أولاً: المجرمون يدربون شعب مصر علي قبول القهر والمهانة لم أكن أدري وأنا أكتب مقالي الأربعاء الماضي في هذا المكان عن مؤامرة ضرب مؤسسات الدولة في سيناء أنه لن يمر إلا أيام قليلة حتي تنتقل المؤامرة إلي مرحلة خطيرة جديدة أكثر جرأة وإجراماً وهي ضرب مؤسسة القوات المسلحة بعد الانتهاء من المرحلة التي قبلها وهي ضرب مراكز الشرطة والبوليس أي مؤسسة الداخلية..! ويجب أن نعلم: أن مجرمي سيناء تم تدريبهم في وضح النهار، وأرادوا أن يدربوا شعب مصر علي قبول المهانة والقهر. هناك احتمال كبير أن مجرمي سيناء هم أنفسهم الذين هاجموا السجون أو هربوا منها أثناء ثورة 25 يناير. هناك احتمال كبير آخر وهو أن عناصر مسلحة من غزة قد انضمت لمجرمي سيناء في هجومهم الجبان علي أفراد القوات المسلحة. ثانياً: الأبعاد التي وراء المؤامرة يريد المجرمون والإرهابيون في سيناء أن يحققوا حلمهم في إرهاب الدولة المصرية وطرد سكان الوادي وهذه الجريمة الممنهجة والمسلحة تسليحاً عالياً لابد أن يكون وراءها تمويل بملايين وملايين من الخارج لضرب الدور المصري . البعد الثاني هو خلق صدام وصراع بين غالبية الشعب المصري وبين كل من يرتدون عباءة الإسلام ويحملون اسمه في شعاراتهم وأسماء منظماتهم وهذا الصراع سيكون خطيرا جداً لأنه بين الأغلبية العظمي من شعب مصر المسلم المسالم والآمن وبين هذه الشرذمة المتأسلمة وهنا ثقوا أنه ستسيل دماء كثيرة. أتجرأ بأن أقول لن أقبل نظرية المؤامرة الإسرائيلية هذه المرة، ولذلك لن أتفق مع طارق الزمر في قوله إن المخابرات الإسرائيلية وراء قتل ضباط الجيش.. لا يا أخ طارق هذه المرة من وراء هذه الجريمة هم من يرتدون عباءة الإسلام وليتك بصفتك المتحدث باسم الجماعة الإسلامية ان تبذل جهداً خارقاً، إذا استطعت..! للتصدي للجماعات المسلحة علي أرض سيناء التي تقتل أبناء قواتنا المسلحة وتعتدي في آن واحد علي صورة إسلام السماحة. المؤامرة هذه المرة داخلية وخارجية عربية، أما إسرائيل فستكون طرفاً مستفيداً حينما تقول للعالم الغربي بالذات إن مصر غير قادرة علي حماية الحدود وأنه لا يستبعد أن تطالب باحتلال شريط يخلق حدوداً آمنة. هناك بعد آخر وهو خلق تحد خطير حول اتفاقية كامب ديفيد لا سيما حينما يتهيأ للرأي العام أن اتفاقية كامبديفيد هي السبب في تحديد قدرات الجيش المصري في التصدي لكل التهديدات، وخاصةً حين ينسي الرأي العام أنه منذ أكثر من عام سمحت إسرائيل في صمت بدخول أعداد من القوات المصرية أكثر من المنصوص عليها في الاتفاقية في شمال سيناء علي الحدود المصرية الإسرائيلية. ثالثاً: خطة عاجلة للرد والردع مع الاحترام الكامل لكل قواعد القانون وإجراءاته ولكن لابد من تشريع يصدر عاجلا من المجلس العسكري الذي يمارس في هذه المرحلة الانتقالية السلطة التشريعية يجعل من هذا النوع من الجرائم التي ارتكبت في سيناء والتي تمثل اعتداء علي كرامة ومكانة مصر وجيشها، وأن يسمح هذا التشريع بمحاكمات عاجلة، وأن يكون للمخابرات العسكرية المصرية دور في التحقيقات وجمع المعلومات لأنها المؤسسة التي تعاملت مع دوسيه سيناء خلال أعوام طويلة. واقترح أن يكون الجزاء بالغ القسوة بأن ينفذ حكم الإعدام علناً علي من قتلوا في مكان الجريمة ليكون رادعاً ويدخل الرعب بلا رحمة في قلوب من قتلوا أبناءنا من القوات المسلحة بدم بارد وقلوب فقدت كل إحساس بالإنسانية. الإسراع بفتح باب التفاوض مع إسرائيل لتعديل اتفاقية كامب ديفيد في هدوء واحترام لنصوصها ولروح القانون الدولي ولدينا علي أرض مصر خبراء وعلماء في القانون الدولي ساهموا بعلم ومقدرة فائقة في صياغة وحماية حقوق مصر في كل هذه المراحل من كامب ديفيد حتي مباحثات التحكيم لطابا ومن بينهم السفير نبيل العربي ود. فؤاد رياض، ود. أحمد القشيري، ود. مفيد شهاب. وليس هناك أدني مشكلة في أن نفاوض إسرائيل وفي العلن حول تعديل الاتفاقية. كما ستضع المخابرات العامة المصرية والمخابرات العسكرية المصرية تجاربهما في التعامل مع دوسيه سيناء فهم يحفظون عن ظهر قلب كل الخلفيات علي الأرض التي تدعم موقف المفاوض المصري. يجب اتخاذ قرار سيادي فوري بغلق الأنفاق التي تربط مصر بغزة والتي مر منها خلال أعوام طويلة عار وفضيحة تهريب الأسلحة والمخدرات والسيارات المسروقة والبضائع وخلقت طبقة من المليارديرات في غزة وشمال سيناء مع العبث بأمن مصر واستقرارها. رجاء.. رجاء.. رجاء.. اغلقوا هذا العار المسمي بالأنفاق ومارسوا سيادتكم.