الأصل أن المبدعين يربطون بين القيم الإنسانيه وبين الشخصيات التى يتم ابتداعها ... ووضعها على الشاشه لكى ترتبط بها الجماهير وتتعلم منها ... والمبدعون المصريون أساتذه فى هذا الفرع من الفنون ... فنحن اللذين اخترعنا " بوجى وطمطم " وتعلم منهما الطفل المصرى أدب الطعام والإعتراف بالخطأ ... ونحن اللذين قدمنا " كوكى كاك " فى صورة مصريه رائعه وهى البطة التي أتت من الفضاء لتعيش على أرض مصر فتتعلم من ماما " نونو " وبابا " شامل " كل القيم والفضائل الإنسانيه ... واخترعنا شخصية " بكار " ذلك الطفل النوبى الأسمر الجميل الذى يدافع عن قيم بلاده وعاداته واخترعنا شخصيه المفتش " كورومبو " الذى يبحث عن السارق ... وذلك بغض النظر عن أن المفتش " كورومبو" نفسه يسرق أموالنا عن طريق إغراء الناس بالإتصال التليفوني .... فيدفع الناس الملايين فى المكالمات ليكسب واحد منهم الفاً من الجنيهات المضروبه ... ويا عالم يارب إذا كان فيه حد بيكسب بحق وحقيقى واللا الموضوع كله " أونطه " " وشغل نصب " ... المهم إن المبدع المصري اخترع شخصيه " المفتش كورومبو " ونجحت نجاحاً عظيماً ... ويظل الإبداع برئ من إستغلال القنوات الفضائية لهذه الشخصية استغلالاً غير مشروع كما أننا... اخترعنا شخصيه ماما " نونا " فى تمثيلية " حمادة عزو " التى كانت بالرغم من سيطره عواطفها عليها إلا أنها ملأت الدنيا حباً وحناناً ... وأصبحت ماما " نونا " عروساً تزين المحلات ويتهافت عليها الكبار قبل الصغار ... الخلاصة إذن أن هذه نماذج للمبدع المصرى ... نفتخر بها جميعاً وسبقنا العالم بها إلا أن الزمان دار دورته وأصبحنا نشاهد منذ فترة قناه " ميلودي أفلام " وهى تخترع لنا شخصيات فى غايه الانحطاط وأنا لا أعرف مالك هذه القناه شخصياً ... ولا أعرف اسم المبدع الذى يخترع فيها هذه الشخصيات المقززة ... من أول الفتاه إياها والتى لا أحب أن أذكرها فى هذا المقال وإنتهاءً بشخصيه " تهامى " وشخصيه " وديع " التي تعرضها هذه القناة في هذه الأيام فتهامي باشا كما ينادونه فى الفقرة الإعلانيه هو شخصيه منتج " مشبوه " منحرف الاخلاق وعديم التربيه ... يعاشر النساء في الحرام ويضع يده على مواطن العفه لديهن ويكتشف المواهب النسائيه عن طريق الإصطياد وانتهاز الفرص أو عن طريق السماسرة التى تأتى بالنساء إليه يعنى بالبلدى تهامى باشا هو أقذر شخصيه من الممكن أن تقابلها ... وبالبلدى الشديد أى بلغه أهل بولاق وإمبابة ... راجل... والعياذ بالله ... يعنى ... " مش قد كده" .... ورمزه الانتخابي " الخنزير " أما شخصيه " وديع فهو المرمطون ... والقواد الذى يتزلف لتهامى باشا ولو عن طريق تصدير النساء إليه ... " قواد بقى " وفرحان بنفسه لإن الوظيفه داخله دماغه ... ولايقه عليه ... إلا أنه بعد أن يتزلف لتهامى باشا ... ويقدم له النساء يخرج من عنده ومعه قصه فيلم ومكافأة ويترك تهامي باشا مع بحر النساء الذي يحيط نفسه به وبالرغم من أن هذا المنظر المرفوض يتناقض أحياناً مع الأفلام التى يختارها تهامى باشا فبعضها من الأفلام الجيدة ولها تاريخها المشرف إلا أن مؤلف الاسكتش يصر على تصوير تهامى باشا بهذا المنظر الشاذ ... أما الباروكه التى يضعها على رأسه والسيجار الذى يملأ فمه فهو يشير إلى تخلف عقلي ... ويشير إلى" سافل " من أولاد الشوارع... فما الذى قصده المبدع إذن من تقديم هذه الشخصيه عديمه التوازن ؟! وأخيراً تختتم القناه هذه الفقرة بعبارة " الأفلام العربى ... أم الاجنبى " مع إن هذا الاسكتش " الباكبورتى " الرائحه لا ينتمى إلى أى عربى لا من حيث اللون ولا من حيث الشكل ... إن هذا الاسكتش يا ساده يمثل إهانه للمبدعين المصريين والعرب واهانه لشخص المنتج الذى يتم تصويره هو وتلميذه فى هذا الاسكتش على أنهما من أصحاب " القرون " الطويله ... وينتمى هذا النوع من الاستكتشات إلى طائفه " العبط الهيستيرى" وموطنه الأصلى مستشفى الخانكة أو العباسيه ولا ينتمى إلى سلاله الفن والفنانين بأى صله قرابه . وعجبي