لا أحد يستطيع أو يمكنه ان يجادل في شعبية او تاريخ أو وطنية حزب الوفد التي استمرت أربعة عقود متتالية من عام 8191. هذا الحزب الذي تم تأسيسه بارادة الشعب تعود بدايته إلي ما قبل ثورة 9191 التي قادها وقام بها ضد الاحتلال الانجليزي. استندت شعبيته الي مواقفه الوطنية المناهضة للاستعمار واعتراضه علي انحراف الاسرة الملكية وتجاوبه مع كل المطالب الشعبية. حظي هذا الحزب بالتأييد الشعبي الكاسح حتي عام 2591 عام ثورة 32 يوليو. وقد كانت المبادئ والمواقف التي تبناها وراء نجاحه.. وتجسدت في الوحدة الوطنية والحفاظ عليها برفع مبدأ الدين لله والوطن للجميع. هذا التوجه كان يعني التمسك بالقيم التي قام عليها الدين الاسلامي وكل الاديان السماوية وبالتالي نبذ المتاجرة بالدين المرفوض فقهيا. هذه المواقف والمبادئ جعلت حزب الوفد يكتسح كل الانتخابات التي كانت تجري بدون تزييف او تزوير مما أكد سيطرته علي الساحة السياسية. هذه المكانة المرموقة كانت ضمن أسباب تصاعد الخلافات مع جماعة الاخوان المسلمين التي تم تأسيسها في ظروف غامضة عام 1928 . لقد تركزت مهمتها علي محاربة حزب الوفد باستخدام سلاح الدعوة الدينية. ورغم هذا الخلاف الايديولوجي الذي كانت الجامعات والمدارس وكل الانشطة الشعبية مسرحا لها.. واصل الوفد انتصاراته معتمدا علي شعبيته العارمة.. من أبرز ما حدث في هذا المجال.. دخول الاخوان المسلمين طرفا إلي جانب الملك فاروق في صراعه مع حزب الوفد والذي كان سببه الخوف علي ملكه من شعبيته الطاغية. واستمر الخلاف بين توجهات الوفد واهداف جماعة الاخوان المتحالفة مع الملكية حتي قيامها باغتيال رئيس الوزراء محمد فهمي النقراشي وهو ما اعتبره الملك فاروق عملا إرهابيا موجها ضده. كان ذلك دافعا لان يصدر تعليماته إلي جهاز القلم السياسي باغتيال مؤسس جماعة الإخوان ورئيسها الشيخ حسن البنا. وللحديث بقية.