرا).. فالعدد هو ألف تريليون( التريليون يساوي ألف مليار).. لنا أن نتصور العدد الذي احتوي125 مليون صفر؟
وإذا شطحنا بالخيال.. وتصورنا تغطية الكرة الأرضية بأكملها بتلك الورقة المسطرة.. وبعد آخر صفر كتب رقم9 فهل بعد هذا التخيل الجنوني لذلك العدد.. يمكن القول بقرب معرفة عدد سنوات الخلود.. كلا..
2 إذن فلنجرب التخيل علي( المستوي الرأسي).. حيث إنه من المعروف لو أن كتابا عدد أوراقه500 ورقة فإن سمكه يكون4 سم تقريبا.. وهذا( السمك) يمثل هنا نواة التخيل.. فإذا تخيلنا أوراقا ارتفاعها متر.. فإن عددها12 ألفا و500 ورقة.
فإذا تخيلنا زيادة هذا الارتفاع الورقي ليصل إلي20 ألف متر( مستوي حركة الطيران تقريبا) فإن مجموع الأوراق250 مليون ورقة.
ولو تصورنا زيادة هذا الارتفاع الورقي ليلامس القمر الذي يبعد عن الأرض بنحو384847 كيلومترا.. فإن مجموع الأوراق4810 مليارات و587 مليونا و500 ألف ورقة. وإذا تخيلنا زيادة هذا الارتفاع الورقي ليصل إلي الشمس التي تبعد عن الأرض بنحو150 مليون كيلومتر.. فإن عدد الأوراق1875 تريليون ورقة( وهنا فإن حجم كل ورقة ليس هو مساحة كوكب الأرض.. إنما مساحة الفضاء الخارجي).
وإذا استمر تخيل زيادة هذا الارتفاع الورقي ليخرج من المجرة ثم يلامس السماء الأولي.. فالله سبحانه وحده يعلم مجموع تلك الأوراق التي يحتويها هذا الارتفاع..
وإذا تذكرنا في نهاية مطاف هذا التخيل.. أن كل ورقة من الأوراق السالفة.. قد تم تسطيرها( بين السطر والآخر مسافة مليمتر) وكتب علي الأسطر أصفارا( بين الصفر والآخر مسافة مليمتر).. وبعد آخر صفر كتب رقم9 فهل بعد هذا الخيال( الأكثر من مليون جنوني) يمكن القول إننا علي وشك معرفة عدد سنوات الخلود.. كلا..
وذلك لسبب بسيط.. وهو أن الخلود ليس له نهاية.. وبالتالي فإن سنواته هي( الزمن اللانهائي).
ومن ثم.. فما تم تخيله من عدد للسنوات( علي المستويين الأفقي والرأسي) يعتبر( جزءا) من زمن هذا الخلود.. الذي هو عمر الإنسان في الجنة والنار..
وبعد.. ألا تستدعي تلك الحقيقة ومن كل البشر.. أن يراجعوا عقائدهم وأعمالهم.. فيجلسوا معا( علي المستويين الرسمي والشعبي) ويناقشوا الخلافات العقائدية.. في ظل مناخ يسوده الإحساس بالحقيقة المؤكدة.. وهي أن أقوي البشر لن يستطيع وضع( أصغر أصابعه) علي( نار شمعة) لمدة(5 ثوان) دون أن يصرخ قائلا: آاااااه
ومن هنا.. ألا يصلح هذا الطرح.. كي تتجمع البشرية حوله.. فتكون بحق( إيد واحدة)؟
انتهت الرسالة التي حملت سطورها أرقاما لا سقف لها وكأننا فيما يبدو نعيش وقت المليارات ومشتقاتها.. ومن مليارات الجنيهات التي نسمع يوميا عن نهبها إلي تريليونات رسالة الإسكندرية التي أقول لصاحبها: يا سيدي.. أصدقك القول إنني حاولت أن أطلق لخيالي العنان للتعرف علي هذه الأرقام لكنني عجزت ربما لأن الأمر تحكمه علوم الرياضيات ونظرياتها التي لا تتوقف وأنا توقفت عند جدول الضرب وآخره عندي12*12 ودمتم...
الفكرة التي طرحتها يا سيدي تستحق الوقوف أمامها وتأملها لنتأكد من أن الحياة الدنيا لحظة بالنسبة للدار الآخرة.. وأنه لا شيء في الحياة يستحق أن يختلف عليه البشر أو أن يتقاتل بسببه البشر.. ومادامت الدار الآخرة هي الخلود فلماذا لا يجلس البشر ويتفقون علي أن يتفقوا؟.
الفكرة رائعة لكنها مستحيلة يا سيدي! لماذا؟
لأن العقل البشري الذي لا حدود لإبداعاته في كل مجالات الحياة.. هذا العقل الجبار أخفق وبجدارة في التعرف علي أبسط قواعد التعاملات البشرية وعلي المفهوم البسيط للحرية وفشل تماما في تحقيق غاية الاتفاق بما جعل البشر لا يتفقون...
ولماذا نذهب بعيدا والبشر أصلا لم يتفقوا علي من خلقهم ومن اختلف علي خالقه مستحيل أن يتفق علي كلمة أو رأي أو عهد...
يا سيدي.. أن يختلف البشر وألا يتفق البشر سمة بشرية خلق الله الإنسان عليها ولو أراد الله اتفاقا للبشر لجعلهم يؤمنون جميعا به...
يا سيدي.. الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لم يختلف البشر عليها.. وما من إنسان علي ظهر الأرض إلا ويعرف أن الموت حقيقة وأن كل إنسان مهما عاش فنهايته الموت وأنه لا يوجد إنسان يعرف موعد هذا الموت وأنه لا أحد سيهرب من الموت ولا وساطة يمكن أن تؤجل الموت أو تعفي إنسانا من الموت...
كل البشر اتفقوا علي حقيقة الموت الذي هو الشيء الوحيد الذي لم يحدث اختلاف بين البشر عليه.. ومع هذا؟.
الأغلبية العظمي من البشر.. مؤمنين وغير مؤمنين.. نسوا أن لعمر الإنسان نهاية ونسوا أو تناسوا أن الموت نهايتهم وأغفلوا أن الإنسان لا يأخذ معه إلي قبره بعد موته أي مال أو نفوذ أو منصب.. نسوا تلك الحقيقة.. وانطلقوا بلا أي رادع يفسدون وينهبون ويظلمون...
يا سيدي.. النسيان نعمة من الله علي البشر.. لينسوا الحزن علي فراق عزيز لديهم أو خيانة صديق لهم...
والنسيان يمكن أن يكون أيضا غضبا من الله علي عباد له ينسون قدرة الخالق عليهم فيقتلون ويفسدون ويظلمون...
اعلم يا سيدي أن.. لو اجتمعت كل أرقام الدنيا أمام البشر فلن يتفقوا وانظر إلي دفتر أحوال الدنيا تجد ثلاثة أرباع أي نشرة أخبار في أي مكان بالعالم هي بحور دماء بسبب القتل والعنف والكراهية والنهب والاحتيال...
يا سيدي إن توقفت لحظة بحور الدماء التي تسيل يوميا في الدنيا.. قد يمكن للبشر أن يتفقوا يوما...
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.