هل يمكن ان تكون هناك دولة مصرية بينما يتم -عيني عينك- اختراق حدودها بواسطة المنافذ غير الشرعية التي تسمح بمرور الارهابيين والمجرمين وكل ما هو غير مشروع . كيف بالله ترضي سلطاتنا المسئولة عن امننا القومي بهذا العبث الذي يهدد كيان ووجود الدولة المصرية. ان المعني بهذا الكلام هي تلك الانفاق المنتشرة علي حدودنا في منطقة رفح مع حدود قطاع غزة والتي يقدر عددها ب 054 نفقا! هل يمكن ان يزعم أحد من جهابذة السياسة والامن.. وجود دولة تحترم سيادتها في العالم تسمح بمثل هذا الانفلات علي حدودها وبهذا الشكل الذي يهدد امنها واستقراراها وخصوصياتها الاقتصادية؟ هل كتب علينا أن يتحمل أمننا القومي وزر الاحتلال الاسرائيلي والانقلاب الاخواني الفلسطيني علي السلطة الشرعية الفلسطينية في رام الله. الا يكفي دماء مئات الالاف من شهدائنا الابرار الذين راحوا ضحية الحروب التي خضناها من اجل فلسطين. هل يمكن لاحد أن يتصور ان يكون جزاؤنا قتل ابنائنا غدراً بالأيدي الفلسطينية ومعها جماعات المارقين الخارجين علي القانون؟ ليس خافيا ولا يجب ان يخفي تحت اي مبررات ان دخول هؤلاء المجرمين القتلة أو بعضهم قد تم عبر هذه الانفاق غير الشرعية التي الغت السيادة المصرية علي أراضيها . ليس هذا اتهاماً أو شكوكاً ولكنها الحقيقة التي يعلمها ويدركها الجميع قبل ثورة 52 يناير وما بعدها. حان الوقت لمحاسبة كل الذين في يدهم الامر وسمحوا بهذا الامتهان للسيادة المصرية وبهذه الصورة التي لا يمكن أن تحدث في أي دولة بالعالم. أنني أتعجب من هذه الاصوات الفاقدة الانتماء والوطنية التي تحاول تبرير وجود هذه الانفاق التي تجعل من مصر أمنا وسيادة عارية تماماً. كيف يمكن تبرئة حركة حماس من التورط في هذه الجريمة بعد أن سمحت رقابتها المشددة علي هذه الانفاق من جانب قطاع غزة بمرور القتلة الذين هاجموا موقع الحدود المصري وقتلوا 61 وجرحوا 7 من افراده دون مراعاة حرمة الصيام غادرين بهم وهم يتناولون طعام الافطار. هنا يحضرني التساؤل - رغم انني لا أفهم في الامور العسكرية - عن كيفية ان ينشغل أفراد الموقع في الافطار دون أن تكون هناك نوباتجية حراسة تحسبا للظروف بما سمح بأن يرتكب المجرمون جريمتهم البشعة ويهربون داخل حدود فلسطينالمحتلة ليلقي بعضهم مصرعه علي ايدي الاسرائيليين. وحول ما أذيع ونشر عن هروب بعض هؤلاء القتلة المدفوعين بمشاعر الحقد علي مصر وشعب مصر إلي غزة.. فأنه لا يفوتني أن أذكر مسئولية حكومة حماس هل ينكر أحد أنها تقوم بتحصيل رسوم علي عمليات التهريب والمرور عبر الانفاق وهو ما يعني المشاركة الضمنية؟ وهل يمكن لاحد ان ينسينا عملية تهريب المتهمين بجرائم ضد الأمن القومي المصري الي غزة أثناء ثورة 52 يناير.. قد تمت بواسطة عناصر من حماس وجماعات متعاطفة معها في مصر؟ ان تورط هذه الحركة في هذه العملية كانت ثابتة بشهادة الاحتفالات التي اقامتها بعد وصول هؤلاء المجرمين الي غزة. ولقد هالني واحزنني ان يخيب الرئيس مرسي توقعات المكلومين من اهالي الضحايا. كان قد وعد بحضور مراسم الجنازة العسكرية مشاركة لهم في مصابهم ومصاب الشعب المصري وبعد طول انتظار عند النصب التذكاري لم يحضر الرئيس ولعل المانع خير !!. لا جدال ان الجريمة البشعة غير الانسانية التي تعرضت لها قوات حماية الحدود المصرية.. اصبحت تحتم موقفا شعبيا ضد هذا الانفلات لا يضع في اعتباره تواطؤ وتعاطف البعض الذين اسقطوا أمن مصر وسيادتها من حسابهم.