اصطفي الله الانبياء ليكونوا رسلا، يرشدون البشرية الي الصراط المستقيم، والي عبادة الله الواحد القهار.. وقال تعالي: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَي وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًي وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون)َ. وكان أول المصطفين سيدنا آدم، خلقه الله وأسجد له الملائكة، تكريما له لاعبادة له، وعلمه الله الاسماء كلها، الاشخاص والاشياء وخلق له حواء واسكنهما الجنة وأنذرهما ان يقربا شجرة، فوسوس لهما الشيطان الذي رفض ان يسجد لادم، وتوعد لبني ادم قائلا (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).. وقال لادم (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَي شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَي ).. فاستجابا لابليس واكلا من الشجرة المحرمة، وقبل ان ينتهيا من اكل ثمرة الشجرة تذكرا تحذير الله لهما، وتيقنا ان الشيطان اذلهما، وأمرهما الله ان يهبطا الي الارض، (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًي فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَي).. وقبل ان يهبطا استغفر آدم ربه واعلن التوبة عن خطيئته وتقبل الله توبته (فَتَلَقَّي آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). وبعد الهبوط الي الارض والدرس الذي تعلمه آدم وحواء من ان الشيطان تسبب في طردهما من الجنة، كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا، وكان ابن البطن الاول يتزوج بنت البطن الثاني والعكس، وقتل ابنه قابيل أخاه هابيل حقدا وكانت اول جريمة تقع علي الارض.. وحزن آدم علي خسارته في موت احد ولديه، وصلي عليه، ومارس حياته في العمل ووعظ ابنائه واحفاده، وحثهم علي عبادة الله، وتحذيرهم من الشيطان الذي تسبب في طرده من الجنة، وفي قتل قابيل لهابيل. وظل علي ذلك حتي مات.