السىد النجار مصر كانت في حالة ترقب ماذا سيفعل رئيس الجمهورية أمام الحملة الشرسة علي الفنانين والمبدعين من بعض أدعياء الدين.. هل يصمت الرئيس ويعتبر بعض الادعياء ان ذلك ضوء أخضر بالاستمرار في هذه الهجمة.. وحينذاك يعتبر أدعياء الدين ان وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحكم وبزوغ فجر تيارات وجماعات دينية عديدة، بمثابة مظلة تحميهم وتساندهم فيما يقولون ويفعلون مع أهل الفن والثقافة.. وكيف ستتم مواجهة هؤلاء.. هل بتطويع الابداع وتشويه هوية مصر وشخصيتها.. أم بهجرة عقول مصر من المفكرين والمبدعين.. هذه الحالة من الالتباس والتخوفات كانت سائدة طوال الفترة السابقة.. سمعنا خلالها أراء ومواقف غريبة لبعض من يتحدثون بقال الله.. وقال الرسول..؟! قطع الرئيس محمد مرسي حالة الارتباك وأزال التخوفات بالفعل وليس بالقول فقط، وذلك باللقاء مع مثقفي مصر وفنانينها، رغم اعتراضي الشديد علي غياب عدد من الرموز المصرية في هذا اللقاء.. وان اختيار المشاركين فيه قد تم بانتقائية ملحوظة بغياب بعض الشخصيات المعروفة بهجومها الشديد علي تيار الاسلام السياسي ومعارضتها القوية للآراء التي نسمعها من بعض متطرفي أدعياء الدين علي الثقافة والسياحة وألوان الفكر والابداع الأدبي والفني المختلفة. لقاء الرئيس مرسي جاء في توقيته المهم وعبر عن التقدير الرسمي للدولة ممثلة في أعلي سلطاتها للفن ورفضه لاي قيود علي الابداع والمبدعين.. وان مصر لن تتقدم وترتقي بدون عطاء هؤلاء المبدعين.. ولم تحقق حضارتها ومكانتها الا بالقيم الانسانية الراقية التي شكلت وجدان وروح المصريين وجسدها المفكرون والفنانون في اعمالهم.. هذه الاعمال الأدبية والسينمائية التي حافظت علي هوية المجتمع وتماسكه. نرجو ان يكون لقاء الرئيس رسالة تخرس ألسنة الباحثين عن دور أو شهرة.. انهم ليسوا أوصياء علي الناس ولا علي البلد وفنونها.. والرجاء ان يتلقي هذه الرسالة القائمون اليوم علي وضع الدستور وتشريعات الصحافة.. وليس همهم الا تقييد حريتها وقصف اقلامها.. والا يجد اهل صاحبة الجلالة امامهم مفرا من طلب لقاء رئيس الجمهورية لانقاذهم من سعي البعض لأن تكون الصحافة خادمة في بلاطهم.. وليست خادمة للشعب..!؟