هل سيواصل تجميد بناء المستوطنات أم سيواصل تحطيم المفاوضات واستئناف البناء, نتانياهو الذي يطلق عليه رجل المساومات الصعبة يعرف جيدا ماذا يريد, وما الذي يريد أن يتنازل عنه وما المقابل الذي سيحصل عليه أمام هذا التنازل. أحد أهم ملامح نتانياهو في الإدارة السياسية أنه شخصية غير قابلة للإمساك بها, وقادر دائما علي الالتواء والالتفاف, وكلما اعتقدت أنك قد تمكنت من الإمساك به, أو بخيوطه, سرعان ما' يتزفلط' من يديك في اتجاه آخر. يتبع نتانياهو في تعاملاته المراوغة طريقا, وهذا واضح علي مدي تاريخه السياسي, حتي لو أراد تقديم نفسه لأمريكا علي أنه متعاون ومرن ويريد تحقيق السلام, وربما يكون يوم26 سبتمبر القادم هو بالونة الاختبار الحقيقية, هل سيواصل تجميد بناء المستوطنات أم سيواصل تحطيم المفاوضات واستئناف البناء, نتانياهو الذي يطلق عليه رجل المساومات الصعبة يعرف جيدا ماذا يريد, وما الذي يريد أن يتنازل عنه وما المقابل الذي سيحصل عليه أمام هذا التنازل, هو صاحب سياسة وتاريخ يقوم علي تكثيف الاستيطان خاصة في مدينة القدسالمحتلة بالإضافة إلي رفض التعامل مع مبدأ الأرض مقابل السلام إلا من منظور يميني يقوم علي مبدأ المساومة, لذا فعملية المفاوضات هذه المرة لن تكون سهلة إذا لم ندرك طبيعة نتانياهو المراوغة دائما. ويظل التحدي الرئيسي في التعامل مع نتانياهو في هذه المرحلة مرحلة المفاوضات الفلسطينية هي قدرته علي مدي الاستعداد لأن يتخلص أو يتخلي عن هذه الطبيعة, وقدرة الأطراف المفاوضة والداعمة للمفاوضات علي الإمساك به, والإمساك به لا يكون إلا من خلال ممارسة كل أنواع الضغوط أو التلويح بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخري بدفعه إلي الدفع أجل وضع حدود واضحة ومحددة للمفاوضات. أظن أن نتانياهو إذا عامله أحد السياسيين الفاهمين لطبيعته وطبيعة تلك الحقيقة في شخصيته من هذا المنطلق, كلما تلقي هذا برضا وسعادة, ولكن علي كل الأطراف أن تضغط وأن تقنع نتانياهو بأن الوصول إلي بدايات لحل نهائي لهذا الموقف أكثر فائدة من الحصار علي حكومة ائتلافية مهددة بالانهيار في أي لحظة.