يفترض البعض " العبط " في المواطن المصري ، ظهر ذلك الاستعباط بوضوح في برامج التوك شو في الفضائيات خلال مناقشة مواد الدستور، ووصلت الي درجة تغابي استاذ قانون وعميد لإحدي الكليات من خارج الجمعية التأسيسية للدستور ، علي زميله عضو الجمعية ولكن الأخير لقنه درسا لن ينساه وقال له مباشرة : انت تتحدث عن مواد غير موجودة في مشروع الدستور .. ولم تظهر حمرة الخجل لدي الاستاذ الدجال! يحدث نفس الشيء في كل مكان وتجد من يتحدث عن مواد مكبلة للحريات وكابسة للأنفاس ، عندما تبدأ في المناقشة تكتشف أن من أمامك سمع المحلل الفلاني والفقيه والعبيط الدستوري يقول ذلك، واذا سألته هل قرأت الدستور يجيبك بالنفي! ويصيب مرض " الاستعباط السياسي الدستوري " بعض المعترضين علي الدستور وكأنه هبط من السماء علي أم رؤوسهم ولا أعلم ماذا سيكتب التاريخ عن الذين انسحبوا من التأسيسية علي أمل إفشال خروجه للنور كما لا أدري ماذا سيقولون لأنفسهم اذا سألهم اي مواطن عادي لماذا لم تكملوا الامانة وانسحبتم ولم تواصلوا النضال من الداخل لتكشفوا الحقائق وتفضحوا " الملاعيب" التي تتم ولماذا توافقتم علي مواد ثم لحستوها مرة أخري ؟ يظهر العبط عالي التركيز عندما يقولون لماذا تفرق الشرطة المتظاهرين من امام مبني الداخلية بالغاز ولم يتم ذلك مع المتظاهرين امام المحكمة الدستورية ويكمن مصدر الاستعباط في أن الغاز لم تستخدمه الشرطة الا في مواجهة من يستخدمون المولوتوف ويرغبون في احتلال مبني وزارة الداخلية! تبقي ذروة الاستعباط عندما طالب البعض بالتوافق الكامل علي الدستور ويتجاهلون أن الشعب هو الذي يملك المباركة أو الرفض.. وإذا كان التوافق الكامل ضرورة رغم أنه مستحيل فلماذا سيتم الاستفتاء.. ويبقي السؤال مارأي الخراف والنعاج بلغة الفيس بوك في هذه القضية ؟