أسامة شلش جميل أن يعلن وزير النقل د. محمود المتيني عن تحمله المسئولية كاملة في حادث قطار الفيوم حتي ولو وصل الامر الي ان يقدم استقالته من منصبه فورا، هذا ما يفعله الوزراء في الدول المتقدمة بل وصل الامر الي انتحار احد وزراء النقل في إحداها عندما وقعت حادثة لطائرة . منذ حادث احتراق القطار الذي راح ضحيته العشرات عام 2003 ونحن نتحدث عن تطوير حال السكك الحديدية وعن مشروعات هنا وهناك لإعادة هيكلتها وتطوير البنية التحتية لها بحيث تواكب اساليب العصر الحديث ولكننا يوما بعد يوم نكتشف ان المسألة مجرد كلام في الهواء لا يقدم ولا يؤخر علي العكس يتدهور حال القطارات ولا يمر يوم إلا ونسمع عن حادث تصادم او خروج عن القضبان او احتراق العربات بسبب نقص الصيانة او الاهمال الجسيم. قبل حادث الفيوم بيومين بثت بوابة اليوم السابع خبرا نصه العناية الالهية أنقذت ركاب قطارين بسوهاج بعد سيرهما علي خط حديدي واحد وانه كادت تقع كارثة !! لم نسمع تعليقا ولم نر عقابا وقع علي احد اهمل مع انه لولا العناية الالهية كما يقول الخبر لسقط العشرات ضحايا بين قتيل وجريح . لم نعرف علي وجه الدقة أين الخلل ؟ ولا علي من تقع المسئولية فيما يحدث او حدث من قبل من كوارث فكم من قيادات تم تغييرها وكم من الاموال تم رصدها لتطوير السكة الحديد دون ان نلمس شيئا علي ارض الواقع ؟.. هل سنظل نعتمد علي ستر ربنا ؟! العيب ليس في القيادات واستلزام تغييرها ولكن العيب قطعا في انظمة التشغيل .ثم في الامكانيات التي قطعا لا تتيح اجراء الصيانات الدورية في مواعيدها او في استحداث نظم توفرالامان للقطارت وان كنا لا نعفي أحدا من المسئولية فكل في قطاعه مسئول فمازالت السكك الحديدية تتعامل مع اكشاك متهالكة لتحويل الحركة وتسييرها لاكثر من 60٪ من خطوطنا ومازلنا نتعامل مع عاملي التحويلة والمزلقان اللذين لم تتغير صورتهما منذ وعينا علي ركوب القطارات.. كان علي الوزير ان يضع مادام اننا في عهد ثورة جديدة خطة كبري تستهدف أحداث طفرة في السكة الحديد ولكن الوزارة والوزير علي ما يبدو انشغالا في حل المشاكل بطريقة تلبيس طاقية هذا لذاك وما دامت الامور تسير فلا مشاكل ولا ازمات . وكثرة الحوادث في الفترة الاخيرة دللت علي عدم وجود نظام أو خطة تستهدف تحسين حال الطرق الحديدية والقطارات. نريد وزيرا يتفرغ لحل مشكلة السكة الحديد المزمنة . لا وزير كشكول تنهكه عشرات المشاكل في كل القطاعات التي يشرف عليها وتشتت ذهنه قطعا ما بين الطرق والكباري واللواري والموانيء النيلية والبحرية . الوزير ببساطة يتحمل كل المسئولية واقسم علي ان يؤدي وظيفته امام الله وامام الرئيس وامام الشعب عندما كلف بهذه الوزارة الضخمة ولكنها هربت منه . أين الخطة التي تستهدف هذه الثورة داخل السكة الحديد؟.. ان لم يكن لدي الوزير هذه الخطة فعليه ان يقدم استقالته فورا ليترك مكانه لمن يستطيع أن يقدمها لنا.