لا اعتقد ان هناك خلافا بين من يطلبون تطبيق شرع الله وبين الليبراليين او من يطلق عليهم القوي المدنية. فالليبرالية تقوم علي قيمتي "الحرية والمساواة"..و تدعو إلي دستورية الدولة.. والديمقراطية ..والانتخابات الحرة النزيهة.. وحقوق الإنسان.. وحرية الاعتقاد. ولقد اعطي الاسلام للانسان "الحرية " في الأعتقاد فيقول الله عز وجل " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" ..كما اعطانا "حرية" الفكر في قوله تعالي " ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "..كما طالبنا بالتسامح في قوله عز وجل " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَي اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".. وطالبنا بأحترام »كرامة« الأنسان في قوله تعالي "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَي كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا " كما ساوي بين الجميع فيقول عز وجل " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ". الاسلام صالح لكل زمان ومكان ..ومبادئه الليبرالية تصلح ان تكون "دستورا" لن يختلف عليه احد .. فالله عز وجل اعطانا "حرية" التعبير ونهانا من ان نسخر من الاخرين او نتنابذ بالالقاب كما يحدث الآن بين المؤيدين والمعارضين للاعلان الدستوري والاستفتاء فيقول عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَي أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَي أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".. كما نهانا عن ازهاق الارواح والاعتداء علي الاخرين كما حدث امام "الاتحادية" فيقول عز وجل " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا.. وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَي اللَّهِ يَسِيرًا " ويقول رسولنا الكريم "ص" "إذا التقي المسلمان بسيفهما.. فالقاتل والمقتول في النار". لقد طالبنا الاسلام بان يكون الجميع متساوون امام القانون فيقول عز وجل وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ" ويقول رسولنا الكريم "الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي" .. كفانا دماء واختلاف وصراع علي السلطة وصناعة الاعداء.. ومحاربة طواحين الهواء!؟