اكدت بعثة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس القومي لحقوق الانسان أن العائلات المسيحية القاطنة في رفح تتعرض لتهديد دائم طال الحق في الحياة، ورأت أن مصدر هذه التهديدات " تحت شعار الدين" مايزال مجهولا حتي الآن كما رأت أن ما أدي إلي تفاقم هذه الحالة هو الانفلات الأمني المستمر علي مدي منذ مايقرب من عشرين شهرا.. . كما تأكد للمجلس أنه لا توجد ثمة مظاهر للفتنة الطائفية في رفح بل أن هناك علاقات حسن جوار بين جميع سكانها مسلمين ومسيحيين.. جاء ذلك التقرير الذي اعدته البعثة للتحقق عن حالة الأسر المسيحية في رفح برئاسة الدكتورحنا جريس، مفوض المجلس للاحتقان الطائفي وعضوية كل من محمد العزب، والمهندس وائل خليل عضوا المجلس القومي لحقوق الإنسان، ومن الأمانه العامة للمجلس كل من أحمد خليل، وكريم عبد المحسن. وأوصت البعثة في تقريرها بأن تقوم الدولة ممثلة في أجهزتها التنفيذية بتأمين المواطنين المسيحيين في رفح وتوفير أجواء يتمكنون فيها من ممارسة حياتهم الطبيعية وأن تستجيب لمطالبهم في الندب أو البقاء في رفح دون الاعتداد بأي إملاءات قد تستدعيها مواقف سياسية لا تضع المواطن المصري موضع الاعتبار الأول في صناعة القرار. ودعت الي كفالة الحق في ممارسة الشعائر الدينية للمواطنين المسيحين من خلال صدور قرار من رئيس الجمهورية بإعادة بناء كنيسة رفح والتي تم حرقها إبان الثورة.وإلي أن يتم ذلك يتوجب علي أجهزة الدولة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان انتقال كاهن من الكنيسة إلي مدينة رفح وإقامة الشعائر الدينية والصلوات للأسر المسيحية هناك. وطالبت البعثة بأن تقوم الدولة المصرية بواجبها الأساسي في حماية المواطنين وأن تضطلع الدولة بواجبها وأن تنهض مؤسساتها بدورها وعلي رأسها وزارة الداخلية بالبدء الفوري في إجراءات تشغيل قسم شرطة مدينة رفح. وشددت علي إدارج سيناء كأولوية علي خطط تنمية الدولة وإصلاح المشاكل التي تكونت خلال سنوات طويلة من إهمال تلك البقعة الغالية من أرض مصر وطالبت بإدارة حوار شامل في سيناء يجمع بين البدو. حصلت " الاخبار علي نسخة من تقرير بعثة تقصي الحقائق الموفدة إلي مدينة رفح للوقوف علي حقيقة تعرض الأسر القبطية القاطنة بالمدينة لتهديدات مكتوبة من أشخاص مجهولين تطلب منهم مغادرة رفح فورا وإلا سيكونون هدفا مباشرا لهؤلاء الاشخاص. وأعقب ذلك تعرض أحد المواطنين المسيحين لإطلاق الرصاص عليه من قبل مجهولين، ثم أعقب ذلك الحديث عن تعرض المواطنين الاقباط بأكاملهم لعملية نزوح قسري من المدينة. وقامت البعثة بالحصول علي شهادات من الجهات المعنية ممثلة في القيادات الإدارية والأمنية والمحلية بمحافظة شمال سيناء وشهادات ضحية حادث إطلاق النار وبعض أسر الأقباط الذين تأثروا بحادث إطلاق النار، وشهادات المسؤلين التنفيذين بالمدينة وأراء المواطنين العاديين المقيمين برفح من واقع معايشتهم للأحداث ووجهة نظر قس الكنيسة.. واشارت البعثة الي انه في الأيام الأولي لثورة 25 يناير لعام 2011 حدث إنفلات أمني بمدينة رفح نتج عنه هدم وتخريب لمباني أجهزة الدولة بما فيها قسم الشرطة، وكذلك هدم كنيسة رفح وحرقها وكتابة تهديدات و عبارات عدائية ضد المسيحين علي ما تبقي من جدرانها.. وهو ما اثار الخوف لدي الأسر المسيحية بالمدينة وكان عددها أربعة عشر أسرة وفدت إلي مدينة رفح واستقرت بها منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي في أعقاب تحرير سيناء. كان من نتيحة هذه الاعتداءات والتهديدات أن قررت بعض الأسر وعددها خمسة، مغادرة المدينة، وتبقي في المدينة تسعة أسر قررت أو أضطرت للبقاء تحت التهديد والخوف..واوضحت ان الاحداث الأخيرة بدأت عندما قام مجهولين بتاريخ 20 سبتمبر 2012 بإلقاء ررقة مكتوب عليها عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم أيها النصراني إرحل من هذه المنطقة قبل 48 ساعة ولاتلومن إلا نفسك أنت والنصاري الاي معك) أمام متجر مواطن قبطي مقيم برفح يدعي "ممدوح" مما أثار فيه الذعر والفزغ وقام علي إثر ذلك بالتوجه إلي الجهات الأمنية في المحافظة للشكوي إلا إنها هونت من الأمر ولم تتعامل معه بجدية.. وبعد واقعة التهديد بخمسة أيام وفي يوم 25 سبتمبر 2012 تم قام مجهولان بإطلاق النار علي نفس المواطن وأبلغ ممدوح الأسر المسيحية في رفح بواقعة إطلاق النار فأصابهم ذعر شديد توجهوا علي أثره إلي مقر محافظة شمال سيناء بمدينة العريش وطلبوا من المسؤلين بالمحافظة ندبهم إلي مدينة العريش حيث أن معظم هذه الأسر تعمل موظفين بالجهاز الإداري للدولة، وتمت الموافقة علي طلبهم وصدرت لهم قرارات الندب في نفس اليوم من قبل المسؤلين. واضاف التقرير ان أخبار إطلاق النار علي المواطن المسيحي انتشرت في وسائل الاعلام تحت عنوان (تهجير أسر مسيحية من رفح) وتدخلت مؤسسة الرئاسة طالبة منع تهجير الأسر المسيحية وتوفير الأمن لهم، مما أدي إلي تراجع أجهزة الدولة عن تنفيذ قرار الندب وإضطرار الأسر المسيحية إلي البقاء في رفح. وقام اللواء المحافظ بالتنسيق مع نيافة الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء بعقد لقاء للأسر المسيحية مع شيوخ القبائل بالمطرانية لطمأنتهم وإقناعهم بالتخلي عن طلب الندب ،وكشف التقري عن اه علي الرغم من الوجود الحقيقي لقوات من الجيش والشرطة داخل رفح من خلال عدد من الكمائن التي رصدتها البعثة، الاأن الوضع لايزال متوترا كما أن الأسر المسيحية التي قابلتها اللجنة لاتزال في حالة خوف شديد وبعضها يخطط للخروج من المدينة في أقرب فرصة.