إلي متي تظل اسرائيل دولة خارجة علي القانون الدولي؟ والي متي يظل الغموض حول برنامجها النووي وغير خاضع لمعاهدة منع الانتشار النووي والتي ترفض التوقيع عليها؟ والي متي تبقي منشآتها النووية ومنها مفاعل ديمونا خارج نطاق المراقبة والتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ الي متي؟. ان اسرائيل لا تقر الاعتراف بامتلاكها السلاح النووي رغم ان الولاياتالمتحدة والدول الكبري تعلم ان لديها ترسانة تحوي قرابة مائتي رأس نووي وبينما ما يصدر عن زعمائها: ان اسرائيل لن تكون البادئة بادخال الاسلحة النووية الي المنطقة! ولذا حان الوقت لكشف المستور ووضع حد للمراوغة الاسرائيلية من اعلان امتلاكها للسلاح النووي، وبعدما صارت مراجعة معاهدة منع الانتشار مطروحة في مؤتمر نيويورك وموضع الاختبار بمدي التزام الولاياتالمتحدة وروسيا الاتحادية بتأكيد مصداقيتها وتنفيذها علي كل الدول بلا استثناء!. وقد بدأ في مؤتمر المراجعة ان الترسانة النووية الاسرائيلية كانت تحت مجهر العالم بسبب تركيز الوفود العربية المشاركة علي ذلك، واتجهت اصابع الاتهام لهذه الترسانة غير المعلن عنها في ظل سياسة الغموض التي تلتزم بها الحكومة المتعاقبة في اسرائيل، وشهد المؤتمر الذي شاركت فيه وفود 981 دولة بالفعل انتقادات حادة لإحجام اسرائيل عن التوقيع علي معاهدة منع الانتشار النووي، ولم يعد خافيا ان اسرائيل تتعمد اضفاء الغموض للاحتفاظ بسلاح الردع النووي في يدها وبحيث تحقق الهيمنة والتفوق العسكري في المنطقة!. لقد كان موقف مصر واضحا عندما اطلقت المبادرة الخاصة بانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط في عام 5991، وصارت تكتسب القوة بعدما وافقت الدول الخمس دائمة العضوية عليها، وطالب بيان صادر عنها بانضمام جميع دول الشرق الاوسط بما فيها اسرائيل للمنطقة الخالية وبالتالي تخضع لاجراءات التفتيش ونظم الضمانات المعمول بها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية! وذلك يحتم علي اسرائيل ان تحدد موقفها وتتخلي عن الغموض فيما يخص ترسانتها النووية التي تهدد المنطقة وتلقي بظلال الرعب النووي علي دولها.. ولكن اسرائيل ستحاول كعادتها التنصل من حيازة السلاح النووي تحت ستار الصمت وبحيث لا يصدر عنها اعتراف محدد بذلك.. وبالمقابل فان المبادرة المصرية صارت تحتم علي اسرائيل الانصياع لموقف الدول الكبري باخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي والدمار الشامل!. وقد بذلت مصر مساعي في عام 0002 وفي عام 5002 لتفعيل المبادرة الا ان الولاياتالمتحدة ادارة بوش وقتها وقفت حائلا امام تسليط الضوء علي البرنامج النووي الاسرائيلي، والمتوقع ان تحاول اسرائيل الالتفاف من حول موافقة الدول الخمس علي اقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط، فبينما يقوم موقف مصر علي المطالبة بعقد مؤتمر دولي للبدء بالتفاوض حول ذلك، الا ان موقف الولاياتالمتحدة يعتبر ان ذلك مرهون بارساء السلام في الشرق الاوسط، وكما اشارت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية: »ان الاجراءات العملية تكمن في اتخاذ تدابير تساعد في توفير الظروف للدفع بهذا المفهوم«! بمعني الربط مع محادثات تسوية النزاع العربي الاسرائيلي!. ولكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجهت مفاجأة غير متوقعة مؤخرا الي اسرائيل وكشفت انها ستبحث في الشهر المقبل الانشطة النووية السرية لإسرائيل للمرة الاولي.. وبما يعد انتصارا للدول الاسلامية المنزعجة من ترسانة اسرائيل النووية غير المعلنة.. وهي في حد ذاتها صفعة لأمريكا وإسرائيل!.. ولعل وعسي!.