فقدت أسرة الرياضة وكرة القدم المصرية والعربية واحدا من أساطير التدريب الكروي الذي التصق اسمه بالبطولات والانجازات حيث ارتبطت ذكريات كرة القدم لدي جيل الشباب المصري بصورة الرجل قصير القامة أشيب الشعر وعيناه الخضراوان تنظران بثبات إلي الملعب ثم لا يلبث أن يرفع كلتا يديه معبرا عن سروره بتحقيق إنجاز جديد ..انتقل الي رحمة الله تعالي أمس الكابتن محمود الجوهري نجم الكرة المصرية القديم والمدير الفني الأسبق لمنتخب مصر و المستشار الفني للإتحاد الأردني لكرة القدم إثر تعرضه لجلطة دماغية الجمعة الماضي عقب عودته من افتتاح مشروع الأمير علي بن حسين للبراعم أدخلته في غيبوبة وهو أكبر دليل علي مدي اخلاص ووفاء المدرب الراحل لعمله حتي اللحظات الأخيرة .. ويصل جثمان الفقيد الي القاهرة اليوم في الثانية عشرة صباحا علي متن طائرة خاصة وتقام للفقيد جنازة شعبية وعسكرية تليق باسمه وتاريخه وقيمته. وكان الجوهري قد خضع لفحوصات طبية علي يد أمهر الأطباء الأردنيين الذين أكدوا وبحسب الفحوصات بأن الجوهري كان في وضعية صحية حرجة للغاية ..وشهدت الساعات الأخيرة خضوعه إلي فحص طبي شامل من جانب الفريق الطبي الأردني الذي يشرف علي حالته الصحية وذلك بعد إصابته بجلطة دماغية ونزيف حاد في المخ بعد ظهر الجمعة الماضي..وكان يرقد الراحل الكبير بغرفة العناية المركزة بمستشفي المركز العربي الطبي بالعاصمة الأردنية عمان وسط حالة صحية حرجة للغاية وفي غيبوبة تامة وتحت أجهزة التنفس الصناعي..وقبل اعلان خبر وفاته عقد الفريق الطبي الأردني الذي أشرف علي حالتة الصحية اجتماعا صباح امس مع أسرة الكابتن الجوهري والتي اكتمل وجودها في عمان أمس الأول بوصول ابنته الثانية إضافة إلي زوجته السيدة سامية الجوهري وابنته شيرين وزوجها أحمد الضبع ثم تم التأكد علي خبر الوفاة ..وكان الكابتن الجوهري قد خضع علي مدي اليومين الماضيين للمزيد من الفحوصات الطبية بإشراف الفريق الطبي الأردني، والذي تم إضافة عدد من الأطباء إليه من أصحاب الاختصاص.. وراقب الفريق الطبي الأردني أمس الوضع الصحي للكابتن الجوهري حتي التقاطه أنفاسه الأخيرة ، ..وقال مرافق الكابتن محمود الجوهري باكيا : جثمان الفقيد يصل القاهرة اليوم ووصف الحالة بعد خبر الوفاة بأن الجميع قد انهمر في البكاء والدموع بعد سماع الخبر الحزين في المستشفي وأن جماهير مصرية وعربية كثيرة تجمهرت حول المستشفي كلهم جاءوا حزنا علي الفقيد وأضاف قائلا : إن كثيرين اتصلوا للاطمئنان علي الجوهري قبل وفاته من مصر علي رأسهم وزير الرياضة العامري فاروق وعدد من أبنائه اللاعبين خاصة جيل التسعينيات أبرزهم أحمد رمزي نجم الزمالك ومصر في الجيل الذهبي وهاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي وهشام يكن نجم الزمالك ومصر ومجدي عبد الغني عضو اتحاد الكرة السابق بينما زاره في المستشفي التوأم حسام وابراهيم حسن وقال مرافق الجوهري : انه لم يكن يتكلم منذ سقوطه وكان ضغطه يتراوح ما بين 15 الي 20 وحالته حرجه ونحن نجلس الي جواره ونستمع لآيات القرآن الكريم . من هو الجوهري محمود نصير يوسف الجوهري الذي أدخل الاحتراف مصر هو تاريخ حافل بالعطاء فهو من مواليد عام 1938كان ضابطاً في الجيش المصري وأحد الذين شاركوا في حرب أكتوبر عام 1973 حيث كان ضابطاً برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة، وهو متزوج وله بنتان وولد واحد اسمه أحمد لم يكمل مشواره في كرة القدم بعد أن لعب لعدة سنوات في نادي هليوبوليس ولكنه أعتزل وتفرغ لعمله الخاص. محمود الجوهري أحد أبرز المدربين في تاريخ الكرة المصرية والعربية.. قاد منتخب مصر للتأهل لكأس العالم 1990 في إيطاليا..