أزعجني كما أزعج كل مصري خبر مصرع طالب الحقوق وإصابة زميل له داخل حرم جامعة حلوان بعد مشاجرة اختلط فيها الحابل بالنابل في صورة لا تمثل إلا نوعا من أنواع الهمجية. الجامعة ليست مسرحا للخناقات والاعتداءات والعنف ولا اتصور ان تكون الأسلحة البيضاء هي عدة الطلبة بدلا من القلم والبحث العلمي ولا اتخيل ان يكون التشابك بالأيدي والطعن بالآلات الحادة وسيلة التخاطب والتفاهم بينهم. هل تغيرت نوعية الطلبة؟ هل تسلل إليهم فئات جديدة تحترف البلطجة تستعين بأمثالها من المسجلين من خارج الجامعة ليفرضوا سطوتهم. الصورة قاتمة تخفي في طياتها مستقبلا حزينا وما يحدث داخل الحرم الجامعي في كل الجامعات داخل مصر صار شيئا لا يصدقه العقل سوف يصل بنا إلي أكثر مما حدث فالخناقات لا تشمل الطلبة وحدهم ولكنها تشمل الأساتذة فهم يتناحرون علي الكتب وعلي المحاضرات وعلي المراكز وبدلا من ان يتفرغوا للعلم والبحث العلمي انصرفوا إلي مشاكلهم الخاصة وبدلا من رعاية طلابهم تركوهم بعيدا عن العين والحزم والربط فريسة للعنف والتشتت. عيب ان يصل بنا الحال إلي ان يقول رؤساء الجامعات انهم غير قادرين علي حمايتها وهو ما أدي إلي اشتعال الصراعات وظهور البلطجة داخل أسوارها ولا عجب ان نسمع عن بيع المخدرات وانتشار الصورة المخلة داخل مدرجاتها وها نحن نصل إلي أكثر من ذلك بسقوط قتلي وجرحي والكل يتفرج. الغي الحرس ووجدت الجامعات نفسها امام مشكلة وهي كيف تفرض الأمن والسيطرة؟ ويوما بعد يوم يزداد التسيب وساعة بعد أخري يفقد المسئولون القدرة علي الحماية لقد وصل الحال إلي ان يتدخل الطلبة في اختيار الأساتذة علي مزاجهم وهذا يحدث وبتشجيع من بعض العمداء ضعاف النفوس الذين وصلوا إلي مناصبهم وهم لا يستحقونها مطلقا بالانتخابات المشبوهة. الجامعات أنشأت إدارات للأمن من بعض الضباط السابقين سواء في القوات المسلحة أو الشرطة وهي إدارات لا تملك من سلطات الضبطية أو السيطرة أي شئ ولذلك فهي والعدم سواء فنحن لا نخاف الا من من له سلطة. الحل في تفعيل قوانين الجامعات بالثواب والعقاب للاساتذة والطلاب علي حد سواء ودون مجاملة. هذه فقط هي التي يمكنها ان تعيد الانضباط لكل ارجاء الجامعات وإلا اعيدوا الحرس الجامعي بعد ان زال أمن الدولة المرعب ليحمي الجامعة وطلبتها ومدرجاتها.