عندما تحتفل مصر بعيد البحرية الموافق 13 اكتوبر تتذكر دائما امرأة جمعت بين العلم والفكر والايثار.. انها »عصمت الاسكندراني« والتي امضت ثمانية عشر عاما في رحلات استكشافية حول العالم، وألفت موسوعات ومجلدات عن حضارة مصر خاصة الاسكندرية التي كانت العاصمة الثقافية في العالم. ولان »عصمت الاسكندراني« قامت بهذه الجولات حول العالم وكانت تدون ملاحظاتها ومشاهداتها في اقطار الارض.. لذلك اطلقت عليها الصحافة اسم »بنت بطوطة« وكانت عصمت الاسكندراني تسعد كثيرا بهذا المسمي »بنت بطوطه«. أما ارتباطها بالقوات البحرية فلقد بدأ مع حرب فلسطين عام 8491 عندما كانت تشحذ الهمم وتنادي في لقاءاتها وكتاباتها الصحفية الي ضرورة مناصرة شعب فلسطين، والوقوف الي جانبه ضد الصهيونية العالمية وما أن قامت حرب فلسطين عام 8491 إذ وجدناها تساهم بالتبرع بسفينة حربية مجهزة علي أعلي مستوي علي نفقتها الخاصة واهدتها للقوات البحرية في هذه الحرب. ولعشقها الكبير وتقديرها لدور القوات البحرية اهدت منزلها الواقع في رأس التين بالاسكندرية الي القوات البحرية ليكون ناديا بحريا.. ولم يقتصر الامر علي ذلك بل وضعت كل ما لها وما تملكه ووهبته للقوات البحرية.. ولذلك استحقت اللقب الذي اطلق عليها وهو ام البحرية.. ولقد حصلت عصمت الاسكندراني ام البحرية المصرية- علي الكثير من الاوسمة وشهادات التقدير.. ومن بين هذه الاوسمة وسام الكامل الذهبي الذي أهداه لها جمال عبدالناصر عام 5591، كما اهداها وساما اخر في عام 0691 في مناسبة الاحتفال بيوم البحرية المصرية. ان البحرية المصرية في عيون كل مصري.. فلقد مضي 24 عاما علي حدث عسكري هز العالم.. فلقد انطلق صاروخ مصري صغير من احد لنشات الصواريخ المصرية علي المدمرة الاسرائيلية »ايلات« بعد نحو اربعة اشهر ونصف من نكسة يونيو 7691 وادي ذلك الي ان غرقت المدمرة الاسرائيلية الي قاع البحر المتوسط ولقد اتخذت القوات البحرية من يوم 13 اكتوبر عيدا لها. ابراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب ومؤلف كتاب ابداعات المرأة