احتفل العالم الاسلامي أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك. قرابة مليار ونصف مليار مسلم في أنحاء العالم ، استقبلوا العيد وسط مظاهر اختلطت فيها الفرحة بالحزن والألم علي مايلحق بالمسلمين في مناطق شتي من عالمنا. أكثر من ثلاثة ملايين مسلم حرصوا علي أداء صلاة العيد بالحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وفي المسجد الحرام، كان الحديث في خطبة العيد عن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وضرورة إشاعة ثقافة التسامح والتراحم، بما يحقق المزيد من الوحدة والتآخي بين الناس. ورغم الفرحة باستقبال العيد ، فانه يأتي كما اعتدنا لسنوات، ومسلمون في المشرق والمغرب يعانون، سواء بسبب الصراعات السياسية أو الطائفية الدامية.. أو لاستبداد نظم تمارس القمع والارهاب والعنصرية ( كما هو حال مسلمي ميانمار).. أو نتيجة احتلال ينتهك حقوق الانسان ولايبالي بالقوانين والمواثيق الدولية والانسانية كما يحدث للفلسطينيين، وخاصة في غزة التي يئن 1.5 مليون فلسطيني داخل جدرانها من وطأة الاحتلال الاسرائيلي علي مدي ست سنوات. وأدي آلاف الفلسطينيين صلاة العيد بالمسجد الأقصي بالقدس الشريف، في ظل القيود التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حق المقدسيين والمواطنين الفلسطينيين القادمين من مدن الضفة الغربية للصلاة. جاء العيد، وشعب سوريا يعيش علي أصوات الرصاص والنيران، يعيش فصول من العنف الدامي لم تحسم نهايتها. وتزامن أيضا مع أول أيام العيد حوادث قتل وتفجيرات شملت اثنتين من دول الربيع العربي .. اليمن وليبيا. في اليمن الذي يعيش أوضاعا أمنية وهشة، ورغم أن شبح التفجيرات والعنف يخيم علي العديد من محافظات اليمن ، إلا أن حشد من الجماهير والثوار اليمنيين أدوا شعائر صلاة عيد الفطر في ساحات الحرية والتغيير في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية تلبية للدعوة التي أطلقتها اللجنة التنظيمية لما بات يعرف باسم "الثورة الشبابية الشعبية السلمية". والحال في العيد ليس هادئا في دولة من دول الربيع العربي كانت لها الريادة في انطلاق الثورات العربية ، وهي تونس، فمازالت أجواء من التوتر السياسي تخيم علي ربوع تونس الخضراء. الجاليات العربية والإسلامية في الغرب، احتفلت بالعيد أمس. وشهدت المراكز الإسلامية إقبالا من المسلمين لإقامة صلاة العيد .وفي لبنان، اعتبر مفتي البلادالشيخ محمد رشيد قباني أن التردي الذي يتخبط فيه اللبنانيون كل يوم ليس مسئولية رئيس حالي ولا رئيس سابق وليس مسؤولية حكومة حالية أو حكومة مضت بل هو مسئولية كل مواطن لبناني أرتضي الظلم في وطنه ومسؤولية كل مواطن لم يطالب بحقوقه ولم يقم بواجبه ومسئولية كل سياسي يحرض الناس ضد بعضهم. وفي إيران، ألقي المرشد الاعلي آية الله علي خامنئي كلمة بمناسبة عيد الفطر، وقال "الكثير من مشاكل العالم الاسلامي سببها وجود النظام الصهيوني المصطنع". ومن جديد، وصف اسرائيل بانها "ورم سرطاني" واكبر مشكلة تواجه الدول الاسلامية في الوقت الحالي. وفي روسيا، هنأ رافيل عين الدين رئيس مجلس الافتاءفي روسيا باسم مسلمي بلاده، العالم الإسلامي بمناسبة عيد الفطر، معربا عن أمله في أن يحل السلام والرحمة في كافة أنحاء العالم وكعادته كل عيد للمسلمين.