رغم ان هناك تأكيدا بأن اسرائيل تملك القنبلة النووية ولكن لم يصدر اعتراف رسمي منها بذلك، ولايوجد شيء محدد عن البرنامج النووي الاسرائيلي مثل الهند وباكستان مثلا وظل القادة الاسرائيليون حريصين علي هذا اللغز عن الترسانة النووية وحجمها الحقيقي لدي اسرائيل.. ولكن حدث تغير غير متوقع ما بين عام 98 وعام 39 حينما توافرت الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية الروسية والفرنسية للمنشآت النووية الاسرائيلية ومواقع التخزين واختبار الصواريخ الباليستية ومصنع الصواريخ وبذلك تأكدت المعلومات المتاحة وصارت عارية من غطاء الشك حولها.. واجهت اسرائيل مأزق الكشف عن ترسانتها وضرورة ابلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسماح بالتفتيش علي منشآتها!. وكانت السياسة الاسرائيلية تتسم بالغموض النووي في الستينيات الي الثمانينيات وحتي انكشف المستور في اوائل التسعينيات ولم يكن ذلك من مصلحة اسرائيل التي تعتمد علي التلويح بسلاح الردع النووي الذي تنفرد به في المنطقة.. وتعتبره الملاذ الاخير للبقاء في مواجهة الدول العربية.. ولذلك هددت جولدا مائير بالسلاح النووي لكي تجبر الرئيس نيكسون علي امداد اسرائيل بالسلاح بالجسر الجوي في حرب اكتوبر عندما سقط خط بارليف وانهارت خطوط القوات الاسرائيلية في سيناء امام اندفاع القوات المصرية التي عبرت القناة وتساقط الطائرات الاسرائيلية بالصواريخ المصرية. لقد اتبعت اسرائيل سياسة »الردع النووي بالشك« واعتمدت علي ترويج »القنبلة في القبو« ولم تلجأ الي اعلان امتلاكها للسلاح النووي، ولكن ذلك لم يمنع مفاجأة الجيش المصري في اكتوبر وكسر اسطورة الجيش الذي لا يقهر!. وأتوقف مرة اخري امام ما كشفته صور الاقمار الصناعية عن القواعد السرية والمخابيء النووية في اسرائيل، وعن قاعدة لإيواء الصواريخ الاحدث طراز جيريكو، ووجود خمسين دشمة خرسانية تحت الارض وهو ما يعني تخزين 50 صاروخا تحمل رءوسا نووية.. وبين القاعدة القديمة والقاعدة الجديدة توجد منصات اطلاق الصواريخ واختبارها وبالفعل حدث ذلك اثناء حرب الخليج، وجري اختبار آخر لصاروخ جيريكو، من قاعدة زخاريا وقطع خلاله 0031 كيلو متر الي غرب جزيرة كريت. ويتم صنع الصواريخ الباليستية جيريكو 2 في بيرياكوف شمال زخاريا وذلك تحت الارض حتي لا تكتشفها الاقمار الصناعية وهناك سياجات من الاشجار الكثيفة حول المنطقة للتمويه.. ويتم تصنيع الرءوس النووية في منشأة يوديفات حيث يتم انتاج الصاروخ بوباي الذي استخدمته امريكا في حرب الخليج بينما لاينتج غير عدد محدود من هذه القنابل.. وتشمل الترسانة النووية الاسرائيلية رؤوسا نووية استراتيجية ولكن عددها أقل من الرءوس النووية التكتيكية وتخزن في إيلابون شرق الجليل وتوجد الأسلحة الاستراتيجية علي سفوح تلال يهودا وسط اسرائيل ويوجد طائرات اف 51 واف 61 واف 4 المعدلة والمجهزة لحمل القنابل النووية المفككة في المخازن وهناك طرق وخطوط سكك حديدية خاصة بين هذه المنشآت وتستخدم في نقل اجزاء الصواريخ الي مصنع بيرياكوف.. وعلي الرغم من وجود القنابل النووية التي تحملها الطائرات في مخازن زخاريا فإنه لا يوجد طريق بري مباشر يربط بينها وبين القاعدة الجوية في تل نوف، ولذلك هناك احتمال نقل هذه القنابل وقت اللزوم بواسطة طائرات الهليكوبتر!. وعندما اثارت مصر قضية السلاح النووي الاسرائيلي وطالبت بضرورة انضمام اسرائيل الي معاهدة منع الانتشار النووي وإخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل، اصيبت اسرائيل بالانزعاج وحاولت الشوشرة بادعاءات مضللة ضد مصر!.