لم يحظ بلد في العالم بإهتمام المصورين مثلما حظيت مصر،سواء بماضيها أو حاضرها، ولأن الصورة مرآة للمجتمع وليست مجرد أبعاد بل هي تروي واقعا إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا يبدو من شكل الناس وطريقة ارتدائهم ووضعهم الحركي، بالإضافة لانها تسجل وبدقة لحظات تاريخية مرت بالمجتمع والناس، وهذا ما دفع المؤلفة "ماريا جوليا"لتتبع تاريخ التصوير في مصر بدءا من الصور التقليدية وحتي صور الأقمار الصناعية ودلالاته للحياة في مصر ونشره في كتاب بالإنجليزية بعنوان "الصور الفوتوغرافية ومصر"الصادر عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية. الكتاب يضم صورا تنشر لأول مرة تظهر وجها مضيئا للشعب المصري بكل عاداته وتقاليده وتسامحه الذي اشتهر به وتعدد الثقافات في المجتمع المصري، من الصور الموحية بانوراما للقاهرة عام 1870 ولو قارنا هذه الصورة بالقاهرة الآن لأصبنا بالفزع! وصورة لزوج وزوجة مصريين مجهولين عام 1890 يبدو فيها اعتماد المرأة علي زوجها بعكس ما يحدث الآن، صورة المحمل المصري في طريقه لأرض الحجاز 1896، وزوجات الخديو إسماعيل الثلاث ومولودته الأولي "تفيدة"1874، وشهداء دنشواي 1906وصورة لريا القاتلة الشهيرة 1920. الكتاب يضم صورا ممتعة تكشف لنا عن شكل الحياة في مجتمعنا في القرن 19 وحتي الآن ومما أسعدني وجود صور ألتقطها أثنان من كبار مصورينا في مؤسسة أخبار اليوم الفنان فاروق إبراهيم وصورة للرئيس حسني مبارك أثناء زيارة رسمية للصين عام1975 والفنان مكرم جاد الكريم ولقطة استشهاد الرئيس أنور السادات في حادث المنصة والتي أنفرد بها مكرم وحاز بها علي جوائز متعددة، الكتاب رحلة شجية في تاريخ مصر وناسها من خلال عين الكاميرا.