تمر الأحداث وتتفاقم معها مشاكل المواطن المصري يوما بعد يوم بين بحثه عن قوت يومه والتعايش مع نظام لم يستطع بعد مرور سنتين علي الثورة المصرية ان يحرز أي تقدم في تلال المشاكل العالقة المزمنة والطارئة.. وأصبحت الأزمات لدينا تدور في دوائر مغلقة لتتحول إلي متلازمات نفس البداية ونفس النهاية الحتمية بعد مرورها علي محطات من سوء الادارة وانعدام الرؤية لنصل لنتيجة واحدة هي ضياع حق اصحاب الحقوق وترك المخطئين والفاسدين دون عقاب. لم تقم الثورة كي نقف مكتوفي الأيدي أمام منظومة الفساد والاهمال وسوء الإدارة والتخطيط التي نعاني منها منذ أكثر من ثلاثين عاما .بل قامت لنقضي علي هذه المنظومة عبر اقرار مبدأ المحاسبة لأي مخطئ يثبت فشله وفساده .فمصر ليست عقيمة بل تمتلئ بكفاءات وعقول بشرية نعجز عن تقدير ابداعها في شتي المجالات. فلماذا حتي الآن لم يمر أي من المسئولين في كل المواقع من الوزراء والمديرين وغيرهم ممن لا يمتلكون رؤية ولم يقدموا حلولا لأي من مشاكلنا الحياتية علي محطة الحساب والإقالة؟. لماذا لم ننشئ جهازا مستقلا مهمته تطهير مؤسسات الدولة من الفساد؟ لماذا لا نبني ونري ثمارا طيبة لما نبنيه دون ان تصيبنا الأشواك وأن تعيدنا طيور الظلام لعهد اتفقنا أن ننساه للأبد. أدعو كل مسئول في موقعه أن يتركه فورا إذا كان عاجزا عن حل مشاكل المواطنين والنهوض بالمكان المسئول عنه من أجل مصلحة مصر. كما أدعو كل مصري شريف أيا كان عمله أن يتقنه كما أمرنا الرسول (ص) وأن لا يسكت علي أي ظلم أو فساد.. فلنتكاتف معا لتطهير وطننا من الفاسدين ونثمن عقول اصحاب الكفاءات الذين لم يجدوا مكانا لهم في العهد البائد ..اتركوا لهم الفرصة الآن أيا كانت توجهاتهم السياسية ووفروا لهم كل ما يحتاجون, فهم الثروة الحقيقية التي ستنقذ مصر من كبوتها أشلاء ليست صدفا مأساوية تلك التي جعلتنا نبكي علي أطفالنا في حادثة قطار أسيوط ونحن نشاهد أشلاءهم المتناثرة فوق قضبان قطار الموت ونشم رائحة دمائهم الزكية التي تملأ المكان.. في نفس الوقت الذي كنا نشم فيه تلك الرائحة قادمة الينا من غزة مصحوبة بمشاهد جثث الأطفال المدفونة تحت الانقاض و المتفحمة من جراء القصف الإسرائيلي..فإذا بنا نسترجع تلك المشاهد المعتادة اليومية القادمة من سوريا التي لاتقل في بشاعتها عن كل ما يحدث في غزة وما عشناه في مصر. كلها أشلاء لأطفال أبرياء ساقتهم أقدارهم كي يواجهوا أسوأ من في الجنس البشري الطغاة أصحاب القلوب المتحجرة المليئة بالكراهية والعقول التي عاشت علي الفساد والإهمال. ذلك الإهمال الذي ثبت بالدليل أنه يحرز نفس نتائج الحروب الدموية.. لا أعتبرها صدفا علي الاطلاق بل أنها رسالة إلهية لكل أصحاب العقول وأصحاب العقيدة.. رسالة تقول: أفيقوا أيها العرب ستظل دماؤكم واحدة، أشلاؤكم واحدة، آلامكم واحدة، عدوكم واحد مهما ارتدي لكم من أقنعة..فمتي سنغضب وننتفض لإنقاذ الأبرياء من ايدي هؤلاء بدلا من العيش في أوهام الفرقة وان مصيبتهم ليست مصيبتنا وأوجاعهم ليست أوجاعنا ؟ هل استطعتم اليوم ان تفرقوا بين اشلائنا واشلائهم ؟ ام كان بكاؤنا غير بكائهم ؟ انه نفس الألم ونفس الجرح الذي أدمي ولايزال يدمي نفس الجسد الخازوق اسرائيل يا حرام من ساعة ما بدأت عملية "عمود السحاب" في غزة والسحاب نازل عليها بالصواريخ من كل ناحية ..واضح ان السحاب بيلعب لمصلحة الغزاوية ونازل عليهم بحجارة سجيل زي المطر لا نفعتهم القبة الحديدية ولا الجدار العازل ولا أسلحتهم المحظورة ولا أقمار التجسس اللي مغرقينا بيها. ونظرا لأن العملية بقت في النملية ..مفيش عندهم أمل دلوقتي غير في العمود عشان كدا أعلنوا حالة الاستنفار القصوي واستدعوا جنود الاحتياط كلهم عشان يحرسوا العمود.. بس الحراسة وفقا للخطة التي حطها النتن بتاعهم هتكون من أعلي لأسفل.. يعني اسرائيل كلها طلعت تقعد فوق "الخازوق" قصدي العمود