الدعوات التي يطلقها البعض لمظاهرات ضخمة بعد غد الجمعة ليست بريئة، فلا الغرض منها وجه الله ولا تبغي مصلحة الوطن، وما يحركها هو حسابات شخصية لأصحاب المصالح،ومن يدعون لهذه المظاهرات أو الثورة الجديدة هدفهم الوحيد هو الخراب والدمار وزيادة التناحر بين أفراد الشعب، واستمرار حالة الإنفلات الأمني والأخلاقي، وانهيار أكثر للإقتصاد، لذلك فإن كل من يستمعون لهذه الأفكار الهدامة ويستجيبون لهذه الدعوات المشبوهة لا يريدون الخير لمصر. ورغم معارضتي الشديدة لفتوي الشيخ إسلام التي تتناقض مع تعاليم دينه ويرفضها اسمه والتي أباح فيها دم من يشاركون في هذه المظاهرات، وهو ما يثير الشك في الغرض الحقيقي للشيخ إسلام ومن يؤيده في فتواه التي تعتبر دعوة صريحة للقتال بين أفراد الشعب، إلا أن غياب صوت العقل والحكمة من عقلاء الأمة وشيوخها هو الذي يسمح لدعاة التهييج بتزكية نار الفتنة بين المواطنين. هناك من يعبثون بمكتسبات الشعب ويتلاعبون بمقدرات الوطن، ولهم أساليبهم في التهييج والإثارة واللعب علي أوتار المشاعر، إما عبر الفضائيات أو من خلال مواقع الانترنت تحقيقا لمصالح غير بريئة، والتي تهدف لإشعال الحرائق وتهديد الممتلكات العامة والخاصة وهو ما لا يقبله أي مواطن شريف، لذلك تقتضي الضرورة مواجههتم بكل حسم وحزم، وعدم الانسياق وراء أصحاب الدعوات الرخيصة والأفكار الهدامة والأيادي الملوثة، والذي يجب أن يطبق عليهم القانون بلا رحمة، إذا كانت هناك رغبة حقيقية لفرض هيبة الدولة. حق التظاهر مكفول للجميع لكن بضوابط صارمة تلزمنا بها الديمقراطية وقيود تفرضها الحرية، أما إذا استمر المصريون علي هذا النحو من الفوضي والتسيب لنصبح أسري في أيدي من يتلاعبون بنا، فلن ينصلح الحال حتي لو قام الشعب بثورة كل يوم!