أتمني علي حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أن يكون أكثر إنصافا لمصر في علاقته مع حماس وأن يستثمر روابطه الأخوية والتنظيمية معها لإقناعها بأن احترام الحدود المصرية أمر ملزم والامتناع عن التدخل في الشأن المصري الداخلي واجب ضروري لصون العلاقات معها, وأن السماح بتسلل عناصر الجهاد والقاعدة إلي سيناء تصرف غير صديق يخل بأمن مصر القومي, وأن علي حماس أن تسارع بوقف هذه الفوضي المتعلقة بأوضاع الأنفاق التي تربط بين سيناءوغزة, وتمتد في المنطقة ما بين العريش إلي رفح في مساحة تتجاوز40 كيلو مترا لأنه ما من دولة تقبل أن تكون حدودها مستباحة إلي هذا الحد, خاصة أن حماس هي التي تشرف علي حفر هذه الأنفاق وتتقاضي رسوما باهظة عن البضائع التي تمر خلالها, ونسبة غير قليلة منها سيارات مسروقة من مصريين علي قد الحال يتم تهريبها إلي القطاع وتتقاضي عنها حماس رسوما باهظة!, كما تمر عبر الأنفاق أسلحة ثقيلة مهربة من ليبيا يصل بعض منها الي منافسين لحماس يهددون سيطرتها علي القطاع! وأظن أن الوصول إلي صيغة معقولة تغني عن هذه الأنفاق, وتحترم سيادة مصر, وتسمح بمرور بعض السلع عبر المنافذ الشرعية في إطار اتفاق ثنائي أمر غير مستحيل بدلا من استباحة حدود دولة شقيقة تشكل الأنفاق تهديدا لأمنها القومي! أعرف أن من ضرورات تثبيت الثورة التشهير بفساد الحكم السابق وتضخيم أخطائه ورفعها إذا لزم الأمر إلي مستوي الخيانة, لكن اتهام مصر والعرب بالتواطؤ مع الغزو الإسرائيلي للقطاع قضية خاطئة تستوجب إعادة النظر, لأن الثابت والمؤكد أن مصر بذلت المستحيل كي تنبه حماس إلي خطورة حالة التربص داخل إسرائيل قبل الغزو لكن حماس كانت تريد المواجهة! وأظن أن جميع أهالي قطاع غزة يعرفون الحقيقة علي نحو مفصل, وربما لهذا السبب انخفضت شعبية حماس إلي حدودها الدنيا, وإذا كان حزب الحرية والعدالة يستشعر مسئولية خاصة تجاه حماس بحكم علاقاتهما الفكرية والتنظيمية ولأنهما فرعان لجذر واحد, إلا أن مسئولية الحزب وقد أصبح علي شفا الحكم في مصر تلزمه بأن يعرف أن حماس ليست كل الفلسطينيين وأن هناك فلسطينيين آخرين لا يقلون أهمية ووطنية في الضفة ورام الله يتطلعون إلي نظرة عادلة غير متحيزة لا بديل عنها لتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية يمكن أن تنهض بها مصر لتحقيق وحدة الموقف الفلسطيني. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد