انتصار دردير لم أتوقع ابداً أن أكتب نعيه بنفسي.. لكنني كتبته.. لم أتوقع أن يخلف موعدنا الأخير.. لكنه فعل.. هكذا نرتب لأحداث ومواقف ثم يكون للقدر رأي آخر.. صدمني بشدة خبر رحيل الاستاذ أحمد صالح.. كنت سأذهب للقائه في بيته يوم أمس الخميس، اتفقت مع زميلي سالم الحافي علي ذلك.. قلت له سأحمل للاستاذ أول عدد لمجلة »أخبار النجوم« بعد تطويرها.. أنها مجلته التي اختار اسمها وتحمس لها وأعطاها من وقته وجهده الكثير ثم لم يجن منها شيئا. حين توليت رئاسة تحريرها قبل أسابيع وأخبرته بنفسي قال لي مبروك لكنها كانت بطعم المرض ورائحة الدواء.. اللذين نالا من حيويته وحماسه.. كانت مثل عبارة ناقصة تبحث عن الاكتمال. أحمد صالح أستاذ وصحفي كبير وناقد سينمائي جاب مهرجانات العالم شرقاً وغربا وكاتب سيناريو لأفلام مهمة.. وفوق ذلك فهو أستاذي الذي تعلمت منه الكثير، قبل ان التقيه كنت أردد مثل كثير من زملائي أننا جيل بلا أساتذة حتي عملت معه واكتشفت مدي دقته وحرصه وغزارة معلوماته.. كان يعيد لي الموضوع اذا نسيت »فصلة« أو »نقطة« فأقول له بروح تلميذة متمردة إنه يقف عند الشكليات فيرد ضاحكاً.. لا تنسي أنني من مواليد برج الجدي. رحم الله أستاذي أحمد صالح وكل العزاء لزوجته الفاضلة وولديه كريم وحاتم.