تحرص اسرائيل علي ابقاء ترسانتها النووية لغزا مغلقا وراء ستار كثيف من السرية والتمويه، ولذا لا تكف عن المراوغة بشأن امتلاكها الاسلحة النووية ويحاول قادتها التهرب من الاعتراف بذلك حتي تظل تلوح بسلاح الردع النووي بدون الاعلان عنه.. ورغم محاولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للكشف عن البرنامج النووي الاسرائيلي حتي تقوم بمسئوليتها في مراقبته والتفتيش علي منشآته مثل مفاعل ديمونة، الا انها تواجه الصمت والمراوغة ورفض اسرائيل التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي!. وفي المؤتمر 45 للوكالة الدولية الذي انعقد مؤخرا في فيينا فضح مندوب مصر المزاعم التي جاءت علي لسان مندوب اسرائيل من ان مصر فقدت الاهتمام بقضية نزع السلاح النووي وتحويل منطقة الشرق الاوسط الي منطقة خالية من الاسلحة النووية.. واكد ان اسرائيل معروفة بعدم اكتراثها باخلاء المنطقة وان جهود مصر التي قامت بها في هذا الشأن تم توثيقها، وانتقد ادعاء اسرائيل ان مصر تتخذ الهجوم عليها غاية في حد ذاتها بهدف عزلها دوليا، وان اسرائيل اختارت ان تكون الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بقدرات نووية غير خاضعة لضمانات الوكالة بعدم الانتشار وترفض اخضاع منشآتها النووية لاشراف الوكالة كما انها تعتبر ان الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي مناف لمصالحها، وبالتالي هي التي اختارت ان تعزل نفسها!. وقد تكشفت في السنوات الاخيرة كوامن لغز اسرائيل النووية وقامت الاقمار الصناعية الروسية في اواخر عام 98 بفك الشفرة وتمكنت من رصد المنشآت النووية الاسرائيلية والمخازن السرية لاسلحتها تحت الارض.. وبالنسبة لمفاعل ديمونة فقد شهد منذ انشائه عام 7591 تطورات هائلة في قدرته وامكاناته وصارت طاقته تزيد علي 041 ميجاوات ويستهلك اكثر من 05 كيلو جراما من الوقود النووي عالي التخصيب وبالاضافة الي ما ينتجه المفاعل من البلوتونيوم فانه يقوم بانتاج القنبلة الذرية.. وتمكنت صور الاقمار الروسية من فك الشفرة للمفاعل وهي: الاتساع الواسع للنطاق الخارجي للمفاعل ووجود طرق داخلية متعددة لشبكات الحراسة المشددة. وجود كثافة من الاشجار والمزروعات التي تحيط بالمفاعل في المنطقة الصحراوية وعلي مسافات بعيدة يحيط به سبع سياجات من الاشجار التي تخفي مبانيه وتحجب رؤيته عن الطريق. وقدرت المصادر الامريكية ان اسرائيل تملك اكثر من مائتي رأس نووي بخلاف الاسلحة النووية التكتيكية والصواريخ.. وتتنوع احجام الاسلحة النووية لدي اسرائيل بدءا من القنبلة الذرية في حجم قنبلة هيروشيما في شكلها المتطور التي يمكن اسقاطها من القاذفات المقاتلة، والرءوس النووية التي يمكن تركيبها علي الصواريخ الباليستيكية طراز جيريكو 1 و2 ولانس، وكذا الدانات النووية التي تطلق من مدافع الهاوتزر الثقيلة، وهناك الطائرات القاذفات طراز اف 51 واف 4 المطور التي يمكنها حمل القنابل النووية.. وتقوم اسرائيل بتخزين القنابل »مفككة في الاحوال العادية« في مخازن ايلابون شرق حيفا. ويوجد لدي اسرائيل قاعدة لانتاج الصواريخ الباليستيكية في منطقة كفار زخاريا شرق ميناء اشدود وتعتبر بمثابة معقل قوة الردع النووي الاسرائيلي الاستراتيجي وتشير الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية لهذه القاعدة في عام 29 الي ان بها العديد من الكهوف الطبيعية، ويضم الجزء القديم منها اربعة منشآت خرسانية تحت الارض لايواء الصواريخ الباليستيكية طراز جيريكو 1 المحملة علي قواعد متحركة كما تخزن في هذه المنشآت القنابل الذرية التي تسقط بالطائرات وعلي بعد كيلو مترات قليلة من قاعدة »تل نوف« الجوية.. وهناك ايضا مواقع صواريخ ارض جو مضادة للطائرات!. ..وللمقال بقية.
