كان غريبا ان اسمع ما يتردد في كل مناسبة عن اتهام العناصر المدسوسة التابعة للنظام السابق بأنها وراء مظاهر المعارضة للقرارات التي يتخذها النظام الحاكم حاليا. تذكرت في هذه اللحظة صيحات الزميل وائل الإبراشي إبان تصاعد ثورة 52 يناير من لجوء النظام الذي اسقطته هذه الثورة إلي استخدام فزاعة الإخوان المسلمين لممارسة الاستبداد والتجاوزات الأمنية ضد المواطنين. هذا الذي يحدث والذي يصيب أي إنسان بالخوف والهلع يعني ان التاريخ بدأ يعيد نفسه.. بما يشير إلي استمرار عمليات الإرهاب اياها. يحدث هذا بعد أن اعتقد الجميع ان الثورة قد قضت علي هذه الظاهرة. ان الشيء الذي يجب ان ندركه هو ان النظام السابق قد سقط وان لا أمل في عودته. هذا السقوط لا ينفي حق من كانوا ينتمون إليه ولم يرتكبوا جرما.. ان يتمتعوا بحقوق المواطنة ماداموا يلتزمون بواجباتها وبالمصلحة العليا لهذا الوطن. لا جدال ان هناك فرقا كبيرا بين وضع جماعة الإخوان في ظل النظام البائد- رغم كل ما تعرض له بعض رموزها من ظلم ومحاكمات ومطاردات. لقد ظل وجودها وممارساتها لنشاطها مستمرا علي الساحة الداخلية رغم كل المعوقات. يأتي ذلك علي الرغم من ان نجاح الثورة التي اشعلها الشباب قضت علي كل أمل للنظام السابق في استرجاع ما كانت عليه دولتهم. ان ما يجري حاليا ليس سوي استنساخ لفزّاعة جديدة لارهاب الشارع المصري والسيطرة عليه. لم يعد خافيا ان الشعب المصري الذي تبني ثورة 52 يناير التي اسقطت نظاما عاتيا خاصة بعد سنوات ترويجه لعملية التوريث اصبح لا يقبل بالتحايل علي تخويفه بالفزّاعات التي تستهدف خدمة سياسات بعينها. ان علينا جميعا وفي ظل الانتماء الوطني ان نستعيد الثقة المفقودة وان يكون هدفنا جميعا هو النهوض بهذا الوطن علي أسس سليمة وصحيحة وبعيدة عن أي شبهات. لابد ان تتركز أهداف المرحلة في تحقيق وحدة كل الشعب والعمل المخلص من أجل الانطلاق به إلي آفاق المستقبل دون انحراف أو جنوح ناحية ما يخدم اتجاه بعينه. لاجدال إننا كمصريين قد سئمنا ومللنا الفزّاعات ولم يعد يهمنا سوي ان نعيش في حرية وفي ظل حياة كريمة آمنة ومستقرة بعيدة عن أي مناخ للاستبداد أو الخوف أو الترويع.