درج الاباء والمعلمون علي تعليم الاطفال منذ نعومة اظافرهم لغة التخاطب وألفاظ التعبير وتجنب استخدام الالفاظ الخارجة عن الادب كما يحرص الاباء والمعلمون علي تدريب ابنائهم علي الكتابة في مادة أطلق عليها مادة التعبير يتدرب فيها الابناء علي اسلوب الكتابة وكيف يعبرون عن افكارهم بأسلوب راق ولغة محترمة. واما في مادة الرسم والاشغال فقد تعلمنا كيف نعبر عن الموضوعات في لوحات تتميز بصدق التعبير وجمال اللوحات واختيار الالوان المعبرة عن الذوق الرفيع الذي يجذب الناظرين ويشرح صدور المشاهدين وهكذا تكون باقي صور الاداء الفني كالموسيقي والغناء وإقراض الشعر وقراءة النثر. اما لغة الهجاء الذي درج عليه ادباء العرب القدامي فلم يعد اسلوباً مقبولا للحوار إذ انتهي هذا النوع ودراستنا له كانت من قبيل المعرفة بأساليب ذلك الزمان وغني وعمق اللغة. اما اليوم وقد درجنا علي انتقاء اللفظ الذي يعبر عن المضمون في صور جمالية راقية حتي في النقد والدفاع عن النفس بحيث لا تخرج الكلمات البذيئة التي جرمها القانون تحت باب جرائم القذف والسب العلني. اما ما يزيد الامر سوءا فهو الهجوم علي الرموز الدينية من احياء واموات، الأمر الذي تجرمه القوانين وتلفظه كل اذن تسمعه أو عين تراه، صحيح أن المسيء يسيء إلي نفسه قبل ان تلحق اساءته بغيره ويقولون في الامثال العربية. "وهل يضير السحاب نبح الكلاب " اما في اللغة الاكثر عمقا وابقي تأثيراً وهي لغة المؤمنين ان ما تريد ان يفعله الآخر لك فابدأه بنفسك قبل ان تفعله انت لغيرك، فكما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا انتم بهم هكذا. وبعد هذه المقدمة والواجبة لبيان ضرورة رفض كل تعبير بالقول أو بالرسم أو أي صورة من صور ابداء الرأي والتي تسيء إلي الآخر وبالاحري الاساءه إلي الرموز الدينية فهي مرفوضة ومبغوضة بل توقع علي من قام بها عقاب الارض ودينونة الآخرة. واننا- كما سبق وعبرنا- نخاطب اصحاب الاقلام والافلام والحناجر والمسارح ان يتقوا الله-ان كانوا يعرفونه ويراعوا الذوق العام ان لم يكونوا قد فقدوه ويتجنبوا اشعال حرائق الفتن واثارة حماس المتحمسين والغيورين علي مقدساتهم حتي لا تفلت اساليب التعبير من الكلمة الخارجة من الحناجر إلي الاسلحة والخناجر في وقت نحن احوج فيه إلي البناء والتعبير لا التخريب والتفجير وازهاق الارواح وغضب الجماهير فاتقوا الله في الغرب وفي الشرق واعلموا ان عقاب الله قريب وغضب العباد عندما يفلت زمامة رهيب وليتنا نعود إلي البناء لا الهدم وترميم ما تصدع قبل الانهيار. حفظ الله بلادنا وشعبنا ولعلنا جميعا نبني قواعد مجدنا ولنترك الجزاء للسماء ودور الحكم وطرق الدفاع في رقي وتحضر، دعونا نثبت للعالم اننا قادرون ومن شيم اخلاقنا العفو عند المقدرة ودفاعنا ودعاتنا يعرفون الحق وكيف يحمونه بالتحضر والقانون لا بالاصوات العالية أو الاساليب غير الحضارية، دعوتي ان اخمدوا الفتنة في مهدها ولا تساهموا في نجاح خطط المتربصين بمصر وبعالمنا العربي والشرق اوسطي وضبط النفس من طبقة العقلاء.