آسف جداً أن أخرج عن المألوف وأن أتحدث فى أمر قد يظهر أمام البعض على أنه تافه بينما هو فى الحقيقة يعد من عظائم الأمور على الأقل لأنه يدخل فى مجال التجارة باسم الله وهى طبعاً تختلف عن التجارة مع الله ونحن نعتبر أن فى انتشار هذه الأمور مؤامرة على العقل المصرى لاسيما أنها قد انتشرت فى القنوات الفضائية العربية فأصبح عندنا قناة لأوراق الكوتشينة وما يسمى "بورق التاروت" وقنوات أخرى للساحرة "سونيا "وقنوات أخرى ل "نونه المجنونة" تلك التى كانت تظهر فى مجلة ميكى وسرعان ماتطلق القناة الفضائية على هذه الساحرة لقب عالمة الفلك ويبدأ الدجل فإذا ما دخل برج العقرب فى برج الدلو أنجبت المرأة طفلاً لذيذاً أما إذا وقع برج الثور فى حب برج الحمل فإن المولود يكون "ذكراً عبيطاً" مثل عبط اللذين يصدقون ذلك ويروجون له والآن بدأت المرحلة الثانية من العبط الفضائى فأصبحت القناة الفضائية تسرق أموال الناس عن طريق المكالمات التليفونية لكى يستعينوا بواحد من الناس ولكى يعلمهم ما أطلق عليه سيادته فن وأصول "الرقية الشرعية" وكأن "الرقية الشرعية" أصبحت من الألغاز التى تحتاج هى أيضاً إلى من يتربح من خلالها والرقية الشرعية لمن لا يعلم هى قراءة القرآن الكريم كما تعلمناها من "الرسول صلى الله عليه وسلم" ولم نسمع أن واحداً من الصحابة كان يبيع "الرقية الشرعية" بزيارة منزلية قدرها "ألف جنيه" كما لم نسمع عن قناة فضائية فى أى عصر من عصور الخلافة كانت تطلب من المستمعين أن يتصلوا بخبراء "الرقية الشرعية" بمكالمة تليفونية قدرها "عشرة جنيهات" للمكالمة الواحدة التى قد تستمر لعدة دقائق أما الكارثة الكبرى فهى النصب عن طريق توزيع الألقاب كأن يقال أن الشيخ "فلان الفلانى" هو المصنف الأول على العالم فى الرقية الشرعية وهو كلام من نوع الدجل الذى تبيعه القنوات الفضائية وتختص به الشعوب العربية فنحن لم نسمع عن أن الاتحاد الدولى للرياضة قد أنشأ مسابقة أو "ماراثون" للرقية الشرعية كما لم نسمع عن مسابقة أجرتها أى هيئة دينية بين المتخصصين فى قراءة "الرقية الشرعية" فاز فيها هذا الشيخ أو ذاك والغريب يا سادة أن كثيراً من الناس يتصل لكى يقول له الشيخ اقرأ "الفاتحة" بعد أن يظل المتصل على التليفون لدقائق يدفع فيها قوت أولاده وتدخل فى جيوب الذين يتآمرون على عقول الناس ويشبه هذا النوع من الدجل ما تقوم به بعض القنوات الفضائية من أسئلة تضع لها جوائز وهمية ونلاحظ أن من وسائل هذا الخداع أن تكون الأسئلة ساذجة وعبيطة حتى يظن الواهمون أنهم قد حصلوا على الجائزة فيسارعون بالاتصال وقد تكتسى هذه الأسئلة أحياناً بثوب الدين وهكذا تستمر مسلسلات النصب والدجل فى عصر العلم والمعرفة ولن ينتهى هذا الدجل إلا بوقفة جادة مع أصحاب هذه القنوات وإن لم نفعل فإننا قد نشاهد جميعاًُ وفى القريب العاجل افتتاح الجامعة الأمريكية قسما جديدا وهو قسم "العمل السفلى" وبهذه المناسبة فيروى أن أحد الدجالين كان يدعى العلم بالغيب فإذا ذهب إليه الفلاحون البسطاء ليسألونه عن محصول العام القادم فيخرج لهم ورقة وبها حرف "ز" فإذا أثمر الزرع وزاد المحصول قال لهم الدجال ألم أقل لكم إنها "زينه" إشارة إلى الرمز "ز" وإذا جفت الأمطار وماتت الثمار قال لهم الدجال ألم أقل لكم إنها "زفت" . وعجبى [email protected]