ىونان مرقص القمص إن أزمة الفيلم المسيء لرسول الاسلام هي حصيلة مؤامرة وضعت منذ فترة طويلة والبرهان علي ذلك عندما قال بن جوريون في رسائله المتبادلة مع بعض القادة اليهود: نحن لا نستطيع أن نقف في منطقة الشرق العربي مكتوفي الأيدي تتحكم فينا الظروف.. لابد من دور ايجابي مستمر عن طريق تحريك الاحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطائفية لصالحنا. هذا سبب رئيسي في كل الاحداث التي نراها الان في العالم العربي، احذروا من المؤامرة الخبيثة علي مصر، أقباط مصر بكل طوائفهم غاضبون بشدة من الاساءة لرسول الاسلام والمسلمين. في الولاياتالمتحدةالامريكية زعم البعض بأن أقباط المهجر لهم صلة بإنتاج هذا الفيلم الهابط والفاشل هذا هو من قبيل المكر والخبث لكي يخلقوا الفتنة هنا.. وهذا غير صحيح لان فكرة التعميم من أخطر الامور التي تدمر الصالح والطالح وإذا أثبتت التحقيقات الدولية والامريكية والمصرية بالفعل انه يوجد فهم قلة بسيطة جداً معدودة علي أصابع اليد من المهاجرين الأقباط المتشددين فهؤلاء بعيدون كل البعد عن التعاليم المسيحية والنصوص الانجيلية التي تقول علي لسان السيد المسيح له المجد »سمعتم أنه قيل أحب قريبك وأبغض عدوك.. أما أنا فأقول لكم أحبوا اعداءكم.. باركوا لاعينكم وادعوا لمضطهديكم أحسنوا الي مبغضيكم وصلوا من أجل الذين يسيئون اليكم ويضطهدونكم.. فهؤلاء مسيحيون بالاسم وينطبق عليهم قول الرب قائلاً »أنتم تعبدونني بشفاتيكم أما قلوبكم بعيدة عني« فهم لا يمثلون أقباط المهجر الذين يبلغ عددهم بالملايين في كل بلاد العالم، هؤلاء لا يمثلون المسيحيين في مصر هم يمثلون أنفسهم فقط وهم مسئولون عما يفعلونه أمام الشعوب وأمام القضاء وملاحقتهم واجبة اما تحميل جميع أقباط المهجر هذه الاساءة فهو الظلم بعينه والنص القرآني يقول »يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين«. فنحن لا ننسي أن اليهود هم العدو الأول للمسيحيين الذين عانوا منهم طيلة سبعمائة عام متواصلة قبل ظهور الاسلام وكتاب التلمود اليهودي يكشف عن الروح التي يجب ان يلتزم بها الشخص اليهودي إزاء المسيحي فيقول ذلك، فهي محاولة مشينة واستفزازية للشعب المسلم وهم متشددون في أغلب دول العالم من بينهم امريكا وفرنسا والدنمارك. فهذا الامر نرفضه جميعاً بشدة والكنيسة القبطية وقيادتها برئاسة صاحب النيافة الانبا باخوميوس القائم مقام البطريرك وأعضاء المجمع المقدس وكل رجال الكهنوت والخدام والشعب المسيحي بكل طوائفه وفئاته في كل ربوع مصر يستنكرون هذه الاساءة لرسول الاسلام.. الاساءة والتطاول علي الاديان السماوية ورموزها وكتبها المقدسة خط أحمر لا يجوز المساس بها.. ان هذا العمل المشين يتنافي كلياً مع الاصول الإنسانية والشرعية، والواقع ان التعصب الاعمي في حياة الانسان المسلم والمسيحي رذيلة وشر وخطيئة ضد الله وضد الدين وضد العقيدة وضد المجتمع وضد الانسانية أيضاً.. ذلك لانه تشدد مقيت وتزمت ردئ وانغلاق غبي علي الذات وانحباس علي النفس مع رفض قبول الآخر وسماع رأيه وعدم استعداد لقبول الحق حتي عند ظهور الدليل.. وذلك بناء علي ميل نفسي منحرف ومنحاز للذات مع كراهية للآخرين الذين يخالفونه الرأي.. بهذا الاحتقان الطائفي والكراهية والتعصب الذي نراه في هذه الايام نستطيع ان نقول إننا ذاهبون الي هاوية عظيمة مظلمة لا يعلم مداها الا الله وحده فنحن نناشد المسئولين والمواطنين جميعاً بروح المحبة والتسامح من أجل الحفاظ علي الوطن من الانزلاق في هذه الهاوية التي ستقضي علي الاخضر واليابس التي هي الفتنة الطائفية لا سمح الله، بلاد كثيرة قسمتها الطائفية.. أفيقوا وانتبهوا قبل فوات الأوان والمستفيد الوحيد هم أعداء مصر الحاقدون عليها. فهذه الاحداث المتتالية بكل أنواعها تهدف الي تدمير هذا البلد ويحقق عدة أغراض لاسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية منها ضمان سيطرتها وسيادتها وإلهاب الشعب المصري والعربي في صراعات مستمرة.. والتأكيد علي ذلك في السابق أنتجه فيلم يسئ للسيد المسيح.. هم عميان وقادة عميان غير مبصري القلب والعين كما نهيب من الجميع الحفاظ علي الوحدة الوطنية لا تغيروا هوية مصر الكل عاش فيها منذ قرون طويلة أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان يعيشون في شارع واحد وهو نهر النيل العظيم.. مصر الحضارة.. صاحبة العلم.. مصر الروحانية.. مصر جنة الله في أرضه.. مصر ام الأديان السماوية والدنيا كلها. ويدرك الجميع ان الدين السماوي هو جوهر التسامح والمحبة والاعتدال والدين السماوي هو منتصر من الله.. فالله لم يعط توكيلا لاحد ليدافع عنه فهو قادر علي ذلك.. المطلوب من البشرية العبادة الحقيقية لله وحده والثبات علي الايمان به.. لم يدع الله أبداً الي روح الفرقة ولكنه دعا الي المحبة والتسامح والعمل معاً والمشاركة في الحياة.. لن يكون إلا قرارنا الواحد كما قال لنا الرئيس الراحل انور السادات وهو »وحدة الشعب المصري« وهو أكبر وأهم ما نحرص عليه، والوطن القوي لا يعرف للطائفية معني ولا يحس بالطائفية أبداً بل يحس بالوطنية طبقاً لتعبير المتنيح بابا الاسكندرية والعرب قداسة البابا شنودة الثالث مصر وطناً يعيش فينا قبل ان نعيش فيه.. اتقوا الله في مصر. حفظ الله مصر وشعبها العظيم