أخشي علي ثورة52 يناير من تشتت فصائل الثورة وتعددهم وانعدام الوحدة بينهم, لدرجة ان الثورة اصبح لها ألف أب. وأصبح الانقسام واضحا بين الحركات والتيارات والائتلافات المختلفة لدرجة تهدد الثورة وتفقد الثقة في فعالياتها وجديه مسيرتها. وتدفع العناصر المضادة لانتشالها والالتفاف عليها. واذا كانت الثورة قد نجحت إلا ان نجاحها لم يكتمل بعد, وهناك معوقات واعداء للثورة في الداخل والخارج. واذا كان رأس النظام ورموزه واعوانه قد سقطوا فالجسد لم يسقط. وهناك06% من الجهاز الاداري لم يتغير وهناك رجال الحزب الوطني المنحل مازلوا يمارسون الفساد حتي بعد الثورة, علاوة علي قيادات المجالس الشعبية والمحلية المنحرفة والتي تم حلها. ونحذر من سرقة الثورة, وسرقة الثورات امر وارد, وقد سبق ان سرقت ثورات بعد أشهر من ميلادها. واذا استمرت الاوضاع علي صورتها الحالية في مصر من فساد وبلطجة واعتصامات وتظاهرات وانقسامات فسوف يؤدي ذلك إلي انتكاس الثورة, فالثورة ليس معناها الفوضي. ويجب ان يعلم كل من يقومون بالمظاهرات والاعتصامات ان هذا الحق مكفول, ولكن دون الاساءة للمصلحة العليا للوطن والمواطنين والثورة المصرية لم تنته بعد, ولن يحمي الثورة سوي استمرارها, ووعي الثوار ووحدتهم وتألفهم. ولايمكن ان نري عشرات الاحزاب والتيارات والحركات والتألفات التي تتحدث باسم الثورة وكل آرائها متفرقة ومتعارضة ولا تجتمع علي شيء واحد ولاتتقارب افكارها وتتحد لدفع مسيرة الثورة الي الامام حتي تحقق اهدافها المعلنة لتحقيق الديمقراطية والأمن والعدالة الاجتماعية والاستقرار. وشاهدنا الانقسام الواضح بين فصائل الثوار في التنسيق لتظاهرات ايام الجمع. وهناك من يطالبون بمجلس رئاسي مدني, واسقاط الاعلان الدستوري والدعوة للجنة تأسيسية لدستور جديد واجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية. وهناك من يطالبون بتنفيذ كل ماتضمنه الاعلان الدستوري واجراء الانتخابات البرلمانية وتشكيل لجنة تأسيسية عن طريق البرلمان لاعداد الدستور ثم اجراء الانتخابات الرئاسية ورأينا الانقسام الواضح بين فصائل الثوار بالنسبة لجمعة الغضب ومنهم من يقرر الاشتراك ومنهم من يعارض ويدعو لعدم المشاركة بصورة اوضحت الانقسام بين ائتلافات الثوار وجماعاتهم. ونتمني ان تحرص فصائل ثورة52 يناير المختلفة علي ان تتوحد في الرأي ولاتتشتت حتي لاتسرق الثورة من أيديهم وتصبح لقمة سائغه للعناصر المتربصة والمضادة للثورة. وللأسف لم ينتبه أحد لتحذير المجلس الاعلي للقوات المسلحة من قيام بعض العناصر الخارجية المشبوهة من مدعي البطولة الوطنية بتوجيه اتباعها من الخارجين عن القانون وتنظيم تحركاتهم في كل التظاهرات الحرة للثورة بغرض الأندساس بين المتضاهرين للتحرش واستفزاز رجال القوات المسلحة والشرطة بغرض احداث انفلات أمني يؤدي الي المواجهة بين الطرفين وشدد المجلس العسكري علي أهمية إدراك شباب مصر الحر ان الهدف الرئيسي لهؤلاء هو ضرب استقرار المؤسسة العسكرية باعتبارها الركيزة الاساسية في حفظ امن وسلامة مصر خلال هذه المرحلة المهمة. وأهاب المجلس العسكري بأبناء مصر من جميع الطوائف مراعاة الحيطة والحذر من هذه العناصر الهدامة التي لاهدف لها إلا اضعاف مصر وعدم استقرارها تحقيقا لأهدافها المشبوهه. وحذر المجلس الاعلي للقوات المسلحة من الانسياق وراء دعاوي الفوضي التي تستهدف زعزعة استقرار الوطن وكشف ان الاحداث الاخيرة في ميدان التحرير لامبرر لها وانها خطة مدبرة ومدروسة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة لاحداث الوقيعة بين المؤسسة الامنية لمنع تحقيق اهداف الثورة.