مقر الحرية والعدالة بالمنصورة وآثار الإعتداء عليه سادت حالة من الهدوء الحذر في المحلة الكبري بعد اشتباكات دامية وقعت مساء اول أمس بين متظاهرين من القوي الليبرالية والثورية وبين أنضار وأعضاء جماعة الاخوان المسلمين بميدان الشون بقلب المحلة، وأسفرت عن سقوط 164 مصابا بينهم 67 مصابا بطلقات نارية وخرطوش ومصابان مازالا مجوزين بالمستشفي بينما تماثل الباقون للعلاج وتم السماح لهم بالخروج، وذلك وفقا لتصريح من العقيد علاء الغرباوي مأمور قسم ثاني المحلة والرائد أحمد كوهية رئيس المباحث للأخبار. عادت الحياة بالمنطقة الي طبيعتها وفتحت المحلات والشركات ابوابها في الصباح كما عادت حركة القطارات للعمل بعد توقفها طوال فترة الاشتباكات والتي اسفرت أيضا عن تحطم عدد من المحلات ووجهات العقارات المتواجدة بالمنطقة. "يوم طبيعي.. بحذر" انتقلت الأخبار الي منطقة الاحداث بميدان الشون التابع لقسم ثاني المحلة الكبري.. حيث الحالة عادت الي طبيعتها والميدان مفتوح.. والسيارات تسير والناس يسيرون كل الي جهته.. وبعد "مزلقان" القطار حيث شارع وابور النور "سكة زفتي" حيث تراكمت أكوام الطوب والحجارة التي استخدمها المتظاهرون في التراشق بالشارع وأعلي المزلقان في اشتباك دام استمر ساعات. وبالدخول في شارع وابور النور الذي يوجد به مقر الاخوان المسلمين، الذي لايبعد سوي أمتار عن ميدان الشون.. توقفت مدرعتون وعدد من سيارات الامن المركزي مصحوبة بمئات من أفراد الشرطة والقوات للفصل بين المتظاهرين الذين بدأت أعدادهم في التزايد أمس بميدان الشون وبين مقر الاخوان بالشارع. شرارة البداية ويقول علاء الدين عبد الهادي موظف بمكتب بريد الشون ان الاحداث بدأت أول أمس بتجمع العشرات من القوي المدنية والثورية مثل حركة 6 ابريل وحزب مصر القوية وحزب شرارة بميدان الشون، بعد الظهر وأخذت اعدادهم في التزايد ثم خرجوا في مسيرة حتي مجلس مدينة المحلة، وعادوا مرة أخري الي الميدان، الا ان اعدادا من انصار واعضاء جماعة الاخوان المسلمين بدأوا في التجمع بشارع الوابور الذي يفصله عن الميدان شريط السكة الحديد لحماية مقرهم بالشارع، وتمكن مجموعة من الصبية والأطفال المتواجدين بين المتظاهرين في استفزاز انصار الجماعة بعد ان القوا عليهم الطوب والحجارة، فما كان علي اعضاء الاخوان الا بمبادلتهم القاء سيل من الطوب والحجارة، كما اطلق انصار الاخوان طلقات خرطوش من أسلحة بحوزتهم، كما تراشقوا بزجاجات الملوتوف، واستمرت الاشتباكات دامية لأكثر من 3 ساعات. ويقول السيد بشكار ان قوات الشرطة تأخرت في ارسال تشكيلاتها الأمنية، الأمر الذي ادي الي احتدام الاشتباكات وفور وصول افراد الشرطة تمكنوا من تفريق المتظاهرين الذين قاموا بقطع شريط السكة الحديد من سيل الطوب والحجارة بعد استخدام القنابل المسيلة للدموع. ومن جانبه قال علاء الغرباوي مأمور قسم ثاني المحلة للأخبار ان جملة المصابين في الاحداث 164 مصابا بينهم 67 حالة مصابة بطلقات خرطوش والباقون بجروح وكدمات، كما تم حجز مصابين هما: محمد صلاح الشامي مصاب باشتباه مابعد الارتجاج ومحجوز بمستشفي ابو العزم بالمحلة، كما تم تحويل المصاب محمد سعيد العيسوي الي مستشفي الطوارئ بالمنصورة وإصابته خطرة. واضاف انه تم تحرير مايقرب من 90 محضرا أمس وأول امس من المصابين، كما تم التحفظ علي كمية كبيرة من فوارغ الخرطوش، موضحا ان 4 من افراد الامن المركزي اصيب اثناء الاشتباكات. وأشار أحمد كوهية رئيس المباحث أن الاحداث اسفرت عن تحطم محلين بينما انقذت العناية الالهية محطة الوقود التي توجد في الميدان من الاحتراق بعد القاء زجاجات المولوتوف بالقرب منها، وتمكنت القوات من اقناع المتظاهرين بعدم اقتحام مقر الاخوان مرة أخري. ساعات الرعب وعن ساعات الرعب التي عاشها أهالي المنطقة يقول صابر زرد وكيل مكتب بريد الشون: عشنا لحظات عصيبة أمس خوفا من اقتحام مكتب البريد المتواجد بمنطقة الأحداث، وخاصة مع تواجد الكثير من الأموال بداخله..