كرم سنارة البطر علي النعمة يجلب النقمة.. وللخالق في توزيع الارزاق حكمة.. يا ما ناس بعقولهم الغبية راضيين.. وناس لنصيبهم من الرزق رافضين.. وغيرهم اثبتت الايام ان الفقر لهم حشمة! أخطاء وخطايا التعديات علي النيل تجري حاليا بسرعة أكبر من سرعة جريان الماء في النهر.. حالة محمومة من الهجوم السافر تبدو في صورة انتقام من المستفيدين والوارثين للمنفعة من شريان حياتهم!.. وبدلا من مواصلة فخرهم واعتزازهم بأن مصر »هبة النيل« فقد حولوه الي »مزبلة.. ومغسلة.. ومبولة«! القوا بقمامتهم ونفاياتهم فيه.. تخلصوا من قاذوراتهم وصرفهم غير الصحي في مياهه.. ثم صبوا في مجراه وروافده اخطر السموم والملوثات.. وفي النهاية قالوا »اشربوا منه ومنا كمان وكمان«!. منذ سنوات طويلة ونحن نعاني نتائج التعدي علي النيل.. ونعاني من تراخي المسئولين الذي وصل الي حد التواطؤ.. وقد تجرعنا ومازلنا الحصاد المر لمافيا التعديات متمثلا في أمراض الكبد والكلي والاورام.. ولم لا وقد افقدنا الارض هويتها النيلية ب »السم الهاري« الذي تسلل لاجسامنا من خلال الانتاج الزراعي؟!. »صمت القبور« من السادة المسئولين دفع اعداء النهر الي الفجور.. لم يكفهم ضخ المجاري وسموم المصانع في مجراه.. ولا تلغيم مياهه بالزيت والسولار.. بدأوا في تقطيع أوصاله وتضييق مساره.. بالرمال والطوب والحجارة.. ردموه في بني سويف.. وفي المنوفية.. قسموا المساحات المستقطعة منه الي قطع مبان.. وباعوا القيراط ب 001 ألف جنيه!.. وعندما نشرنا المهزلة في »قلب مصر« لم يتحرك المسئولون علي ارض الواقع.. تحركوا علي الورق فقط.. بتحرير المحاضر.. وعندما سألناهم عن ازالة المخالفات قالوا: »بكل تأكيد. لكن في الوقت المناسب«! ونخشي أنه عندما يحين وقتهم المناسب تكون معظم مسارات النيل مزروعة بالخرسانة. حدث ذلك ولايزال للنهر الذي يهبنا النماء والعطاء.. التعدي عليه مستمر رغم الشكوي من عطش الاراضي الزراعية الناتج عن نقص مياه الري.. والخوف من قيام دول المنبع باقامة سدود تؤثر علي حصتنا من المياه.. ورغم دقات ناقوس الخطر من العلماء وخبراء الري بأن مصر اصبحت تحت خط الفقر المائي، وان استمرار الوضع علي هذا النحو من شأنه التعجيل باندفاعنا الي المجاعة.. ولذا فان الامر يحتاج شجاعة المشرع في تعظيم العقوبة.. باعتبار التعدي علي النهر خيانة عظمي.. واعتقد انه لا مبالغة في ذلك لان المحتلين لمصر عبر التاريخ لم يعبثوا بالنيل. لم يلوثوه كما يفعل أهله الآن!.