ماذا يعني تصريح نتنياهو ب«سنكون أشبه بأثينا وإسبرطة العظمى»؟

أقر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بالعزلة السياسية التي تتزايد بشكل كبير خلال الفترة الآخيرة، والتي يواجهها الاحتلال نتيجة الحرب المستمرة على قطاع غزة.
وفي كلمة خلال مؤتمر المحاسبين العامين، اليوم الإثنين، قال نتنياهو إن العزلة السياسية تغير مكانة إسرائيل الدولية، بما في ذلك قدرتها على استيراد قطع غيار الأسلحة والذخيرة، موضحًا أن إسرائيل ستضطر بشكل متزايد إلى التكيف مع اقتصاد يتسم ب«الاكتفاء الذاتي».
وعلى الرغم من اعتراف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ب«كرهه» لجملة «اقتصاد يُغذّي نفسه دون اعتماد على العالم أو تجارة معه»، إلا أنه اعترف بأن الظروف الراهنة قد تدفع إسرائيل نحو هذا المسار.
وأضاف نتنياهو، أنه لا خيار أمام بلاده، على الأقل في السنوات القادمة، عندما تضطر إلى مواجهة محاولات العزل هذه، قائلًا: «سنحتاج إلى تطوير صناعة الأسلحة لدينا، سنكون أشبه بأثينا وإسبرطة العظمى».
ماذا نعرف عن إسبرطة العظمى؟
إسبرطة، هي العاصمة القديمة لمقاطعة لاكونيا في جنوب شرق شبه جزيرة بيلوبونيز، جنوب غرب اليونان، وتمحورت ثقافتها حول الخدمة العسكرية والولاء للدولة.
نتنياهو وإسبرطة العظمى
يقول الدكور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن إسبرطة كانت مجتمع عسكري حارب جيرانه، مُضيفًا: «أن إسبرطة خاضت حروب لا طائل منها ولم تكف عن محاربة جيرانها، حتى انزوت وقُضى عليها في القرن الثالث قبل الميلاد».
وأوضح أنور، أنه يُعتقد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بحديثه هذا، يُغازل عناصر جيش الاحتلال، ويقول لهم في رسالة مبطنة إن «البلاد ستصبح مثل إسبرطة، بمعنى أن العسكريين يقودون الجانب الإسرائيلي».
وذكر أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، أن حديث نتنياهو عن العزلة يُعتبر «خطير»، إذ أنه لا يُمكن لدولة أن تنعزل اقتصاديًا عن باقي دول العالم، بل إن أي دولة تحتاج إلى صادرات واستيراد، لذا فإنه بهذا الحديث يُقلق المستثمرين ويجعل العقول والخبرات في المجالات المختلفة تشعر أن البلاد يسودها أجواء لا يُمكن العيش بها وبالتالي يبحثون عن فرص للخروج من البلاد.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يتعرض لضغوط قد تضطره إلى «الانعزال الاضطراري»، فهناك ضغوط من الصين والجالية الإسلامية في أوروبا على حكوماتهم، بالتالي الاحتلال الإسرائيلي يواجه عزلة دولية، وهذا ما قد يترتب عليه أن يكون اقتصاده، اقتصاد «عُزلة» لا يتواصل مع الخارج ويضطر إلى صنع الخدمات والمنتجات بنفسه لأنه لا بديل آخر.