استنكر عدد من المبدعين ومسئولي الكنائس الفيلم الذي يسئ للإسلام و للرسول الكريم ص ويروج له بعض أقباط المهجر وعبروا عن هذا الاستياء بالهجوم علي من فعلوا ذلك ووصفوا فعلتهم بالمشينة وطالبوا بمعاقبتهم بما يتناسب وقيمة جرمهم العظيم مؤكدين أن هذه الفعلة تهدف بالأساس إلي زعزعة الأمن والأمان في مصر والنيل من مسلمي ومسيحيي العالم العربي مؤكدين أن ذلك ضد تعاليم الدين المسيحي والذي يفرض علي المسيحيين احترام العقائد الأخري والتسامح. ويؤكد السيناريست فايز غالي أن الكنيسة المصرية بريئة تماما وطول تاريخها من أن تتناول أي شيء يخص الإسلام باعتبار أننا نعيش علي تراب وطن واحد, ونحن كمسيحيين نعظم الإسلام ونتعامل معه كما يليق تاريخيا, فعندما جاء الفتح الإسلامي قبلنا هذا الفتح وتعايشنا في كرم الإسلام وخلق المسلمين من مودة وتعاطف بيننا جميعا, ونحن في مصر نعيش حالة من الحب التاريخي ولا يستطيع أحد أن يتدخل بيننا, ويؤكد غالي أن هناك بعض الحاقدين في الخارج تريد الفرقة بين المسلمين والمسيحيين وليس لنا علاقة بهذا داخل مصر, لأن ما حدث شيء مخجل ومهين ولا يستحقون سوي الاحتقار لأنهم يحاولون أن يبثوا الفتن في العالم وليس في مصر فقط, ويستطرد غالي بأن قداسة الأنبياء فوق كل اعتبار وأعتقد أن ما وراء ذلك هو الموساد الإسرائيلي والصهيونية العالمية ولحدوث فرقة بيننا. ويؤكد الأب بطرس دنيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما أن الأديان تدعو إلي المحبة والتسامح والخير واحترام العقائد الأخري, ونحن نستنكر هذا الحدث المسئ لأن الأديان تدعو إلي احترام مقدسات وعقائد وطقوس الآخر وما حدث إهانة للمسيحيين قبل المسلمين في مصر, وأن احترام الآخر واجب بكل معتقداته وهؤلاء جماعة خارجة عن الكنيسة وأكثر أقباط المهجر رافضون ما حدث ويريدون الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. ويقول الناقد محمود قاسم إنه يرفض المساس بالأديان السماوية, ونحن ندين هذا الفيلم الذي يستفز المسلمين والمسيحيين لأن الرسول محمد كان معروفا بمكارم الأخلاق. وأضاف هذا الفيلم من مجموعة موتورة من أقباط المهجر, معتبرا أن رغبتهم في تقسيم مصر إلي دولة قبطية وأخري للمسلمين, لأن90% من المصريين مسلمون, وتاريخ مصر ليس فيها دولة قبطية وإنما فيها حضارة للأقباط, معتبرا أن الإساءة للرسول إساءة لكل المبادئ التي نزلت بها كل الأديان السماوية, والأقباط أنفسهم يدينون هذا الفيلم. ومن جانبها أعلنت الكاتبة خيرية البشلاوي أن الكنيسة المصرية ليس لها علاقة بالفيلم المسئ للرسول صلي الله عليه وسلم كما نفت علاقتها بالمسيحيين المتاجرين بالدين ومشكلات المسيحيين في مصر, والذين باعوا مصر, علي حد وصفها, مضيفة أن مصطلح أقباط المهجر تعبير فضفاض, يجب ضبطه. وأضافت أن مشكلات الأقباط, مشكلات حياتية لا علاقة لها بالدين ويجب طرحها ضمن مشكلات المصريين علي أرضية وطنية ولن يحلها الدستور أو القانون وإنما العلاقات الاجتماعية مع المسلمين المسئولين بالأساس عن حلها أكثر من المسيحيين لأن التيار الإسلامي يملك الأغلبية في الشارع. وأكدت خيرية أن هذا الفيلم احد الآليات التي تستخدم ضمن المخطط الصهيوني لتقسيم المنطقة العربية وتحديدا مصر التي تمثل لهم مشكلة الآن بعد تقسيم العراق والسودان وسوريا ولبنان, مشيرا إلي أن موريس صادق وأمثاله يعتبرون أن الإسلام استعمر مصر ويجب تحريرها كما يريدون إثبات أن الأقباط مضطهدون علي أرضها لتمرير قانون دولي لتقسيم مصر. وقال المخرج داود عبد السيد: بداية لابد وأن نعترف أن هذا يحدث أيضا من الجانب الآخر, هناك تطاول علي قيم مسيحية لا يجب أن تحدث بالرغم من هذا أنا أرفض هذا التعدي الذي يخرج من عدد من المتطرفين من الجهتين والتي تسئ لمن يفعلها قبل أن تسئ للطرف الآخر. وأكد المخرج القبطي أن مثل هذه الأفعال تثير الضغائن والفتن وهي بكل تأكيد لها مقصد سيئ وفي ظني هو إشاعة الفتن والإرهاب لبعض فئات المجتمع وللأسف يحدث هذا تحت تأثير عدم الوعي الذي يصاحب غالبية الشعب المصري ونسبة الأمية الكبيرة. وأضاف داود لابد أن يعرف الجميع الأهداف غير النبيلة من وراء هذا ويعلمون أيضا أن هذه الأفعال تضر بلدا بأكمله. ورفض السيناريست القبطي مجدي صابر هذه الفعلة ووصفها بالمشينة وسجل استنكاره لها وقال إنها وقاحة وسفالة وتطاول لا تجوز ولا أصدق أن يكون قد شارك في الفيلم بعض أقباط المهجر وإن فعلوا فإنهم لا يسيئون فقط للإسلام والرسول الكريم وإنما يسيئون أولا للمسيحية وتعاليم الدين المسيحي عن التسامح والمحبة وهم بذلك يكونون خرجوا عن دينهم وتعاليم السيد المسيح لنا كمسيحيين. وقال صابر أتضامن مع كل المسلمين ضد هذه الشرذمة من هؤلاء المتطرفين وكان أولي بهم الاهتمام بدينهم وليس الهجوم علي الأديان الأخري وأرجو من الكنيسة أن تتخذ ضدهم إجراء حاسما مثل منعهم من تناول الأسرار المقدسة بالكنيسة وليعلموا أن مواطني مصر مسلميها ومسيحييها يعيشون أخوة ولن تؤثر عليهم مثل هذه الأفعال المشينة.