بدأ حياته الكروية لاعباً بالنادي الأهلي (المصري) ولاعباً في منتخب مصر في الفترة من 1955 الي 1966وأعتزل مبكراً بسبب اصابة تعرض لها في ركبته فاتجه إلي التدريب.. عمل مدربا لفريق الأهلي في بداية الثمانينات من القرن العشرين ثم تولي تدريب المنتخب في سبتمبر عام 1988 واستطاع التأهل به إلي كأس العالم عام 1990 لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولي عام 1934 و تعادل المنتخب المصري مع هولندا 1/1 في أولي مبارياته في المونديال كما تعادل مع إيرلندا دون اهداف وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدور الأول..فاز منتخب مصر تحت قيادته بلقب بطولة أفريقيا في عام 1998 والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي علي منتخب جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، وهو أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية لاعبا ومدربا حيث حصل علي الكأس مع منتخب مصر عام 1959 وكان هداف البطولة.. كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في سوريا عام 1992 متغلباً علي المنتخب السعودي 3 / 2 في المباراة النهائية. درب الأهلي والزمالك وهو أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الاهلي والزمالك في تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982 حينما تغلب علي كوتوكو الغاني وعاد بالكأس ، كما نجح مع الزمالك في الفوز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993والفوز بكأس السوبر الأفريقي بعد أن تغلب علي الأهلي في جوهانسبرج مطلع عام 1994وتولي الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها أهلي جدة واتحاد جدة وتتلمذ علي يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، وأستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب سلطنة عمان في كأس الخليج عام 1996. وفي عام 2002 تولي تدريب المنتخب الأردني والاشراف الفني علي الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلي نهائيات كأس الأمم الآسيوية في الصين عام 2004 لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلي دور الاربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام الحكم بتغيير المرمي الذي يسدد عليه الفريقان الركلات في سابقة لم تحدث من قبل وقلبت الموقف رأساً علي عقب فبعد أن كان المنتخب الأردني متقدماً 2/صفر تحولت الكفة لصالح الفريق الياباني الذي فاز بالبطولة، كما حقق له العديد من الانجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهي مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من اسسس التطور ليس علي مستوي المنتخب الأول فقط وإنما علي مستوي المنتخبات السنية والاندية أيضاً، وما أن أنهي مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب حتي أختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري مديراً فنياً للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر 2009 أولي خطواته في منصبة الجديد ثم عاد مجددا الجوهري الي الأردن بعد أن ترك الاتحاد المصري حتي الآن. التتش والجنرال اطلقت وسائل الاعلام والجماهير لقب التتش الصغير علي الجوهري في اشارة الي مختار التتش الأب الروحي لنادي طفولته الأهلي والذي كان لاعبا بارزا في النصف الأول من القرن الماضي ويحمل استاد النادي في وسط القاهرة اسمه.. وحصل بعد تحوله للتدريب علي لقب الجنرال بعد أن درس العلوم العسكرية وعمل في القوات المسلحة حتي ترك الخدمة في 1976 وهو يحمل رتبة عميد .