وأضاف انهم اغلقوا ابواب المكتب أول امس مبكرا خوفا من حدوث تلافيات به، وراقبنا الاحداث التي استمرت حتي المساء واسفرت عن تهشم لافتة المكتب البريدي.. وأكد اننا نعيش في حالة من التوتر والرعب يوميا بسبب تلك الأحداث.. أما علي البشكار صاحب محلات زجاج قال ان محلة لم يسلم من الأحداث، حيث تهشمت "الفاترينات" المعلقة خارج المحل تماما، الامر الذي أدي الي حدوث تلافيات وخسائر في البضائع من الألواح الزجاجية الثمينة والتي قدرت بحوالي 10 آلاف جنيه.. وأكد ان المتظاهرين من الطرفين استخدموا حجر البازلت الموجود علي قطبان السكة الحديد في التراشق وهو الذي أحدث تلك الخسائر الفادحة بممتلكاته. أما عبده شعبان بائع، عبر عن استيائه من تكرار الأحداث والمظاهرات التي غالبا ما تسفر عن وقوع اشتباكات بالمنطقة، وقال: "مش عارفين نشوف شغلنا.. انا أرزقي لا أملك غير بضائعي من الأحذية.. وليس لي مصلحة من الطرفين". ويقول الدكتور حمدي الغباني طبيب بمعمل البرج الواقع بنفس العمارة التي بها مقر جماعة الاخوان المسلمين بالشون - ان المتظاهرين بالامس حاولوا اقتحام مكتب الاخوان بالطابق الثالث ورشقوه بالطوب والحجارة حتي تمكنت قوات الشرطة التي وصلت متأخرة من ارجاعهم، واسفر عن تحطم زجاج المعمل بجانب تلفيات أخري. أما كارم محمد غفير العقار الكائن به مقر الاخوان، قال انه فوجئ بالعديد من المتظاهرين يقتحمون باب العقار وقاموا بكسر الاقفال والجنازير علي الباب وحاولوا الصعود له لتدميره، الا ان بعض الاهالي أتوا ليحولوا دون صعودهم الي اعلي المقر وحاولوا تهدئتهم، وعادوا ولم يصعدوا الا انهم القوا حجارة وزجاجات مولوتوف للمقر الواقع بالدور الثاني أسفر عن تمزيق اللافتة المكتوب عليها اسم المقر واحداث تلفيات حريق بواجهة الشقة من الخارج. مزقوني ب"كتر" وأثناء خروج الاخبار من قسم المحلة الواقع بميدان الشون، اقتربنا من أحد الأفراد وبه إصابات بالغة.. سألناه حول ماذا حدث؟.. قال انه بسبب اشتباكات اول امس.. قلنا كيف؟.. قال ان محمد كامل كمال 23 سنة يعمل سائق "سرفيس" وكان "يركن" سيارته في شارع وابور النور ونزل منها ليعود الي منزله، فقام عدد من الأفراد بتكتيفه وأخذوه الي مقر الاخوان المسملين واخذوا يضربونه بشدة، وهو يقول لهم لا ذنب لي في اي شئ مما يحدث، ولا يبالون بذلك - وفقا لحديث المصاب -.. أضاف ان احد هؤلاء اخرج "كتر" وراح يمزق به وجهه ورجليه وجسده في اماكن متفرقة وسط توسلاته الكثيرة بأن يتركوه.. ويضيف انهم اخذوه الي شقه اخري لا يعلم اين هي حيث اخفضوا رأسه اثناء ركوبهم سيارة.. وعندما وصل الشقة وجد 4 أفراد مربوطين وعليهم آثار التعذيب المبرح.. وضعوه معهم وراحوا يسألونهم: "تبع مين انتم جمال قشطة ولا حمدي الفخراني يا ولاد الكلب".. وهم يقولون انهم ليسوا تابعين لأحد.. حتي أتي رجل ملتح ووجدني أنزف بشده فأخذني ومعي آخرون الي مستشفي ودخلت قسم العمليات وخرجت ولم أجد أحدا سوي نفسي وقال: "الحمد لله انني نجوت". ومن جهة اخري أسفرت الإشتباكات التي شهدتها مدينة المنصورة مساء أمس الأول أمام مقر حزب الحرية والعدالة واستمرت حتي الفجرعن إصابة31 شخصا من المتظاهرين وأعضاء الحرية والعدالة. الإشتباكات إندلعت شرارتها مساء أمس الأول عندما توجه شباب المتظاهرين لشارع الجلاء حيث مقر حزب الحرية والعدالة وذلك في ختام مظاهرتهم الحاشدة التي طافت عددا من شوارع المدينة. حاول المتظاهرون إقتحام المقر بعد إحراق لافتته وذلك في وجود عدد من شباب الإخوان لحمايته. وحدث تراشق بالحجارة وعمليات كر وفر طوال الليل حتي تمكنت قوات الأمن من السيطرة علي الموقف.. وقامت بضبط 12 من المشاركين في الأحداث. أسفرت المظاهرات عن إصابة 31 شخصا.