نشرت الوكالة التركية "الاناضول" تقريرا مفصلا عما قيل أنه "تهجير المسيحيين في رفح" .. وقال مراسل الوكالة ان المسلمين أستقبلوا جيرانهم المسيحيين الذين كانوا قد تركوا رفح لبعض الوقت بعد إطلاق النار علي محل أحد الأقباط الذي عاد هو الآخر إلي رفح وأبدي ضيقه علي وسائل الإعلام التي باتت تحاصره وسط حفاوة جيرانه بعودته إلى متجره فتح الشاب المسيحي وائل حماد أبواب محله وسط ميدان صلاح الدين بمدينة رفح المصرية. وائل كان قد اضطر لإغلاق محله المتخصص في بيع الأجهزة الكهربائية قبل خمسة أيام على خلفية أزمة رحيل عدد من الأسر المسيحية من رفح عقب تلقيهم تهديدات مجهولة المصدر بالمغادرة. الشاب المسيحي، والذى يساعد والده صاحب المتجر بدا سعيدا باستئناف عمله "بحثا عن الرزق"، بحسب قوله. وأضاف لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، إنه من الصعب على الإنسان أن يترك المكان المرتبط بمصدر رزقه بسبب "تضييقات من عدو مجهول لا نعرفه نحن قاطني المدينة من أهلها البدو والحضر والمقيمين فيها للعمل، مسلمين ومسيحيين على السواء". "أزمة مسيحيى رفح" كما عرفت إعلاميا ، دفعت بوسائل الإعلام الى اتخاذ محل وائل مزارا لها هذا اليوم في رفح، وهو ما أزعجه، وقال مشيرا إلى شارع طويل ممتد تظهر على مساراته الحفر، "انظروا هناك ستجدون الإهمال فى رفح، وغياب الأمن وهما السبب فى كل أزماتنا، والتى كنا ننتظر أن تحظى باهتمام كما حظيت قضيتنا". الأمن الغائب فى رفح يشغل كل أهالى المدينة، بحسب ما قالة للأناضول، "سعيد حرارة" - أحد سكانها - مؤكدا أن تضرر أهالى رفح من حالات الانفلات بلغ مداه، والإعلام اكتفى بالتركيز على أزمة المسيحيين وهناك أكثر من جانب لانفلات الأمن من بينها الاعتداءات على الطالبات في المدارس، وحوادث إطلاق النار العشوائي. وأضاف "علاء برهوم": بالتأكيد لا نعرف نحن من يستغل غياب الأمن ويعبث باستقرارها، ولكن المؤكد أن الدولة تعلم عدوها خصوصا أن ما يقال عن استتباب الأمن هنا "مجرد وهم لا نراه بأم أعيننا". وفى جولة لمراسل الأناضول بالمدينة كان الملاحظ أن ثمة محاولات تقوم بها قوات من الجيش والشرطة لفرض الأمن، من خلال تكثيف الانتشار الأمني. أمام إحدى المدارس الثانوية للبنات وقفت مدرعة، بالإضافة إلى خمسة مدرعات أخريات أمام محل يمتلكه أحد المسيحيين والذى كان مجهولون قد أطلقوا نيران أسلحتهم عليه ولاذوا بالفرار الثلاثاء الماضى، وهو ما أشعل الأزمة. القائمون على أمر هذه الآليات العسكرية من ضباط وجنود، قالوا إن من غير المسموح لهم بالتحدث لوسائل الإعلام ومهمتهم هى فرض الأمن فى المدينة. وبحسب تصريحات اللواء أحمد بكر مدير أمن شمال سيناء فإن رفح - التى تعتبر آخر مدينة مصرية على حدودها مع قطاع غزة - ستشهد فى القريب العاجل عودة كاملة للشرطة التى انسحبت منها إبان ثورة يناير/كانون الثاني التي أطاحت بنظام الحكم السابق. وأشار مدير الأمن الى أنه سيتم فى غضون أشهر قليلة الإنتهاء من إنشاء قسم شرطة رفح الجديد، والى أن ينتهى تقرر أن يفتتح قسم شرطة مؤقت. وكانت المقرات الأمنية قد تعرضت للاحتراق إبان الثورة ومن أشهرها قسم شرطة رفح، ومقر مباحث جهاز أمن الدولة، إلى جانب عدد كبير من مقرات الأجهزة الخدمية والتعليمية والثقافية إضافة الى الكنيسة الوحيدة بالمدينة، وجميعها لازالت قائمة وآثار الاحتراق ونهب ما تبقى من محتوياتها حاضرا.