دق جرس التليفون.. مد نتانياهو يده إلي السماعة.. جاءه صوت الرئيس الأمريكي أوباما حازما.. عزيزي بيبي هل تسمعني جيدا، عليك الآن وبدون مماطلة أو تأخير الكشف عن البرنامج النووي الإسرائيلي والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول المنشآت النووية الإسرائيلية. رد نتانياهو مذهولا ومصدوما.. كيف ذلك يا سيدي الرئيس؟.. ليس هذا ما اتفقنا عليه في شهر مايو الماضي حينما التقينا في واشنطن.. ألم تبلغني أنك سوف تستمر تعمل بالتفاهم الأمريكي الإسرائيلي الذي تم بين جولدا ونيكسون عام 1969، ويقضي بألا تطالب أمريكا إسرائيل بكشف شيء عن برنامجها النووي بعد أن كنا قد تمكنا بالفعل من إنتاج أربع قنابل نووية وقتها؟ قال أوباما.. نعم هذا حدث.. ولكن الموقف تغير الآن.. فقد اتفقنا في مجلس الأمن علي العمل لنزع السلاح النووي في العالم وسوف أضع نفسي في حرج بالغ إذا استثنيت إسرائيل من ذلك. رد نتانياهو لكن يا سيدي الرئيس إن التفاهم الأمريكي الإسرائيلي يقضي بالفعل باستثنائنا، وقد احترم هذا التفاهم كل الرؤساء الأمريكيون الذين سبقوك، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، فلماذا تأتي أنت لتخرق هذا التفاهم، إن هذا سوف نعتبره موقفا معاديا لإسرائيل. قال أوباما: عزيزي بيبي أنت تعرف أنني لا أعادي إسرائيل، وقد تعهدت أمام زعماء يهود أمريكا بحماية أمن إسرائيل ومازلت ملتزما بذلك ولن أتخلي عن هذا الالتزام مهما حدث.. لكنك تعرف أنني لن استطيع أن أتجاهل قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يلزمكم بفتح منشآتكم النووية أمام مفتشيها.. كما لا استطيع أن اتجاهل أيضا طلب الإيرانيين المعاملة بالمثل معكم. رد نتانياهو: ولماذا لا تتجاهل ذلك كله سيدي الرئيس.. ألم تصوت واشنطن بالفعل ضد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟.. ثم من هي إيران هذه التي تعمل حسابا لطلباتها؟.. ولماذا أصلا الحوار معها.. وما جدوي هذا الحوار أصلا؟.. إنه مضيعة للوقت.. لا حل يا سيدي لمشكلة الملف النووي الإيراني سوي الحرب وضرب منشآتها النووية.. حتي العقوبات لا تجدي ولن تثني إيران عن المضي قدما في إنتاج القنبلة النووية. قال أوباما.. يا بيبي أي عمل عسكري ضد إيران لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، سوف يعطل فقط هذا البرنامج سنتين أو ثلاث سنوات، ولكنها سوف تستأنف العمل في إنتاج القنبلة النووية من جديد، كما أنها قد تكون لديها منشآت نووية سرية أخري غير تلك المنشأة التي تم الكشف عنها مؤخرا بالقرب من مدينة قم.. ثم إن إيران ليست هي موضوعنا الآن.. موضوعنا أن ثمة اتجاها عالميا متصاعدا تؤيده روسيا والصين يري ضرورة عدم استثناء إسرائيل من نزع الأسلحة النووية. رد بيبي.. وهل ستطالبون بنزع السلاح النووي أيضا من الهند وباكستان التي تخشون وقوع قنابلها الذرية في أيدي الارهابيين؟ قال أوباما.. لا تتعبني أرجوك بيبي.. هذه الدول تمتلك قنابل نووية منذ سنوات، وهي أعلنت بالفعل عن برنامجها النووي ولم تخفه منذ انتجت قنبلتها النووية الأولي وقد قبل العالم كله ذلك كأمر واقع. قاطعه نتانياهو قائلا.. وإسرائيل أيضا انتجت القنبلة الذرية منذ سنوات ولديها عدد من هذه القنابل وليس قنبلة واحدة.. ونحن نستطيع أن نفعل مثل الهند وباكستان ونعلن ذلك بوضوح وعليكم القبول بذلك كأمر واقع.. بل إننا أعلنا ذلك بالفعل عدة مرات علي ألسنة عدد من القادة الذين سبقوني. رد أوباما.. لا تدخلني في متاهات بيبي مثلما فعلت معي في موضوع تجميد الاستيطان.. لقد قلت لك ما يتعين عليك أن تقوم به.. سلام. هنا استيقظ نتانياهو من نومه.. وهب واقفا وهو يقول لنفسه "اللهم اجعله خير"!