ماذا وراء زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الي لبنان؟ وماذا تعني جولته في الجنوب وفي بلدة بنت جبيل التي شهدت اعنف معارك المقاومة اللبنانية ضد القوات الاسرائيلية في عام 6002؟ وهل ذلك تصدير للثورة الايرانية.. ام ماذا؟ ان زيارة نجاد في هذا التوقيت بالذات لها دلالات في ظل الظروف القائمة في الشرق الاوسط ومنها: ان ايران تمد يدها بالدعم والمساندة لحزب الله في لبنان وباعتباره جناح الطوق الشيعي بالمنطقة. ان ايران تلوح بالتهديد لإسرائيل اذا ما حاولت مرة اخري اجتياح الجنوب اللبناني وهو يعتبر معقل الشيعة. ان ايران تخترق الحصار الذي تحاول الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي فرضه عليها بسبب برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم في مفاعل بوشهر وكذلك تتحدي العقوبات. ولاشك ان زيارة نجاد تجيء في الوقت الذي تتعنت حكومة نتنياهو في المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية، وترفض تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية وتضرب عرض الحائط بالضغوط الامريكية لكي يستمر التفاوض بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني للتوصل الي تسوية نهائية وحل الصراع علي اساس قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية الي جانب دولة اسرائيل.. وقد توجه نجاد الي لبنان وهو يخرج لسانه للحكومة الاسرائيلية التي تهدد بقصف المنشآت النووية الايرانية وتوجيه ضربة اجهاض للبرنامج النووي، وتعمد ان يكون خطابه الثاني في منطقة بنت جبيل موجها الي اسرائيل وبحيث يواجه التحدي السافر من جانبها لدول المنطقة، ويبدو ذلك بعد موافقة نتنياهو علي بناء 042 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية بينما يطالبه اوباما بتجميد الاستيطان لفترة شهور قليلة!. والواقع ان زيارة نجاد الي لبنان كانت تنطوي علي زيارة رسمية لبيروت واللقاء مع ممثلي جميع الطوائف والاتجاهات السياسية اللبنانية، وفي ذات الوقت زيارة مقصودة للشيعة في لبنان ولذلك حشد حزب الله انصاره في ضاحية بيروت الجنوبية للحفاوة بالرئيس الايراني في المهرجان الشعبي الذي اقيم له هناك وحيث ألقي خطابه.. وفي اليوم التالي توجه نجاد في زيارة شعبية الي الجنوب ووصل الي منطقة بنت جبيل علي الحدود الاسرائيلية التي خاض فيها مقاتلو حزب الله معارك عنيفة ضد القوات الاسرائيلية التي تكبدت خسائر فادحة في الارواح واضطرت الي الانسحاب المهين!. ولاشك ان مثل هذه الزيارة للقري اللبنانية علي خط التماس يثير انزعاج اسرائيل لانها تتهم ايران بتزويد حزب الله بالصواريخ التي تستطيع قصف المدن الاسرائيلية وتصل الي حيفا وكما يدعي قادة الجيش الاسرائيلي ان هذه الصواريخ يتم تهريبها عبر سوريا الي قواعد حزب الله في الجنوب وتخزينها تحت الارض وبحيث تطال مستوطنات شمال الجليل وبذلك تتساوي الكفتان ويصبح في قدرة ايران تهديد مدن اسرائيل في العمق وردا علي تهديد اسرائيل بضرب ايران!. والاهم في رأيي هو ذلك الطوق الشيعي الذي يمتد حول المنطقة ولذلك تشعر الولاياتالمتحدة بالقلق من امتداد الطوق الشيعي الي لبنان من الخليج خصوصا مع التحالف القائم بين ايران وسوريا، ومع التواجد الايراني المؤثر في العراق من خلال تمدد الشيعة في الاحزاب والتحالفات العراقية وبما يحكم سيطرتهم علي الحكم وتهميش السنة، وتجد ادارة اوباما نفسها في مأزق في حالة انسحاب القوات الامريكية بالكامل من العراق!. وفي ذات الوقت فإن دول الخليج تواجه الخطر الزاحف وتزايد الشيعة في المنطقة والمطامع الايرانية للهيمنة علي الخليج وثرواته البترولية وهو ما يمثل خطرا علي المصالح الامريكية من ذلك الطوق الشيعي، ولذا يري اللبنانيون ان زيارة نجاد كانت لدعم وتأييد حزب الله الشيعي ذي المذهب الصفوي!.