تجتهد أغلب الحكومات العربيه الآن فى تكميم القنوات الفضائية ... وسوف يعقدون الإجتماعات فى المغارة لإصدار قانون يطلقون عليه إسماً جميلاً حتى يخفى الأهداف الشريره ... فكل قانون يكبل الحريات أو يقيدها أو يحرم الشعوب من حقوقها ... لابد وأن يكون له أجمل عنوان على ظهر الأرض ... ولا مانع من أن يكون إسم هذا القانون هو "قانون تدعيم حريات القنوات الفضائية"... والقنوات الفضائية يا ساده تنقسم إلى ثلاثه أقسام والحدق يفهم فأما القسم الأول فهو الذى يقوم بدور المخدرات فى تغييب عقل الناس ووعيهم ويكون ذلك أحيانا بمقابل وأحياناً أخرى بأوامر ... وذلك وفق الخطه المرسومه ... فعلى سبيل المثال ما فعلته بعض القنوات الفضائية فى قضيه العَّبارة التى أغرقت آلاف المصريين ... فبدلاً من أن يتم الحديث حول ذلك الشخص " السمين " والذى يتحكم فى كل الأمور حتى أنه سمح لهذه العبارة وحدها أن تعمل تحت سمع وبصر كافه الأجهزة .... وأعطاها الرخصه والموافقه على أن تحتكر وحدها حق نقل الركاب باشراف وزاره الداخليه ثم إذا ما أغرقت العبارة ألف وثلاثمائه من المصريين ... قام هذا العفريت السمين الذى يجلس خلف الكواليس بتهريب صاحب العبارة ثم أشار إليه وهو يودعه من قاعه كبار الزوار قائلاً " باى باى ... وعلى موبيلات بقى يا حبيبى " فبدلاً من أن نبحث عن الشخص السمين والمجرم الحقيقى ... تذهب الفضائيات فى حديث تافه حول الجنحه التى أقيمت على الموظف فلان الفلانى لشغل الرأى العام ... ثم يغضب الرأى العام لحكم البراءه الذى يحصل عليه صاحب العبارة ثم يسعد باستئناف هذا الحكم من النيابه العامه ثم يسعد أكثر بذلك الحكم الذى يصدر بحبس المتهم سبع سنوات وهو صاحب العبارة الذى يجلس فى أوربا يحتسى عصير العنب المنقوع فى بذور النبيذ الفرنسى والمخلوطه بكافيار البحر الكاريبى ... وطبعاً لن يعود إلا كما عادت الهاربه " هدى هانم عبد المنعم " بعد أن سقطت جميع الأحكام القضائية ضدها وتسمى هذه المرحله بمرحله " الغلوشه " حتى يتوه الرجل السمين ويسعد الناس بالعقوبه الوهميه على الشخص الهارب . وتذكرنى هذه الخطه بما تتبعه مصلحه السجون مع الآلاف من المعتقلين ... فهم يدخلون السجن ظلماً ... ويتم تجديد الإعتقال لهم ظلماً ... ويتم حبسهم فى الزنازين الموحشه ظلماً ... ويظل المعتقل يطالب بأن يخرج إلى الشمس أمام زنزانته ولو لمده ربع الساعه وهو ما يسمى بلغه السجون"الفسحه " فإذا ما استجاب له السجان بعد عدة أشهر وسمح له بالخروج أمام الزنزانه حتى ترحل البراغيت عن "فرشه المعتقل" الغلبان وكان ذلك لمدة ربع الساعه فقط وجدت المعتقل يهتف " يحيا العدل " وينسى المعتقل فى ذلك الحين أنه قد تم حبسه ظلماً واحتجازه مع الحشرات فى زنزانه أشد ظلمه من الظلم نفسه ... وهذا هو ما يحدث فى كل القضايا . أما النوع الثانى من القنوات الفضائية ... فهو يهتم بالسحر والشعوذه وشغل الأونطه والنصب على الناس ولعبه الأبراج .. فإذا ما اتصلت السيده المتخلفه " سوسو" لتقول إنها مولوده فى برج الدلو ... سألتها زعيمة جمعيه النصابين عن اليوم وساعه الميلاد ... ثم قالت لها كلاماً عاماً يسير على كل الألوان والأنواع وهنا تفرح المستمعه بما تسمعه من عبارات عامه وعلى رأى الست دى أمى " فرحه الهبله ... فى الشخشيخه " ويسير مع هذا النوع من القنوات فى طريق العبط الفكرى مسابقات النصب على الجماهير والتى يشارك فيها مع الأسف العديد من نجوم المجتمع والرياضيون ... وعقب كل عمليه نصب يطلب منك المذيع أن تتصل لكى تربح خمسه آلاف جنيه كل أسبوع ... والذى يربح فى الحقيقه هو المذيع النصاب بالإشتراك مع شركة التليفون التى تتفق معه بالإشتراك مع القناة الفضائية أما المستمع الغلبان الذى يدفع قوت أولاده فى الإتصال فلا يأخذ إلا " بمبه " .... أما النوع الثالث من القنوات الفضائية فهو لا يزيد عن قناة واحدة أو إثنتين أو ثلاث قنوات على أكثر تقدير ... وهذا هو النوع المحترم حتى الآن فهذه القنوات تحترم معاناة الجماهير ولا تتحدث بلغه الطائفيه ... ولا تنافق الحكام العرب ... وتبذل أقصى جهدها فى السباحه ضد التيار ... وهذه القنوات العربيه المحدوده هى التى من أجلها يجتمع الوزراء العرب .. ويشربون ويأكلون ويسافرون على حساب صاحب المحل والذى هو الشعب لا لشئ إلا لكى يكمموا أصوات الشعب ... الذى ينفق عليهم وعلى كراسيهم والذى يعمر خزائن سويسرا بأموالهم ... ومع ذلك يبحث الوزراء العرب كيف يكممونه أكثر وأكثر ... رغم أن هذا الشعب قد تعود على الصمت حتى أنه لم يعرف من لغه الكلام إلا كلمتين " نعم وأ وافق " وبهذه المناسبة فيروى أن مواطناً فى بلدة " قمعستان" قبض عليه الشرطى بتهمه "سب السلطان" فقامت النيابه بسؤال الشرطى عن سبب القبض على المواطن فقرر الشرطى أن المواطن كان يقوم بالدعاء على من خرب بيت الشعب فسألته النيابه فى تعجب " فلماذا قبضت عليه رغم أن المتهم لم يذكر إسم السلطان وكان يدعو على من خرب بيته " فأجاب الشرطى ... " وهو فيه حد خرب بيتنا غير السلطان يا فندم " . وعجبي www.mokhtarnouh.com